معرض تشكيلي في طانطان يحتفي بالتراث الجمالي لرحل الصحراء

الرباط ـ «القدس العربي»: بدعم من وزارة الثقافة المغربية ومؤسسة «الموغار» والمجلس الإقليمي لطانطان وعمالة الإقليم، وبمناسبة النسخة 15 لموسم طانطان، وبتنسيق مع المدرسة العليا للفنون الجميلة في الدار البيضاء، تنظم جمعية أصدقاء متحف الطانطان المعرض التشكيلي السنوي الثالث تحت شعار «جماليات من الصحراء»، من 11 إلى 19 يونيو/حزيران في ساحة الكورنيش في طانطان (وادي ابن خليل).

يُشارك في المعرض فنانو وأساتذة التربية التشكيلية، الذين يعملون في مجموعة من المناطق الجنوبية، هم: هناء راطي الطالب، يوسف الدرقاوي، محمد صابون (سيدي إفني)، السعيد أوشين (كَليميم)، الرَّاكَب الحَيْشن، إبراهيم الحَيْسن، ياسين الشرايبي، عزيز باكوري (الطانطان)، محمد فرح، عبد الباقي راجي إله (العيون) وعبد الحميد طيرا (بوجدور).

الفنان الرحال

موازاة مع هذا المعرض الثيماتي، وفي الخزانة الوسائطية، يتمُّ الاحتفاء بالتشكيلي موسى الزكاني، وكذا تنظيم ندوة نقدية حول منجزه النحتي والخزفي بمشاركة مدير المدرسة العليا للفنون الجميلة في الدار البيضاء الفنان سعيد كَيحيا والناقدين الفنيين عبد الله الشيخ وحسن لغدش، مع عرض وتحليل شريط سمعي بصري (8 د.) يؤرِّخ لمساره الجمالي بعنوان «موسى الزكاني، الفنان الرحال» أنجزه الطالب عبد الرحمن رقيد، المدرسة العليا للفنون الجميلة في الدار البيضاء، سنة 2018.
وكانت الجمعية قد نظمت قبل ذلك ورشة في التعبير التشكيلي استفاد منها مجموعة من التلاميذ بتأطير من أساتذة التربية التشكيلية الراكَب الحَيْسن، ياسين الشرايبي وعبد الإله قندادي، وذلك بإعداديتي علال بن عبد الله والمسيرة الخضراء بطانطان عبَّر من خلالها التلاميذ المشاركون عن إعجابهم بجمالية الموروث الثقافي لرحل الصحراء. وتحفيزاً لهؤلاء المبدعين الواعدين، ستخصص لهم الجمعية جناحاً خاصاً في فضاء المعرض لتقديم أعمالهم الفنية على شكل «فسيفساء تراثية».

ميزة المعرض أيضاً أنه يتفرَّد بتكريم النحات والخزَّاف المغربي الطلائعي موسى الزكاني صاحب الخبرة الواسعة في مجالي النحت والخزف الفني، مالكاً لناصية الإبداع وفاهماً أسرار المواد والخامات.

الفن في الصحراء

بالمناسبة، يصدر كاتالوغ من القطع المتوسط صمَّمه الفنان التشكيلي فيصل أحميشان، ويضمُّ السير الفنية وأعمال الفنانين المشاركين، فضلاً عن نص تقديمي باللغة الفرنسية للناقد حسن لغدش، وآخر باللغة العربية للناقد إبراهيم الحَيْسن عنوانه «الفن في الصحراء» (نقله إلى اللغة الفرنسية الناقد عبد الله الشيخ)، جاء فيه:
كشفت النسختان السابقتان من هذا المعرض التشكيلي السنوي، أن الفن في الصحراء يسير بخطوات ملحوظة من الممكن استثمارها على نحو إبداعي أفضل، بالنظر لما أظهره الفنانون المشاركون من مهارات وإمكانيات فنية معبِّرة عن الموروث الثقافي المحلي، وإن تنوَّعت الأساليب الفنية وصيغ المعالجة، ما يجعلنا – كما عبَّرنا عن ذلك في نص تقديمي سابق – نقتنع بأن الشروط الإبداعية أضحت متوفرة (ولو نسبياً) للتأسيس لخطاب جمالي متقدِّم في الصحراء، شريطة مراكمة التجربة وتعميق البحث بجدّ، وتعزيز البنيات الثقافية التحتية الفنية، واستثمار المؤهلات السياحية المحلية بشكل إبداعي يتلاءم مع ما تكتنزه المنطقة الصحراوية من كنوز وذخائر ونفائس ومأثورات شعبية، وشواهد مادية كثيرة ضاربة في أعماق الحضارة والتاريخ..
من مميِّزات هذا المعرض أن كل الفنانين المشاركين أساتذة للتربية التشكيلية، يمتهنون تدريس هذه المادة في مجموعة من المدن الجنوبية، وهم بذلك يمارسون فنَّهم بخلفية بيداغوجية وبوعي معرفي موازٍ يقعِّد للممارسة وأشغال المرسم، زد على ذلك عدم اقتصار المعرض على إنتاج اللوحات الصباغية، باعتبار أن بعض الفنانين المشاركين اختاروا خلال هذه النسخة المشاركة بأعمال نحتية ومجسَّمات وتركيبات فنية، وهذا أمر مهم يضفي على المعرض بعضاً من التنوُّع والتعدُّد التشكيلي الذي قلما نشاهده في كثير من المعارض المماثلة.
في هذا المعرض يتجانس العديد من التعبيرات والأساليب الصباغية والتشكيلية غير المؤتلفة، ويبرز فنانون شباب يعجُّون بالأمل والحماس، فكانت للألوان والرموز والعلامات الأيقونية والأشكال والكتل والتراكيب والمواد إيقاعات متنوِّعة مشخَّصة في بعض اللوحات والقطع التشكيلية.. وتجريدية في أخرى ناطقة بأصوات متعدِّدة. صارخة ومتوترة، إلى جانب بروز تعبيرات تشكيلية جديدة تستنبت جذورها من الإبداعات الوافدة المسمَّاة بـ«فنون ما بعد الحداثة».
وميزة المعرض أيضاً أنه يتفرَّد بتكريم النحات والخزَّاف المغربي الطلائعي موسى الزكاني صاحب الخبرة الواسعة في مجالي النحت والخزف الفني، مالكاً لناصية الإبداع وفاهماً أسرار المواد والخامات، إذ استطاع بمهارة عالية ومتقدمة أن ينقل الخزف من بوتقة الصنائع الحرفية إلى إبداعات تشكيلية وجمالية راقية، ويعود له الفضل في تكوين وتأطير أفواج من الطلبة والفنانين المغاربة داخل رحاب مدرسة الفنون الجميلة في مدينة الدار البيضاء.

فسيفساء تراثية

في المنحى البيداغوجي، وانسجاماً مع هدف الجمعية الساعي إلى التربية على التراث عبر احتضان التجارب المحلية الواعدة ورعايتها، يخصَّصُ جناحٌ لأعمال تلاميذ موهوبين ميَّزت أشغال الورشات الفنية التكوينية، وتضمُّ جناحين أحدهما خاص بالتلاميذ الفائزين خلال ورشة السنة الماضية والجناح الآخر يضمُّ «فسيفساء تراثية» مكوَّنة من قطع ولوحات صغيرة بأنامل واعدة وحالمة قاربت إبداعيّاً جزءاً من الموروث الجمالي في الصحراء، وقد تتبع وأشرف على تأطير هذه الورشات فنانو وأساتذة مادة التربية التشكيلية في المدينة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول balli_mohamed بلي محمد:

    عودة لازلنا وسط عالم التشكيل لوحات متنوعة ومختلفة تنظر لهده فتدفعك للثي بجانبها وكأنها تقول لك انظر لمن هي اكثر مني حسنا وجمالا التشكيل يقيم الحفلات هنا وهناك فمن كان متميزا استقبل من طرفه فالصحاري المغربية في عيون التشكيل اعطاها اكثر من لون وهي كدالك في عيون الفن السينمائي والمسرحي كدالك .التشكيل المغربي يشق طريقه نحو العالمية لكن ببطئ فالرسم ليس سهلا يمكن ولوج عالمه .

اشترك في قائمتنا البريدية