مع دخوله حالة هستيريا.. لنتنياهو: مللنا أكاذيبك.. والاحتجاج وحده هو ما يعيد المخطوفين

حجم الخط
1

علاقتنا بالحزب الحاكم علاقة مسيئة. لذا، من غير المفاجئ أن زعماءه ومساعديهم يحبون استخدام الهستيريا، أحد أساليب العنف العاطفي، الذي يقنع المسيء الضحية بأنها تتخيل أموراً وأن التنكيل لا يحدث. كلما حاولت الضحية إنقاذ نفسها من هذه العلاقة يزيد المسيء التلاعب والديناميكية التي يمكن تشخيصها في الردود الهستيرية إزاء ازدياد حدة الاحتجاج ضد الحكومة في الفترة الأخيرة.
“الاحتجاج يؤخر إعادة المخطوفين”: رئيس الهستيريا بالطبع هو نتنياهو، كشخص يتفاخر بـ “الجين الشرقي” المخترع لديه اختار الوسيلة الأكثر أشكنازية: عدواني – سلبي محبط. في المؤتمر الصحافي، هدد السبت بأن “دعوات إجراء انتخابات الآن ستشل المفاوضات الدائرة لإطلاق سراح مخطوفينا”. في الواقع، السبب الوحيد في أن أعضاء الحكومة فشلوا في كل مجال بشكل كامل، بما في ذلك مجال (“أن تكون إنساناً”)، إنهم تنبأوا بشكل مسبق بأن احتجاج مقبل في وقت ما، ولكيلا يشعر المتظاهرون بسوء مع أنفسهم بسبب إفشال المفاوضات – أفشلتها الحكومة ببساطة. هذا جيد ويدعو إلى الاحترام. في الواقع، قال مصدر مطلع على الموضوع أمس للقناة 12 بأن “الضغط فعل شيئاً ما” ودفع بالصفقة قدماً. كما يقولون، هم يعرفون لغة القوة.
“هذا بالضبط ما تريده حماس”: ما يثير الدفء في القلب هو رؤية مدى إشغال يحيى السنوار لمشاعر أعضاء الائتلاف. مثلاً، الوزير عميحاي شكلي، المعادل البشري لسجادة الحمام الذي قال عن المظاهرات “هذه هدية لحماس”، حيث إن ما يسعد السنوار رؤية إسرائيل تعيش مع حرية احتجاج. بشكل عام، من الآن، سيتم تحديد سياسة الحكومة حسب تقديرات شيكلي إذا كان هذا ما تريده حماس –نعرف جميعاً مدى انزعاج السنوار من الحظر المفروض على إدخال الخمائر إلى المستشفيات في عيد الفصح.
“هذا غير ديمقراطي”: في هذا الأسبوع، حصلنا على دروس كثيفة في المدنيات من جانب العديد في اليمين، من بينهم الصحافية عوفرا لوكاس، التي أوضحت أنه “في أكبر الدول الديمقراطية يستبدلون الحكومة عبر صناديق الاقتراع”. أما نوغا أربيل، الباحثة في منتدى كهيلت، فقد اعتبرت الاحتجاج أمام الكنيست “خطوة غير ديمقراطية”، وبالإجمال غير عقلانية.
هناك من سيقولون إن حرية التعبير جزء من أسس الديمقراطية، في حين أن نظاماً يشلها كلها ولا يقيم إلا صورة ظاهرية إجرائية للديمقراطية هو نظام ذو “ديمقراطية جوفاء”، أو بتعبير أقل أكاديمية “دولة خربة”. ولكن أربيل، تعمل في منتدى كهيلت، لذا تعرف أن “الديمقراطية” هي نظام يستخدم فيه أصحاب المليارات أموالهم لتفكيك نظام العدالة والإضرار بالعمال والفقراء.
“الاحتجاج يخلق شرخاً في الشعب”: “يجب أن نكون الآن موحدين أكثر من أي وقت مضى”، كتبت الوزيرة ميري ريغف. أما أريئيل سيغل فسمى الاحتجاج بـ “العودة إلى 6 أكتوبر”. ليتنا نعود إلى 6 أكتوبر قبل أن يتحقق الدمار الذي حذر منه من يعارضون الانقلاب. الأمر الوحيد الذي لم يتغير منذ ذلك الحين هو سلوك الائتلاف الفاشل الذي يواصل التقسيم والنهب وتدمير كل ما يعترض طريقه، وبعد ذلك، تلف هذا بغطاء سكري من “الوحدة” المصطنعة والمسمومة.
لئلا نعلق هناك مع كل ذلك إلى الأبد، علينا التوقف عن تصديق أكاذيبهم وإبعادهم عن الحكم. الهستيريا الكثيفة تظهر أنهم يدركون أن الاحتجاج يهز كراسيهم، ومثلما قال ذات يوم زعيمهم “هم خائفون”.
يوعنا غونين
هآرتس 2/4/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    أبدا أبدا الاحتجاج لا يحرك شعرة من رأس عصابة بنغفير وسموتريتش و على رأسهم الفاسد الكاذب المخادع قاتل الفلسطينيين النتن ياهو يا ما يعجل إطلاق سراح أسرى بني صهيون هو حرب أهلية صهيونية العلمانيين ضد الحريديم يا أبو العينين، لننتظر ونراقب ما سيحدث في قادم الأيام يا هامان ✌️🇵🇸🤔🪂

اشترك في قائمتنا البريدية