بعد أقل من يوم من دخول وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ، وإذا به يسجل عدة أحداث لخروقات موضعية للاتفاق.
الجيش الإسرائيلي عمل في الأحداث كلها بتصميم. خرج بضعة مخربين من أماكن الاختباء في قرى الجنوب – صفوا.
اعتقل أربعة منهم، وأصيب آخرون وفروا.
يثبت الجيش الإسرائيلي مستوى عالياً من التصميم منذ الساعات الأولى لوقف النار. لكن، في نظرة أوسع، بعد يوم من وقف النار، يبدو أن الدولة في حالة ما بعد الصدمة، وثمة أسباب تجعل مواطني إسرائيل مترددين وقلقين:
أولاً، نحن بعد صدمة 7 أكتوبر. ثانياً، الجمهور يتذكر أقوال نتنياهو بعد حملة “الجرف الصامد” في 2014 وبعد حملة “حارس الأسوار” في العام 2021، حين سوق اتفاقات وقف النار.
يبدو أن من كتب أقوال رئيس الوزراء أول أمس مساء، تكاسل ونسخ ربما أقوالاً قالها رئيس الوزراء في توقفات سابقة للنار. ما العمل، الجمهور يعرف أنها لم تصمد وما كانت تساوي الورق الذي وقعت عليه.
لقد أدرك سكان الشمال بأن الحكومة والجيش وجهاز الأمن يخادعونهم. وواضح أن الحال ستستغرق زمناً آخر إلى أن تبنى الثقة من جديد. وحتى عندها، ستكون جزئية.
ينبغي أن نتوقف للحظة حتى نرى الصورة الكبرى لكل ما حصل في الجبهة الشمالية.
فمثلما في لعبة الشطرنج، ثمة خطوات بعيدة المدى قد اتخذت هنا، أهمها ما خلقته إسرائيل في الحرب؛ فقد ضعضعت النظام السياسي في لبنان، وأضعفت قوة حزب الله والطائفة الشيعية. والآن، المستوى السياسي الإسرائيلي ملزم بإجراء خطوة دبلوماسية واسعة تغير وجه الشرق الأوسط كله.
كما أن إسرائيل حطمت طوق الخنق الذي بنته إيران حول إسرائيل في سنوات. إسرائيل أبقت حماس وحدها، وإيران مكشوفة، أما سوريا فتلقت رسائل واضحة: “اختاروا جانباً”. الرسالة إلى سوريا هي أنه إذا اخترتم جانب حزب الله، فإنكم تلعبون بالنار.
إن مسألة تصميم ترتيبات الأمن على حدودنا الشمالية، على حدود سوريا – لبنان، في البقاع أو الضاحية – هي شأن إسرائيلي فقط.
ومثلما تعمل إسرائيل في المجالات السورية جواً وبراً، وبحراً أيضاً وفقاً لمنشورات أجنبية، إذن ينبغي لها العمل في لبنان في كل مرة يحاول فيها حزب الله أو أي منظمة إرهاب أخرى تحديها.
لقد استعادت إسرائيل الثقة بنفسها بخطواتها الأخيرة. وعليها الآن ترجمة كل هذا إلى خطوات أخرى. وحسب منشورات أجنبية، يجري رئيس “الشاباك” رونين بار، اتصالات مع تركيا، وهذا ليس موضوعاً هامشياً. فالرئيس رجب طيب اردوغان يفهم جيداً ما حصل هنا في الشهرين الأخيرين، كما أنه يفهم ما سيحصل هنا قريباً. ليس صدفة أنه يسمح بالاتصالات، ودخوله بهدوء تام إلى دور الوسيط في صفقة مخطوفين.
من المهم أن يعرف المرء كيف يلعب الشطرنج في الشرق الأوسط، لكن الأهم أن يعرف كيف يقلب الطاولة أحياناً ويلعب النرد – وهي اللعبة التي يعرفها الناس في حارتنا جيداً.
آفي أشكنازي
معاريف 28/11/2024
عصابة تل أبيب يا حبيب تشكل نشاز في الشرق الأوسط التعيس يا بئيس ✌️🇵🇸🤕☝️🚀🐒🔥