مقام الابن

برهبةِ الصّفر
إلى فِردوسي المفقود
أخطو ظلاً
على نورِ شمعةِ عامي الواحد والسبعين
بأجنحةِ الصَّقْرِ مرقَّشَ الريش برايات قُرَيْش
أنشر مع كل خفقةِ توقٍ في رحابِ السّماء
عطرَ أشجار «بستان هشامٍ»/
عاماٌ إثر عامٍ يمتدُّ من عبوركَ الفرات
إلى منفاك الأثير بفناء أجنحتكَ في قلب النور
لكَ الدنيا وطناً يُروى
بمياه نهر واديك الكبير
يا أبي/
يقول ابني فاتحاً صدر امتناني
لما أهداني اِيّاه الكون
بهديته الصغيرة الكبيرة
عِشْ مجدَ أسلافكَ التغلبيين بـ «لا غالب إلا الله»
في واجهةِ قصر الحمراء
حيث لا يملكُ اللهَ أحدٌ ليَقتلَ به أحداً
في إيصالكَ العالمَ للسّلام
عِشْ قَيْدَ شاعرِ أندَلُسِكَ المعتمِد بن عبّاد
بسقفِ قصر الكازار
نافضاً عن روحِكَ براحتيْ كفّيْكَ غبارَ الطوائف
عشْ وردَ خدِّ جدّتكَ الولّادةِ المنقوش بماء قبلات عشّاق قُبْلتها
في تنائي وتداني ابن زيدون بعشيقاته وعُشّاقه
وعش أحلامَ استعادتِك فِردوس البشريّة التائهة
بجنون مجنونِ إلزاكَ
وحلّق عابثاً في سماء معناكَ
حيث لا إلّاكَ يمكنُه الكونَ ما يشاءُ له الكونُ
أن يكون…

أخطو ظلاً بأجنحةِ بُراقي
على نور شمعتي
جامعاً دموعَ الموريسكيين في غرناطة
على فقيدهم لوركا
أمام راحةِ غويا وهي تردّ رصاص بنادق الثامن عشر من آذار
عن صدورهم في مدريد
بآنية بيكاسو المتكسّرةِ ضياءً في مالَقَا
أخفي سيفي برداء ماتادورٍ يائس
من تمرير ثور الفاشية الأسود تحت معطفه السوريّ
وأُشعلُ أقدام راقصي الفْلامنكو الحافلةِ بانفجار القيثارات
نجوماً تتقادح في سماء دمشق…

أخطو ظلاً كُمَيْتاً
بحصانيَ العربيّ الرامح ليلاً
«مِكرٍّ مِفرٍّ مُقبلٍ مدبرٍ معاً»
في صباح سهول قصيدته
أعبرُ برزخ تشابك طفولتي بشبابي بكهولتي
في سعادة أبوّة ابني لي
أنشرُ نهارَ الأنهار على ليلِ أسلافي
بابتسامة العابرِ نهرَ التجدّد
لأتعدّدَ
متوحّداً
بأخلافي

شاعر سوري

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول اسماعيل الحسن:

    كلام نابع من صدق المعاناة..

  2. يقول حسان:

    شعر جميل مشرق لولا؛
    – بعض الزخرف المبالغ في
    الفاظه( الصقر المرقش برايات قريس) ،ذلك ورغم جمال جرسها.
    – صدر بيت امرىء القيس( مكر مفر الخ)بدا وكان الشاعر زج به بغير لزوم لذلك.. ام؟
    وكذلك كلمة الفاشية.. الثور
    الاسود يكفي ويفي.
    – خفف الوطء ، قال ابو العلاء.واقول،خفف الشعر!!
    ولا تحمله اكثر من طاقته،
    اقصد تلك النزعة الجامحة
    نحو البطولة في الخيال
    واجتراح مواجد وطموحات
    (صوفية) لا تتحقق الا في مضمار العبارات والاشارات
    الباذخة..
    ليس قدحا فاقبلوا معذرتي
    ومودتي وتقديري استاذي
    الكريم الشاعر المثنى.

  3. يقول فاتن حمودي:

    يحملنا النص في رحلته، رحلة الشاعر التي أراد منها الحب، والفقد، ليؤكد كما قال ابن عربي” بأن الغرام بالبروق و لمعها و ليس بالأماكن”،في هذا النص أرى الشاعر ذاك المسافر الأبدي، الذي يحمل أمكنته و رموزه و ثقافته فتلمع اللغة بالوجد، و ما بين دمشق و الأندلس وجوه، لوركا، ولادة أبن زيدون، و وجه الشاعر المثنى الشيخ عطية و هو يضيء الطريق في عامه 71 ، ليقول ذاته، ومنفاه، في تشابك ساحر مع الفوتوغرافيا الشعرية التي نراها في لوحات بيكاسو و غويا و صورة النهر، وذاك الظل الذي يخطو نحو فردوسه المفقود، ومنذ خرج أول شاعر من الجنة، كان الشعر ابن براري التيه و ذاك النهر المعلق في النص ، الأحصنة، و راقص الفلامنكو، و صوت الغجري المجروح بالشعر مثنى الشيخ عطية.و يا بستان هشام ، ماذا فعلت بقلب الشاعر.أخطو ظلاً
    على نورِ شمعةِ عامي الواحد والسبعين
    بأجنحةِ الصَّقْرِ مرقَّشَ الريش برايات قُرَيْش
    أنشر مع كل خفقةِ توقٍ في رحابِ السّماء
    عطرَ أشجار «بستان هشامٍ»/

اشترك في قائمتنا البريدية