دمشق – «القدس العربي»: وسع الحلف السوري – الروسي، أمس الأربعاء، من دائرة هجماته حتى وصلت مدينة إدلب أكبر تجمع سكاني شمال غربي سوريا، ومناطق أخرى في ريف إدلب، ما أوقع العديد من القتلى والجرحى، بين المدنيين، وسط حركة نزوح مكثفة في اتجاه المخيمات والمناطق الأكثر أمناً على الحدود السورية – التركية.
ونتيجة التصعيد، قتل خلال 24 ساعة الفائتة، 5 مدنيين، بينهم امرأتان وطفل، كما جرح 11 مدنياً بينهم 6 أطفال و3 نساء جراء القصف الجوي والمدفعي لقوات النظامين السوري والروسي، الذي استهدف منازل المدنيين وأطراف مخيم في ريف إدلب ونقطة مرعيان الطبية بجبل الزاوية، كما قصفت مدجنة بالقرب من مدينة معرة مصرين شمالي إدلب، وأطراف بلدة البارة في جنوبها.
مسؤول الدفاع المدني السوري وليد أصلان قال لـ «القدس العربي» إن الطائرات الحربية الروسية جددت صباح الأربعاء، غاراتها الجوية على الأرياف والمناطق السكنية، بعد يوم دامٍ شهدته مدينة إدلب وريفها، حيث تواصل القصف الأربعاء، واستهدفت قوات النظامين السوري والروسي نقطة طبية إسعافية في بلدة مرعيان جنوبي إدلب بقذائف موجهة بالليزر مـا أدى لمقـتل امرأة وإصـابة طفـلها بجروح خطرة ودمار كـليّ بالـنقطة الطبيـة أدى لـخروجها عـن الـخدمة، بـعدما كانـت معـدة لإنقاذ أرواح المدنيين وتقديم الخدمات الطبية الإسعافية لأكثر من 50 ألف مدني يعيشون في «جبل الزاوية أخطر مكان في سوريا».
وسط حركة نزوح مكثفة في اتجاه المخيمات والمناطق الأكثر أمناً
ويأتي هذا التصعيد وفق المسؤول لدى منظمة الخوذ البيضاء «في ظل صمت دولي وأممي عن هذه الجرائم» مضيفاً أنها «سياسة ممنهجة باستهداف أشكال الحياة على مدى أكثر من 10 سنوات دون أن يكون هناك أي مساءلة أو محاسبة على هذه الجرائم، فمثل هذا اليوم هذا قبل 3 سنوات استهدفت مروحيات النظام مشفى في بلدة حاس بالبراميل المتفجرة ودمـرته».
واعتبر أصلان أن الجرائم مازالت مستمرة من قبل قوات النظام وروسيا، حيث شهدت مدينة إدلب وأطرافها الشرقية، أول أمس «ليلة حالكة، راح ضحيتها 4 مدنيين، بينهم امرأة وطفل ووالده، بقصف مدفعي موجه بالليزر» معتبراً أنه «تصعيد خطير يستهدف أكبر تجمع سكاني في شمال غربي البلاد، وينذر بكارثة جديدة».
كما استهدفت غارات جوية روسية في اليوم ذاته أطراف مخيم «مريم» ومزرعة لتربية الدجاج، قرب مدينة معرة مصرين في ريف إدلب الشمالي ما أدى لإصابة 4 أطفال آخرين، وامرأتين من النازحين، حيث تمكنت فرق الدفاع المدني السوري من انقاذهم من تحت الأنقاض.
وتزامنت الغارات الروسية على شمال إدلب مع قصف مدفعي لقوات الحلف السوري – الروسي استهدف قريتي الكفير والعالية في ريف جسر الشغور غربي إدلب أدى لإصابة امرأة في قـرية الكـفير بجروح خـطرة.
وبموازاة القصف المدفعي والجوي على ريف إدلب، أصيب مدني في قرية الشيخ ناصر قرب مدينة الباب بريف حلب الشرقي، أمس إثر قصف مدفعي مصدره المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية وقوات النظام بريف حلب الشمالي والشرقي.
واستجابت الدفاع المدني السوري منذ بداية الحملة العسكرية في بداية شهر حزيران حتى يوم الثلاثاء لأكثر من 470 هجوماً من قبل قوات النظام وروسيا على منازل المدنيين في شمال غربي سوريا، وتسببت تلك الهجمات بمقتل أكثر من 120 شخصاً، من بينهم 45 طفلاً و 20 امرأة، بالإضافة إلى متطوعين اثنين في صفوف الدفاع المدني السوري، فيما أنقذت الفرق خلال الفترة ذاتها أكثر من 280 شخصاً نتيجة لتلك الهجمات، من بينهم 74 طفلاً وطفلة تحت سن الـ 14.
ويهدد تصاعد وتيرة قصف النظامين السوري والروسي، لمناطق شمالي غرب سوريا حياة ملايين المدنيين وينذر بموجات نزوح جديدة تجاه الشريط الحدودي ومخيمات الشمال المهددة أساسًا بكارثة إنسانية فضلًا عن أنها باتت مكتظة بالمدنيين وسط ظروف معيشية قاسية ونقص كبير في الخدمات وانفجار أعداد الإصابات بفيروس كورونا.