مظاهرات مدنية غاضبة ضد انتهاكات «هيئة تحرير الشام» شمال سوريا

هبة محمد
حجم الخط
1

دمشق – «القدس العربي»: تظاهر العشرات في مناطق متفرقة في الشمال السوري رفضاً للتطبيع والمصالحات مع النظام وتنديداً بممارسات تحرير الشام وحملات الدهم والاعتقال التي تشنها ضد معارضين لها شمال سوريا. وقال الناشط الإعلامي عبد الكريم الثلجي من ريف إدلب لـ»القدس العربي» إن المظاهرات ضد «هيئة تحرير الشام»، تستمر من قبل أنصار حزب التحرير، رداً على حملة الاعتقالات التي شنها جهاز الأمن العام التابع للهيئة والتي استهدفت قيادات الحزب.
وخرجت مظاهرات شعبية الجمعة في كل من السحارة وبابكة غرب حلب، والباب بريف حلب الشرقي، وأطمة وترمانين وخربة الجوز وكفرة في ريف إدلب، وسط «أنباء عن هجوم أمنيين للهيئة على المتظاهرين في ترمانين واعتقال عدد من الشخصيات بينهم المحامي محمد علي الشريف». كما خرجت مظاهرة شعبية في مدينة صوران شمال حلب رفضاً لحملات التطبيع مع النظام السوري، حيث أكد المتظاهرون على ثوابت الثورة السورية، ومطالبهم بالحرية.
وقالت مصادر محلية، إن أبناء قرى وبلدات كفرة وترمانين في ريف إدلب الشمالي والسحارة وبابكة بريف حلب الغربي، ضمن منطقة سيطرة «هيئة تحرير الشام» التي تشكل جبهة النصرة مركز ثقلها، ومدينة الباب بريف حلب الشرقي، ضمن منطقة «درع الفرات» خرجوا بتظاهرات منددة الجمعة، تحت شعار جمعة «أعراضنا ثورتنا»، تأكيداً على مبادئ الثورة ورفضاً للتطبيع والمصالحات مع النظام السوري. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها: «أعراضنا ليست للبيع في سوق المصالحات والتطبيع»، وسط هتافات تندد بممارسات قائد هيئة تحرير الشام، وأجهزتها الأمنية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن عناصر الجهاز الأمني العام التابع لـ «هيئة تحرير الشام» هاجموا المتظاهرين في ترمانين في ريف إدلب الشمالي، بالشتائم والتهديد بالقتل والاعتقال، لتفريقهم.
يأتي ذلك، في ظل التوتر والاحتقان الشعبي واستمرار الخروقات من قبل «الهيئة» المتهمة «بارتكاب الانتهاكات وممارسة أنواع الضغط على المواطنين من تقييد للحريات وكم الأفواه عن النطق بالحق والتداعي لمطالبته». وكانت «هيئة تحرير الشام»، قد شنت مطلع الشهر الجاري، حملة اعتقالات بحق معارضين لها في ريف إدلب، مستهدفة «حزب التحرير» بشكل خاص، على خلفية ترويجه لخطاب يدعو إلى إعادة «الخلافة الإسلامية». ووفقاً للناشط الإعلامي عبد الكريم الثلجي لـ «القدس العربي» فإن الجهاز الأمني لـ»تحرير الشام»، اعتقل 18 شخصاً، قبل نحو 20 يوماً، من حزب التحرير، بينما شهدت قرية دير حسان تظاهرات غاضبة، اعتراضاً على حملة الاعتقالات.
وشرح المتحدث أن «الهيئة حاولت بداية، احتواء المظاهرات الغاضبة، لكن عند فشلها في ضبط المتظاهرين عملت على قمعهم من خلال حملات الدهم والاعتقال، حيث اقتحم الجهاز الأمني قرية دير حسان، ونشبت اشتباكات أدت إلى مقتل عنصر من الأمن العام».
وعلى ضوء التطورات «شنت الهيئة حملة اعتقالات، دفع حزب التحرير إلى إشعال المنطقة بالمظاهرات التي رفعوا خلالها سقف مطالبهم، متهمين هيئة تحرير الشام بالخيانة والعمالة» وأضاف «يجرى ذلك بينما تحاول الهيئة الترويج لنفسها على أنها تحارب المتشددين والفصائل الجهادية». وقال: «جماعة حزب التحرير كانوا يخرجون بمظاهرات يتهمون فيها هيئة تحرير الشام بالخيانة والمصالحة مع النظام والتطبيع، والتخلي عن الثورة ومبادئها، مطالبين بفتح الجبهات مع النظام السوري» مبيناً أن للحزب «أنصاراً في معظم مناطق الشمال السوري».
وعلى مقلب آخر، قالت هيئة تحرير الشام، إن جهازها الأمني «نفذ حملة أمنية ضد شرذمة من العابثين بأمن المنطقة». وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، مساء أول أمس، إلى أن المظاهرات تتوالى ضد انتهاكات وممارسات هيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب، حيث انطلقت أمس عدة مظاهرات في مناطق متفرقة في كل من كفرة الشعلة بريف حلب الشمالي، والسحارة وبابكة في ريف حلب الغربي، وفي إدلب المدينة تطالب بالإفراج عن المعتقلين، وتندد بالانتهاكات الفاضحة التي ترتكبها هيئة تحرير الشام، من اعتقالات تعسفية وانتهاك لحرمات المنازل وترويع الآمنين، فضلا عن ألفاظ مسيئة لا يستخدمها إلا عناصر النظام.
تزامناً، قصفت طائرات حربية روسية، الجمعة، بلدات وقرى جبل الزاوية جنوبي إدلب، بالتزامن مع قصف بري مصدره قوات النظام السوري، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الروسية في أجواء مناطق شمال غربي سوريا. وصرحت مصادر عسكرية في المعارضة السورية، بأن الطائرات الحربية الروسية استهدفت بأربع غارات جوية مستخدمة صواريخ شديدة الانفجار محاور سفوهن وفليفل بجبل الزاوية جنوبي إدلب، دون ورود أنباء عن خسائر بشرية.
وتزامنت الغارات الروسية وفق مصادر محلية، مع قصف مدفعي وصاروخي مكثف لقوات النظام السوري، على قرى وبلدات الفطيرة وكفرعويد وسفوهن وكنصفرة وبينين في جبل الزاوية جنوبي إدلب، والسرمانية والزيارة بسهل الغاب غربي حماة. وقالت شبكة «بلدي نيوز» الإخبارية، إن طائرة حربية تتبع لسلاح الجو الروسي قصفت قرية «فليفل والمزارع المحيطة بها صباح اليوم بصواريخ شديدة الانفجار». مشيرة إلى أن قوات النظام السوري والميليشيات المساندة لها قصفت بقذائف المدفعية الثقيلة بلدة دير سنبل وحرش قرية بينين جنوب إدلب. ولفت المصدر، إلى أن محيط مدينة دارة عزة في ريف حلب الغربي تعرض أيضاً لقصف مدفعي مماثل، كما تعرضت قريتي «السرمانية والقاهرة» في منطقة سهل الغاب شمال حماة لقصف مدفعي مكثف.
وأوضح أن القصف الجوي والبري، تزامن مع تحليق مكثّف لطائرة الاستطلاع الروسية العملاقة المعروفة بالبجعة في عموم أجواء المناطق المحررة شمال غرب سوريا، إضافة لعدد من طائرات الاستطلاع الأخرى في أجواء منطقة جبل الزاوية جنوب إدلب. وخلّف القصف أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين الخاصة والعامة، دون تسجيل إصابات.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول شهاب الجزائر:

    ينطبق عليهم مثل كالذي استجار بالرمضاء
    من النار، كيانات تتناوب على تعذيب الشعوب
    الحمقاء الغبية.

اشترك في قائمتنا البريدية