مفوض الأونروا يطالب برلين بحماية المؤسسة الدولية.. وشبيغل تسلط الضوء على انتهاكات جنسية بحق الفلسطينيين

علاء جمعة
حجم الخط
1

برلين ـ “القدس العربي”:

بعيد اختتام زيارته لبرلين نشرت مجلة شبيغل اليوم الجمعة لقاء أجرته مع مفوض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني والذي طالب بضرورة قيام ألمانيا بحماية المؤسسة الدولية من الانتهاكات الإسرائيلية.

وقال لازاريني  في مقابلة مع مجلة شبيغل الألمانية يجب على ألمانيا أن تلعب دورًا في حماية الأمم المتحدة من الضغوطات والهجمات السياسية. يمكن للدولة أن تكون صديقة حميمة لإسرائيل وفي نفس الوقت تعبر عن موقفها الراسخ حول القوانين الدولية وحقوق الإنسان. وأضاف المفوض الأممي أن ألمانيا أصبحت الآن أكبر مانح للأونروا ولذلك يترتب عليها أيضا التزامات. ولفت لازاريني إلى محاولة السفارة الإسرائيلية في برلين تشويه زيارته أثناء اقامته في برلين حيث أرسلت السفارة الإسرائيلية في برلين رسالة تحذير إلى أعضاء البرلمان الألماني البوندستاغ تتضمن ادعاءات بأن الأونروا تواصل توظيف الإرهابيين في صفوفها.

وقال لارزيني لشبيغل: هذا جزء من حملة التشهير التي نشهدها منذ أشهر. حدث شيء من هذا القبيل أيضًا قبل وقت قصير من زيارتي لبلدان أخرى. وحذر مفوض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين من أنه “دون وقف لإطلاق النار في قطاع غزة سيصبح لدينا جيل ضائع”. وأضاف أن “الأطفال الناجين في غزة يعانون صدمة عميقة، والحرب سرقت منهم طفولتهم”.

استهداف العاملين بالمؤسسة

وحذر لازاريني أن هناك مبادرة تشريعية من قبل إسرائيل لإعلان الأونروا منظمة إرهابية. إذا قبلنا بشيء كهذا، فلن يحترم أحد الأمم المتحدة بعد الآن. إن موظفينا معرضون بالفعل لخطر فقدان حياتهم عند نقاط التفتيش التابعة للجيش في الضفة الغربية. ولم يعد موظفو المنظمات غير الحكومية الأخرى يحصلون على تأشيرات. كلنا نصبح أهدافا.

وأضاف: أعتقد أن السياسيين الإسرائيليين يأملون في أن يؤدي ذلك أيضًا إلى إزالة وضع اللاجئ عن الفلسطينيين وتقويض جميع الجهود المبذولة لإقامة دولتهم. لكن هذا تفكير قصير النظر. لدينا تفويض من الأمم المتحدة للخدمات والرعاية والمدارس، وليس لاتخاذ القرارات السياسية.

انتهاكات جنسية بحق المعتقلين الفلسطينيين

إلى ذلك تناولت شبيغل في ملف خاص استقصائي عملت عليه لفترة طويلة رصدها لأحداث صادمة داخل معسكرات الاعتقال الإسرائيلية في قطاع غزة، حيث كشفت مقابلات مع أسرى سابقين وشهادات من مصادر موثوقة عن حالات واسعة من التعذيب والإساءة الجسدية والنفسية وانتهاكات جنسية.

يتضمن التقرير شهادات من أسرى سابقين، مثل جواد وأبو صلاح، الذين اتهموا الجنود الإسرائيليين بتعذيبهم وإهانتهم بشكل مبرمج داخل المعسكرات. وفقًا للأسرى، فإن الظروف داخل هذه المعسكرات كانت مروعة، مع ظروف لا إنسانية تتضمن احتجازهم في قاعات مزدحمة، حيث كانوا مقيدين بالأيدي ومغطيي العيون، وكانوا يتعرضون للإهانات المستمرة ونقص التدابير الصحية الأساسية.

واستند التقرير إلى توثيقات صورية سرية تظهر الظروف المروعة داخل المعسكرات، بالإضافة إلى شهادات من متعاونين محليين وتقارير من منظمات حقوق الإنسان ومنظمة الأمم المتحدة، مما يدعم الادعاءات بأن الإساءات والتعذيب تحدث بشكل منتظم.

كما أشار التقرير أيضا إلى تقارير دولية مشابهة من وسائل إعلام أخرى مثل “نيويورك تايمز”، مما يعزز من صحة الادعاءات المقدمة.

وأظهرت المجلة الألمانية التباين الكبير بين مزاعم القوات الإسرائيلية بأنها “الجيش الأكثر أخلاقية في العالم”، وبين الواقع المأساوي الذي يواجهه السجناء داخل المعسكرات. حيث يطالب التقرير بإجراء تحقيق دولي مستقل للتحقق من هذه الادعاءات وضمان احترام حقوق الإنسان لجميع الأفراد بما يتماشى مع القوانين الدولية.

“أزالوا رجولتي”

وفي مثال على هذه الانتهاكات تناولت المجلة لقاء أجرته مع معتقل سابق لدى إسرائيل  يدعى جواد والذي قال إنه يشعر بخجل شديد. ثم يبدأ الفتى البالغ من العمر 17 عامًا بالحديث: “لقد أخذوا مني رجولتي”. ما فعله به الجنود الإسرائيليون ما زال يثقل كاهله حتى اليوم: الإهانات، الضرب – والعنف الجنسي. يروي ذلك خلال اللقاء في مخيم للاجئين في دير البلح وسط قطاع غزة. حيث اقتيد إلى معسكر للجيش واحتجز هناك لمدة 18 يوما. واستجوبه الجنود مرارا وتكرارا. سألوه عن أفراد عائلته والحي الذي يعيش فيه وعن حماس. في هذه العملية، ضربوه في رأسه والجزء العلوي من جسمه. حتى يومنا هذا، لديه كوابيس. واعتقل الجيش الإسرائيلي والده وإخوته الخمسة الأكبر سنا في نهاية فبراير/ شباط. اكتشف الجنود نفقا بالقرب من منزلهم.

“كان الجو باردا، وسكب الجنود الماء علينا وتبولوا علينا”. ثم يقول إنهم قيدوه وعصبوا عينيه ومزقوا سرواله الداخلي بأداة حادة ودفعوا عصا خشبية في شرجه. لقد توسل إليهم أن يتوقفوا.

وتقول المجلة إن ما يرويه الفتى البالغ من العمر 17 عامًا لا يمكن التحقق منه بالتفصيل. لكن تصريحات  جواد تشبه تلك التي أدلى بها ستة سجناء سابقين في معسكرات الاعتقال الإسرائيلية، تحدثت معهم شبيغل بعد إطلاق سراحهم. وبما أن الحكومة الإسرائيلية تمنع الصحافيين الدوليين من الوصول إلى قطاع غزة، فإن شبيغل تعمل مع الصحافيين الفلسطينيين. وقد تم توثيق اللقاءات.

بالإضافة إلى ذلك، اطلعت شبيغل على تقارير من منظمات غير حكومية إسرائيلية والأمم المتحدة، فضلا عن التحدث إلى المبلغين الإسرائيليين وعمال الإغاثة الإنسانية ونشطاء حقوق الإنسان – وكلها تشير إلى أن سوء معاملة وتعذيب السجناء من قطاع غزة أمر منهجي. حيث نشرت صحيفة نيويورك تايمز أيضا تحقيقها الخاص في الظروف. النتائج تتطابق إلى حد كبير.

أدلة أمام المحكمة الدولية

رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وصف القوات الإسرائيلية عدة مرات بأنها “أكثر جيش أخلاقي في العالم”. هكذا يراها الكثير من الإسرائيليين، حيث يخدم معظمهم لسنوات عديدة في القوات المسلحة. مع ذلك، التقارير من معسكرات الاعتقال تعطي انطباعًا بأن الجنود يتجاهلون القانون الإنساني الدولي. حماية أسرى الحرب ليست أمرًا ثانويًا، بل هي جزء أساسي من اتفاقيات جنيف التي اتفق عليها المجتمع الدولي بعد الحربين العالميتين.

وقالت المجلة الألمانية: يمكن أن تلعب ادعاءات التعذيب وقتل الأسرى دورًا في قضية أمام المحكمة الجنائية الدولية. قبل حوالي ثلاثة أسابيع، طلب المدعي العام للمحكمة إصدار مذكرات توقيف بحق قيادة حماس وكذلك رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت بسبب جرائم محتملة في حرب غزة.

ولأول مرة، تم نشر لقطات لاعتقالات جماعية في شمال قطاع غزة على وسائل التواصل الاجتماعي في ديسمبر. شوهد الرجال شبه العراة بأيديهم المكبلة وأعينهم المعصوبة، جاثمين على الأرض، محتجزين في سجن مؤقت في ملعب لكرة القدم في مدينة غزة، خلال نقلهم إلى شاحنات عسكرية.

لقاء مع جندي إسرائيلي

وتحدثت شبيغل مع جندي احتياط إسرائيلي في موقع سديه تيمان عمل هناك نحو ستة أشهر. يريد عدم الكشف عن هويته، لكن شبيغل تعرف اسمه وتحققت من انتمائه إلى وحدة عسكرية. يقول الجندي إنه سمع بالفعل من جنود الاحتياط الآخرين قبل عمله في سديه تيمان: “هناك يتوقع منك ضرب السجناء”. في معسكر الأسرى كانت الرائحة كريهة جدًا لدرجة أن بعض الحراس كانوا يرتدون أقنعة.

تم تقسيم المناطق المخصصة للأسرى بأسوار وأسلاك شائكة. يتم حشر ما يصل إلى 100 سجين في كل منطقة. تُظهر الصور التي تم التقاطها سرًا والتي حصلت عليها دير شبيغل رجالًا مكبلين يرتدون بدلات رياضية رمادية وعصبات عيون برتقالية اللون. يجلس معظمهم على مراتب رقيقة على الأرضية الخرسانية، بينما يقف بعضهم القليل بأيدٍ مرفوعة – يبدو أنهم في أوضاع قسرية يجب أن يبقوا فيها لساعات، وفقًا لجندي الاحتياط. في مجموعات الدردشة الخاصة بالجنود، تنتشر مقاطع فيديو تُظهر هذه الأوضاع القسرية ويظهر فيها الجنود وهم يسخرون من الأسرى.

يقول جندي الاحتياط إن الأسرى لم يُسمح لهم بالتحدث أو التحرك: “وإذا فعلوا ذلك، يتم إخراجهم وضربهم”. كان يسمع فقط البكاء والنحيب والأنين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    للأسف الشديد برلين النازية في خدمة الصهيونية الفاشية العنصرية البغيضة المقيتة المتغطرسة التي عاثت سفكا بدماء الفلسطينيين منذ 1948 بدعم أمريكي بريطاني وغربي غادر حاقد جبان سارق لأرض فلسطين ✌️🇵🇸😎☝️🔥🐒🔥🐒

اشترك في قائمتنا البريدية