معاريف: هكذا اتخذت إسرائيل آلية توزيع المساعدات حيلة لإطالة أمد الحرب في غزة

حجم الخط
0

أمس كانت ساحة الطوابير في موقع التخليد لسلاح الهندسة القتالية في غابة “خولدا” مليئة. 534 مقاتلاً جديداً أنهوا مسار التأهيل الذي تواصل لأكثر من ثمانية أشهر.
هذا هو عدد المقاتلين الأكبر الذي تم تأهيله لهذا السلاح منذ قيام الجيش الإسرائيلي، بل وتم هذا في ظل الحرب. هذه هي الوردية الثانية من المقاتلين الذين تجندوا في الحرب. الـ 534 مقاتلاً سيدخلون للقتال في غزة ولبنان في الأيام القريبة القادمة.
لو كان الأمر متعلقاً بالجيش الإسرائيلي لافترض بهذا العدد أن يكون أكبر بكثير. وربما يتجاوز في الورديات القريبة القادمة الـ 600 مقاتل، فهذا ما يحتاجه الجيش الإسرائيلي – بالحد الأدنى كتيبة هندسة أخرى. كما يعتزم الجيش الإسرائيلي إضافة سرايا داخل الكتائب أيضاً. يفهم الجيش أنه لا يمكنه أن يكون مجرد جيش صغير وذكي، بل عليه أن يكون كبيراً وقوياً أيضاً.
أثبت سلاح الجو أمس هذا عملياً؛ فالوسيط الأمريكي عاموس هوكشتاين كان في بيروت وحاول بلورة صفقة لوقف النار والتسوية. وبالتوازي، قررت إسرائيل ألا يقصف سلاحها الجوي أبراجاً وعمارات في الضاحية. وفضلت إسرائيل العمل بحكمة كي لا تحرج الأمريكيين، لكن طياري سلاح الجو لم يتوقفوا عن الطيران أمس.
عملت طائرات سلاح الجو في أربع جبهات هجومية. حسب منشورات سورية، هاجمت عدداً كبيراً من أهداف حزب الله في الدولة، وبينها مخازن سلاح. في منطقة الضفة، هاجم سلاح الجو خلايا مخربين. أما في غزة، فهاجم أهدافاً عديدة لحماس شمالي القطاع وبجوار محور نتساريم. وفي لبنان، هاجم أهدافاً بهدف مساعدة القوات المناورة في جنوب الدولة.
وعندما سار المقاتلون المتخرجون في ساحة الطوابير في “خولدا”، كانت الطائرات تواصل طيرانها نحو أهدافها الهجومية في أرجاء الشرق الأوسط.
واضح للجيش الإسرائيلي أن التسوية في لبنان ستجعل حماس تعيد احتساب المسار. يستعد الجيش الإسرائيلي لإغلاق الحدث في جباليا، المعقل الأهم الأخير في شمال غزة. صحيح أن القتال هناك قاس، والنواة الصغيرة والعنيفة تتحدى القوات، لكن حكم على كل أولئك المخربين في جباليا بالموت، وهم يعرفون هذا. الجيش الإسرائيلي على ما يكفي من القوة والتصميم لإبادة حماس في جباليا، وسيفعل هذا في غضون أيام.
القصة كلها الآن في أيدي المستوى السياسي: كيف يأخذ كل القصة إلى الأمام. الهدف أولاً إعادة الـ 101 مخطوف، والثاني إعادة السكان بأمان إلى بيوتهم في الغلاف وفي الشمال.
إن قصة توزيع الغذاء في غزة هي نوع من التنفس الاصطناعي لإطالة الحرب إلى ما لا نهاية أو إلى نهاية محاكمة نتنياهو أو إلى ضمان سلامة الحكومة للسنوات القريبة القادمة، أو الإمكانية الرابعة – كل الأجوبة صحيحة.
في هذه الأثناء، يستعد كل من سلاح الهندسة القتالية، و”المظليون”، و”جولاني”، و”جفعاتي”، و”كفير” و”المدرعات”، لاستيعاب وردية تجنيد كانون الأول بدون آلاف الحريديم – ولكن مع الحاجة لملء الصفوف بمئات المقاتلين الجدد في كل الوحدات الميدانية.
آفي أشكنازي
معاريف 21/11/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية