مقتل العشرات وجرح المئات في تظاهرات عمت ارجاء سورية

حجم الخط
0

قوات الامن السورية منعت الصحافيين من دخول درعا وتحاصر مدنا وقرى اخرىدمشق ـ درعا ـ وكالات: ارتكبت قوات الامن السورية مجازر بحق المواطنين السوريين فقتلت العشرات وجرحت المئات خلال تظاهرات مطالبة باجراء اصلاحات واسعة في سورية انطلقت عقب صلاة الجمعة وانتشرت من درعا الى دمشق، حيث شملت بلدة التل قرب دمشق وبلدة داعل وبلدة المعضمية وحمص كما سار مئات المحتجين وهم يرددون ‘حرية..حرية’ في شوارع مدينة حماة السورية وهي المدينة التي شهدت عام 1982 مقتل الالاف على ايدي قوات الامن السورية.وابلغ شاهد قناة ‘الجزيرة’ الفضائية الجمعة ان قوات الامن السورية فتحت النار على محتجين في بلدة الصنمين فقتلت 20 شخصا.وقال الشاهد انه يوجد اكثر من ’20 شهيدا’ وان قوات الامن فتحت النار بطريقة عشوائية. واكد ناشط حقوقي لوكالة فرانس برس الجمعة مصرع 17 متظاهرا نتيجة اطلاق النار عليهم بينما كانوا يتوجهون الى درعا، قادمين من القرى المجاورة لها.واكد الناشط الذي فضل عدم الكشف عن اسمه في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ‘لقي 17 متظاهرا مصرعهم عندما تم اطلاق النار عليهم بينما كانوا متوجهين من الصنمين (40 كلم شمال درعا) الى درعا’. ولم تتمكن الوكالة من تأكيد الخبر من مصدر محايد او من مصادر طبية. كما اضاف المصدر ان ‘قوات الامن فتحت النار بكثافة على متظاهرين تجمعوا امام منزل محافظ درعا’ الذي تمت اقالته الاربعاء بمرسوم رئاسي. وقال شاهد عيان لوكالة فرانس برس ‘تظاهر اكثر من 10 الاف شخص في ساحة درعا حيث قام احد المتظاهرين بتمزيق صورة للرئيس السوري كما قام اثنان من المتظاهرين بمحاولة تحطيم وحرق تمثال للرئيس السابق حافظ الاسد’. واضاف ‘قام رجال الامن وبعض العناصر الذين كانوا في مقر حزب البعث الحاكم باطلاق النار على المتظاهرين واردوا احدهم’. واضاف هذا الشاهد ‘اضطررت الى الفرار للاحتماء الا ان شهودا اكدوا لي وقوع المزيد من القتلى’. كما اعلن احد سكان درعا عبر الهاتف لوكالة فرانس برس الجمعة ان ‘عشرات المشيعين’ هتفوا ‘بالروح، بالدم، نفديك يا شهيد’ وذلك عقب صلاة الجنازة التي اقاموها في جامع العمري على قتيلين سقطا في الصدامات التي شهدتها درعا. واضافت مراسلة فرانس برس انه في ‘منطقة ازرع المتاخمة لدرعا انتشرت قوات كبيرة للجيش وتموضعت باصات عسكرية على مفارق القرى المؤدية الى درعا’. وتشهد مدينة درعا تظاهرات متواصلة غير مسبوقة ادت الى صدامات مع قوى الامن. وقد انطلقت منها حركة الاحتجاج وانتقلت الى مدن مجاورة رغم انتشار كثيف للجيش وقوات مكافحة الشغب. وحسب ناشطين حقوقيين فان التظاهرات في درعا اوقعت منذ اندلاعها في الثامن عشر من اذار (مارس) حتى الخميس اكثر من 100 قتيل بحسب ناشطين حقوقيين. وقال شهود إن نحو 1000 شخص احتشدوا الجمعة في بلدة التل الى الشمال من العاصمة السورية دمشق تضامنا مع مدينة درعا ونددوا باثنين من أقارب الرئيس بشار الأسد. وقتل 44 شخصا على الأقل في درعا في حملة للشرطة على احتجاجات نظمها إصلاحيون وبدأت قبل أسبوع. كما تظاهر حوالى ألفي شخص في بلدة المعضمية غرب العاصمة دمشق عقب صلاة الجمعة وقاموا بتكسير حافلة لشركة الطيران السورية ورشقوا مبنى البلدية بالحجارة.وتجمع أكثر من ألفي شخص في البلدة عقب صلاة الجمعة وخرجوا يرددون هتافات ‘سلمية سلمية’ و’حرية حرية’ و’الحرية لأهل درعا’.وعمد المتظاهرون إلى تكسير حافلة تابعة لشركة الطيران السورية ثم اتجهوا إلى مبنى البلدية ورشقوه بالحجارة بينما انسحبت قوات الأمن التي قدمت إلى المكان لعدم الاشتباك مع المتظاهرين. وقال شهود ليونايتد برس انترناشونال ان اشتباكات اندلعت بين المتظاهرين وقوات الأمن في بلدة الصنمين، التي تبعد 40 كيلومتراً جنوب دمشق، ادت الى مقتل 15 شخصاً وجرح 40 آخرين. ولم يتسن التأكد من هذه الحصيلة من مصادر مستقلة او رسمية.وقال شاهد أن متظاهرين، كانوا يهتفون ‘حرية حرية’، و’بالروح نفديك يا درعا’، أقدموا على حرق مبنى الفرقة الحزبية والمخفر في الصنمين أثناء تشييع عدد من قتلى البلدة سقطوا يوم الأربعاء الماضي أثناء توجههم إلى مدينة درعا لفك الحصار عنها.واضاف ان قوات الأمن اصطدموا مع المتظاهرين وردوا باطلاق النار، ما أدى إلى مقتل 20 وجرح 40.وفي بلدة المعضمية، غرب العاصمة دمشق، انتشر بين 500 و700 عنصر من قوات الأمن في وجه المتظاهرين الذين قدر عددهم بـ3 آلاف، ورشقوا بالحجارة قوات الأمن التي ردت عليهم بإطلاق النار والقنابل المسيلة للدموع.وقال شاهد ليونايتد برس انترناشونال إن الاشتباكات أدت إلى جرح 15 شخصاً، شُوهدوا وهم ‘يقتادون إلى سيارات الأمن لاعتقالهم’.واضاف الشاهد انه رأى رجلاً في حوالي الستين من العمر ممداً على الأرض.وقال احد المتظاهرين ‘نحن نريد إصلاحات حقيقية وفورية ولم نعد نقبل بلغة سوف سوف هذه السين استمرت سنوات’.كان حوالي ألفي شخص تجمعوا في المعضمية عقب صلاة الجمعة وقاموا بتكسير حافلة حكومية وسيارة للقوات الامنية ، ورشقوا مبنى البلدية بالحجارة، وهم يهتفون ‘سلمية سلمية’ و’حرية حرية’ و’الحرية لأهل درعا’. وانسحبت بداية قوات الأمن التي قدمت إلى المكان لعدم الاشتباك مع المتظاهرين، الا ان اعدادا كبيرة منهم عادت لاحقا واصطدمت مع المتظاهرين.وانطلقت مظاهرات في العاصمة دمشق، بينها مؤيدة للرئيس السوري واخرى معارضة. فقد خرج حوالي 1000 شخص من ساحة المسكية قرب الجامع الأموي، مرددين ‘بالروح بالدم نفديك يا بشار’ و’الله سورية بشار وبس’، بينما انطلقت مسيرة أخرى من جامع زيد بن ثابت القريب من الجامع الأموي هتف متظاهرون فيها ‘بالروح بالدم نفديك يا درعا … الله سورية حرية وبس ‘. وقال شاهد انه تم اطلاق دعوات للاعتصام في الجامع الاموي واحياء الليل فيه. ونقل شهود عيان ان عناصر امنية دخلت الى مسجد المحطة في بلدة الزبداني، 50 كم شمال غرب العاصمة دمشق، ‘بينما سمعت أصوات تردد هتافات من داخل المسجد’.كما خرجت مظاهرات في كل من مدينة دوما والتل وكذلك الرقة وحماة، وهي مظاهرات مؤيدة للرئيس الأسد.في مدينة حمص، 160 كلم شمال شرق دمشق، نشب اشتباك بين متظاهرين مؤيدين للأسد، وآخرين مطالبين بالحرية وتأييد لمحافظة درعا.وقال شهود عيان إن حوالي خمسة آلاف شخص خرجوا في مسيرة تأييد للأسد وهم يهتفون ‘الله سورية بشار وبس’، بينما ردد حوالي الف متظاهر شعارات مطالبة بالحرية وتغيير المحافظ الذين يتهمونة بالفساد ومناصرة مدينة درعا. وافاد الشهود عن وقوع قتلى وجرحى في اشتباكات حمص، الا انه لم يتم تحديد العدد بعد.وفي حلب، شمال سورية، خرج المئات من الجامع الكبير ‘الاموي’ وهم يرددون شعارات مطالبة بالحرية ومناصرة مدينة درعا. كما قال شهود ان مظاهرات انطلقت في كل من مدينة القامشلي ودير الزور، حيث افيد عن اعتقال عدد من المتظاهرين.ومنعت السلطات السورية الجمعة 15صحافيا من دخول مدينة درعا جنوب سورية والوصول الى الجامع العمري .وتوجه الصحافيون الذي يمثلون وكالات انباء عربية ودولية وعدد من المحطات التلفزيونية العربية والدولية فور وصولهم الى المدينة الى مقر فرع الحزب لتسجيل أسمائهم وان يكون معهم أشخاص يرافقونهم كما جرت العادة .ثم توجه عناصر الأمن الى الصحافيين وطالبوهم بالصعود بسياراتهم والعودة الى دمشق ‘وسوف يتصلون بهم فيما بعد’.وتشهد المدينة حالة هدوء كامل بينما المئات من ابناء المدينة يتوجهون إلى المساجد لأداء صلاة الجمعة ، واختفت المظاهر الأمنية المسلحة ،عدا بعض حواجز الجيش عند مداخل المدينة والتي لم تتعرض لاحد وتتحقق من هويته بل كان وجودها رمزيا بشكل كامل .ومن جهته قال وزير الاعلام السوري محسن بلال الجمعة ان الوضع ‘هادىء تماما’ في جميع ارجاء سورية بعد اسبوع من التظاهرات الدموية التي شهدها جنوب البلاد. وصرح بلال لاذاعة ‘كادينا سير’ الاسبانية ‘السلام التام يسود المدن السورية، وقد تم اعتقال الارهابيين’. واضاف بلال، الذي عمل سفيرا سابقا في اسبانيا، ان الاحداث التي وقعت الاربعاء في مدينة درعا جنوب سوريا كان وراءها ‘ارهابيون .. وقريبا سنكشف عن هويتهم للعالم بأكمله’. واحتشد المشيعون في جنازة اثنين قتلا هذا الاسبوع في اشتباكات مع قوات الامن في درعا حيث ادت حملة القمع التي شنتها قوات الامن الى مقتل 100 شخص بحسب منظمات حقوقية. وقدرت السلطات السورية عدد القتلى بعشرة. وقال بلال ان ‘الجو ليس جو احتجاجات ضد الحكومة، ولكن هؤلاء متشددون وارهابيون يهددون الامن القومي من 14 محافظة ليقودوا ثورة شاملة’. واضاف انه رغم الدعوات للتظاهر الجمعة ‘فان الجو سلمي تماما في جميع ارجاء البلاد، وليس هناك اضطرابات من اي نوع’. واكد ان الذين خرجوا الى الشارع ‘خرجوا للاشادة بالقرارات التي اتخذتها الحكومة السورية’ ليل الخميس. وقالت حكومة الرئيس بشار الاسد الخميس انها تدرس الغاء قانون الطوارىء المفروض منذ عام 1963، كما اعلنت الافراج عن جميع النشطاء الذين تم اعتقالهم هذا الشهر. وقال شاهد من رويترز ان محتجين في مدينة درعا السورية رددوا الجمعة هتافات ضد ماهر الاسد شقيق الرئيس بشار الاسد ورئيس الحرس الجمهوري.ووصفت الشعارات شقيق الرئيس السوري بالجبان ودعته إلى إرسال قواته لتحرير هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967. وماهر الأسد قليل الظهور وهو ثاني أقوى شخصية في سورية بعد الرئيس بشار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية