يوسف عطال
باريس- “القدس العربي”:
ترددت أنباء في وسائل الإعلام الفرنسية، عن تقلص فرص المدافع الأيمن الجزائري يوسف عطال في العودة إلى الدوري الفرنسي الموسم المقبل عبر بوابة عملاق الليغ1، وذلك بسبب الضغوط السياسية التي تُمارس على إدارة أمراء الجنوب في الأيام والساعات القليلة الماضية، لوقف مفاوضات المسؤولين مع وكيل أعمال محارب الصحراء البالغ من العمر 28 عاما.
وكان موثوق إذاعة “آر إم سي” فابريسين هاوكينس، قد أثار ضجة على نطاق واسع قبل يومين، بالحصول على معلومات من داخل أروقة نادي مارسيليا، تُفيد بأن الإدارة في طريقها لإغلاق صفقة ظهير نيس سابقا في صفقة انتقال حر، وذلك بعد انتهاء إعارته مع ناديه ديميرسبور التركي، الذي أعاده إلى الحياة في سوق الانتقالات الشتوية الأخيرة، بعد المشاكل والعقوبات الرادعة التي تعرض لها عطال في فرنسا، على خلفية موقفه الإنساني بإظهار تعاطفه مع ضحايا العدوان الإسرائيلي البربري على المدنيين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الماضي.
وفي الوقت الذي تتسابق فيه الصحف والمواقع الرياضية الفرنسية في تحديث الأنباء حول آخر مستجدات المفاوضات بين أصحاب “فيلودروم” ووكيل أعمال الدولي الجزائري، ظهر عمدة مارسيليا بونوا بايان، متقمصا دور “المحرض” بامتياز، من خلال رسائله الصريحة للمسؤولين في قلعة الجنوب، مشددا على ضرورة نسيان فكرة إعادة عطال إلى الدوري الفرنسي مرة أخرى، بحجة عدم السماح بنشر العنصرية والأفكار المعادية للسامية.
وقال العمدة في مقابلة مع صحيفة “لا بروفونس” الفرنسية “صحيح لست رئيسا لنادي أولمبيك مارسيليا، ولكن يمكنني أن أخبرك بشيء واحد على أي حال، كل ملاحظة معادية للسامية، كل ملاحظة عنصرية، كانت موضع إدانة، أو غير مقبولة في هذا الصدد غير مقبولة، لا علاقة له بالرياضة، ولا علاقة له بأولمبيك مارسيليا، أضمن لك أنني سأتصل برئيس أولمبيك مارسيليا. ليس هنالك مجال لهذا النوع من الإفراط، سواء كنا يهودا أو مسلمين أو مسيحيين أو غيرذلك، كلنا في الملعب، كلنا لدينا نفس الحماس، إذا كان هناك من يرتدي قميص أولمبيك مارسيليا (عطال) وليس لديه قيمه، فهذا يعني أنه ليس لديه ما يفعله للنادي”.
من جانبها، فسرت منصة “Win Win” هذه التصريحات، على أنها مؤشر لإمكانيات انهيار المفاوضات أو تجميدها حتى إشعار آخر، وذلك رغم حاجة النادي الماسة للاعب بنفس مواصفات وخبرة ثعلب الصحراء في مركز الظهير الأيمن، وكذا حاجة اللاعب للعودة للعب في أعلى مستوى تنافسي داخل القارة العجوز، لاعتقاده بأن التواجد في الدوري التركي، أشبه بالخطوة إلى الوراء في مسيرته الاحترافية، مقارنة باللعب في دوري مثل الليغ1، الذي يساعده على البروز بشكل أكبر وأفضل أمام عمالقة الدوريات الكبرى.
ومعروف أن عطال، راح ضحية الهبة الفرنسية السياسية في فترة ما بعد السابع من أكتوبر/ تشرين 2023، لدرجة اتهامه بمعاداة السامية من قبل القضاء المحلي، فقط لتفاعله مع منشور عبر أحد حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي يؤيد القضية الفلسطينية، لينتهي به المطاف بالهروب من ناديه نيس وفرنسا بأكملها في الميركاتو الشتوي الأخير، لكن بعد تغريمه بقرابة الـ50 ألف يورو بجانب تهديده بحكم قضائي بالسجن لمدة عشرة أشهر مع موقف التنفيذ.