مقتل طفل مغربي على يد مهاجر أفغاني يهز ألمانيا ومحاولة إنقاذ تنتهي بمأساة

علاء جمعة
حجم الخط
1

برلين ـ «القدس العربي»: في حادثة أليمة وسط أشافينبورغ في ولاية بافاريا، لقي طفل مغربي في الثانية من عمره، ورجل يبلغ من العمر 41 عامًا، مصرعهما في هجوم دموي بالسكاكين استهدف مجموعة من أطفال الروضة.
الجريمة التي نفذها شاب أفغاني تعاني ألمانيا صدمة عارمة بسببها، وسط دعوات لاتخاذ إجراءات صارمة بشأن اللاجئين وأصحاب السجل العنيف. وقعت الجريمة عندما قام المهاجم، بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار، بطعن أحد الأطفال أثناء مرور مجموعة من رياض الأطفال في حديقة شانتال. وحاول الرجل التدخل لإنقاذ الأطفال، مما أدى إلى مقتله. كما أُصيبت مربية كانت ترافق الأطفال، إلى جانب رجل يبلغ من العمر 61 عامًا وطفل آخر. وقد أكدت وزيرة الصحة في بافاريا أن الجرحى في حالة مستقرة وخارج دائرة الخطر.
التحقيقات كشفت أن الجاني لديه تاريخ طويل من العنف واضطرابات نفسية حادة، حيث سبق أن تورط في ثلاثة حوادث مشابهة. ورغم وجوده تحت المراقبة النفسية، استمر في التحرك بحرية داخل ألمانيا. كما أشارت الأدلة إلى عدم وجود أي دوافع إرهابية وراء الجريمة، ما يجعل الاضطراب النفسي هو التفسير الأكثر ترجيحًا. أشارت التحقيقات إلى أن الجاني كان تحت المراقبة كما أظهرت الأدلة التي عُثر عليها في منزله عدم وجود دوافع إرهابية. وأفاد وزير الداخلية البافاري، يواخيم هيرمان، أن الجاني استخدم سكين مطبخ في الهجوم، وأن تصرفاته تعكس تدهورًا نفسيًا حادًا. الحادثة سلطت الضوء على الخلل في نظام التعامل مع المهاجرين المصابين باضطرابات نفسية، حيث تبين أن الجاني سبق تورطه في جرائم مشابهة دون اتخاذ إجراءات حاسمة.
مقتل الطفل المغربي بهذه الطريقة الوحشية أشعل موجة من الغضب الشعبي، خاصة مع تكرار حوادث مماثلة في ألمانيا. المستشار الألماني، أولاف شولتس، وصف الحادث بأنه «جريمة لا تُغتفر»، داعيًا إلى إعادة النظر في سياسات اللجوء واتخاذ خطوات أكثر حزمًا.
صرح زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي، فريدريش ميرتس، بأن «الأمر لا يمكن أن يستمر هكذا»، مطالبًا بإجراءات صارمة لاستعادة النظام. وفي إشارة إلى قرار المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، بالسماح لمئات الآلاف من طالبي اللجوء بدخول ألمانيا خلال أزمة المهاجرين في عام 2015، قال ميرتس في برلين: «إننا نواجه فوضى لسياسة اللجوء والهجرة التي كانت تنطوي على سوء تقدير في ألمانيا على مدار 10 أعوام».
كما طالبت زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا، اليميني المتطرف، أليس فايدل، بإجراء تصويت برلماني فوري على غلق حدود البلاد.
وقالت فايدل، مرشحة الحزب لمنصب المستشار، إن تكتل المعارضة المحافظ، المتمثل في التحالف المسيحي، المؤلف من الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، يجب أن يتخلى عن «جدار الحماية» الخاص به في التعاون مع حزب البديل من أجل ألمانيا، من أجل تمرير تشريع بشأن «غلق الحدود وإعادة المهاجرين غير الشرعيين».
أضافت عبر منصة «إكس»، أمس: «يجب ألا يكون هناك المزيد من الوفيات الناتجة عن جدار الحماية».
وفقًا لتصريحات وزير الداخلية البافاري يواخيم هيرمان، تم القبض على المهاجم بعد 12 دقيقة فقط من الحادث. الجاني، الذي يدعى إنام الله أ.، كان قد وصل إلى ألمانيا عام 2022 عبر طريق البلقان، وكان يعيش في مأوى للاجئين بالقرب من المدينة، حسب ما نشرت مجلة شبيغل.
الحديقة، التي كانت تعرف بأنها وجهة عائلية، صنفتها الشرطة منذ فترة على أنها «منطقة خطرة» بسبب حوادث متكررة من العنف وتجارة المخدرات. ورغم تواجد الشرطة المكثف في المنطقة، لم يكن ذلك كافيًا لمنع هذه الكارثة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عبد الفتاح الوزاني:

    رحم الله الفقيد ورزق أهله الصبر والسلوان. رغم أن الطفل مغربي ومن جلدتي فإني أعيب على ألمانيا أن تقوم وتقعد على مواطنين ماتوا من طرف مجنون لكنها ساندت المجنون الأكبر الذي قتل آلاف الأطفال والنساء والعجزة وأحرق أحياء بمن فيها. هذه هي ازدواجية المعايير.

اشترك في قائمتنا البريدية