معاريف: ماذا يريد ترامب بدخوله حرباً من دون مصادقة الكونغرس؟

حجم الخط
2

عندما انطلقت القاذفات الأمريكية نحو منشآت إيران النووية، خُيل لكثيرين أن الولايات المتحدة وإسرائيل والعالم كله حبسوا أنفاسهم، لكن بالنسبة لبعض من الأمريكيين كان هذا إحساساً بعودة مركبة. فقرار ترامب تنفيذ حملة “مطرقة نصف الليل” لم تفاجئ الكثيرين في واشنطن، لكنها سرعان ما أثارت نقاشاً عاصفاً على دروس الماضي، خصوصاً على خطر تكرار أخطاء الولايات المتحدة في العراق.

النقاش الجماهيري الذي ثار عقب الهجوم لا يتركز على مسألة ما فيه من حق، بل على مسألة الثمن. في نظر مؤيدي ترامب، يعد هذا رداً زعامياً على استفزازات إيرانية منذ 7 أكتوبر، بعد سلسلة إخطارات لم تلتقط ولم تستجب. بالمقابل، يرى معارضوه في ذلك خطوة متسرعة، بلا استراتيجية واضحة للخروج، وبلا نقاش جماهيري أو إسناد من الكونغرس.

ثمة من شبه الخطوة بالاجتياح الأمريكي للعراق في 2003، ليس بسبب وجه الشبه التكتيكي، بل بسبب الدينامية السياسية التي ترافقها. في حينه، كان الرئيس جمهورياً، وخرجت الولايات المتحدة إلى هجوم واسع النطاق على دولة إسلامية في الشرق الأوسط، وفي حينه أيضاً، عرض مبرر أمني تركز على التهديد النووي. النتيجة معروفة.

الوضع هذه المرة أكثر تعقيداً. إيران 2025 ليست العراق بداية سنوات الألفين. يدور الحديث عن دولة مع شبكة تحالفات إقليمية إشكالية، وأذرع إرهاب تمتد في دول عديدة، وبالخصوص جمهور لن يثور بالضرورة ضد النظام عقب هجوم خارجي. حقيقة أن الهجوم تم دون مصادقة الكونغرس تعزز الادعاءات بأنها خطوة سياسية أكثر مما هي أمنية.

وهنا يطرح السؤال المركزي – ماذا بعد؟ هل ترامب مستعد للانجرار إلى مواجهة واسعة النطاق أم استعراض قوة منضبط يستهدف الردع فقط؟ إذا كان الحديث يدور عن خطوة تكتيكية، فعلى الولايات المتحدة العمل الآن في الساحة الدبلوماسية وبشكل مؤكد لكبح تصعيد زائد. أما إذا كان الاتجاه مختلفاً وكانت وجهة ترامب نحو إمكانية معركة طويلة، فسنقف أمام فترة أخطر بكثير، مع تداعيات جسيمة على الأسواق والحدود وميزان الردع الإقليمي.

الواضح أن الرد الإيراني سيأتي، إما عبر حزب الله، أو هجمات سايبر، أو وسائل أخرى. عندما يحصل هذا، ستقف واشنطن أمام حسم جديد: هل تواصل الطريق المركب والمعقد أم تتوقف؟ تاريخ الشرق الأوسط يدل على أن الدخول أمر سهل، لكن الخروج من المعركة صعب جداً. ما يبدأ بقصف مركز قد ينتهي بوحل دامٍ. وهذا بالضبط هو الموضوع الذي سيطرح في الأيام القريبة القادمة على المناقشات الكثيرة في البيت الأبيض وفي المجال السري في القدس وفي الخط الأحمر الذي يربط بينهما.

آنا برسكي

 معاريف 23/6/2025

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    هه يريد أن يقول : أنا رب أمريكا الأوحد وافعل ما أريد وقت ما أريد،. يا حسرة على الشعب الأمريكي المسكين الذي انتخب ترامب المتصهين الأرعن المجنون ✌️🇮🇷🇵🇸😎☝️🔥🐒🚀

  2. يقول ملاحظ:

    ترامب…مجرد غلام عند سيده نتن ياهو

اشترك في قائمتنا البريدية