عمان- “القدس العربي”: استنتاجان في غاية الأهمية والخطورة يمكن الاستدلال عليهما بمجرد تداول وسائل الإعلام الأردنية الرسمية لآخر “عبارة مثيرة” يصف فيها مسؤول بارز في الهرم الأردني اتفاقية وادي عربة بـ”وثيقة على رف يعلوها الغبار”.
الاستنتاج الأول هو ذلك الذي تصادق عليه بعض التسريبات المعلوماتية التي تفيد بأن “التحقيق الأولي” للمؤسسات السيادية الأردنية في حادثة جرح 7 من كوادر المستشفى الميداني في غزة بدأ يفيد فعلا بأن توجيه ضربة بالطيران والرصاص للمركز العسكري الطبي الأردني كان “متعمدا ومقصودا”.
والاستنتاج الثاني تعبير عن “قناعة شبه مؤكدة” الآن ووفقا لمصادر رسمية مختصة تحدثت لـ”القدس العربي” بأن “إسرائيل بدأت التخطيط والتنفيذ لاحتلال جزء من قطاع غزة” والأهم لـ”التهجير السكاني”، الأمر الذي لوح الأردن مرارا وتكرارا وعلنا بأنه سيتعامل معه باعتباره “إعلان حرب”.
عمليا، يريد الأردن الرسمي أن يقول للعالم إنه “جاد ولا يتلاعب بالكلمات” عندما يعارض وبشدة “أي تهجير” لسكان فلسطينيين في قطاع غزة أو الضفة الغربية.
وعليه، احتفت جميع الأوساط الشعبية الأردنية، في وقت متأخر مساء الخميس، وهي تراقب إعلان الرجل الثاني في الحكومة وزير الخارجية أيمن الصفدي أن بلاده لن توقع على اتفاقية تبادل الماء والكهرباء مع إسرائيل، والتي تحمل إعلاميا اسم “الاتفاقية الإماراتية”، لا بل زاد بترديده مرتين العبارة المثيرة التي تصف اتفاقية وادي عربة الآن.
المضمون واضح ويقول إن “القصر الملكي غاضب جدا” في عمان وزاد معدل الغضب بعد تجرؤ الطيران الإسرائيلي على إطلاق الرصاص ضد “عسكريين أردنيين” يعملون بموجب تنسيق واتفاق.
الأوضح أن هذا الغضب انتهى بتكليف الصفدي بإطلالة على قناة الجزيرة حصرا لإبلاغ المجتمع الدولي بالقرار المتعلق بعدم توقيع واحدة من أضخم الاتفاقيات الاستثمارية التطبيعية خلافا لتقديم تصور الأردن ومركز القرار فيه حاليا لوضعية اتفاقية وادي عربة.
قال الوزير الأردني عن مستقبل اتفاقية وادي عربة إنه في خضم ما ترتكبه إسرائيل من جرائم تصبح الاتفاقية ليست أكثر من “وثيقة على رف يغطيها الغبار”.
وزير الخارجية الأردني للجزيرة: ما تقوم به إسرائيل جرائم حرب ولا يمكن أن ينظر إليه كدفاع عن النفس، وهي تدفع المنطقة برمتها إلى الجحيم، ولن نوقع اتفاقية تبادل الطاقة والمياه مع إسرائيل#الأخبار #حرب_غزة pic.twitter.com/EahYKtWmUZ
— قناة الجزيرة (@AJArabic) November 16, 2023
هذا يعني أن القصر الملكي الغاضب جدا بدأ “التمهيد” للخيار الذي يطالب به الشارع وهو إعلان إلغاء اتفاقية وادي عربة، أو تجميدها، وهو خيار قال الخبير البرلماني ممدوح العبادي لـ”القدس العربي” إنه يحتاج لحراك دستوري من سلطتي التنفيذ والتشريع.
منسوب الانزعاج دفع وزيرا مثل الصفدي للإعلان صراحة عن “أول خطوة أردنية” تلوح بتجميد اتفاقية وادي عربة في الوقت الذي صوت فيه مجلس النواب الأسبوع الماضي على “مراجعة كل الاتفاقيات” الموقعة مع الإسرائيليين.
ما يمكن الاستدلال عليه من “تشخيصات” أردنية يشير إلى أن التلويح الأردني وقرار إلغاء التوقيع على اتفاقية الكهرباء هو رسالة سياسية متشددة ليس للإسرائيليين فقط بل للإدارة الأمريكية، التي تلاحظ دوائر القرار في عمان بأنها “لا تعيق” الإجراءات الإسرائيلية الحادة لا في قطاع غزة ولا في الضفة الغربية، مما يفتح الباب على مصراعيه أردنيا أمام كل هواجس ومخاوف “الترانسفير”.
تلك بكل حال رسالة أنهى وزير خارجية الأردن أسبوعه الحالي بها ولها بصورة مرجحة سلسلة تداعيات.
وبالخلاصة الأردن يستعد لوضع معاهدة السلام مع غبارها على الرف.
يوم يقوم الشعب تخرس الألسن الرسمية .
اتمنىمن السلطة ان تسلح جميع سكان الحدود من يستطيع حمل السلاح وانتغمظ عيناها عن المهربين السلاح لكي يجدوه متوفر وقل لاسرائيل تتحرك كما قال البطل الجزائري ارموا الثورة في الشارع فيتحملها الشعب
التهديد للأردن وارد وجدي، ولذا لا بد من أخذ كل سبل الحذر، فهذا عدو غدار، لا يعرف صديق ولا جار، وأفضل شيء يمكن فعله هو زيادة كل أشكال التعاون مع جميع الدول العربية والاسلامية، لتعزيز كل احتمالات الحاجة للمقاومة الشعبية دما للجيوش الرسمية. الخطوات الخجولة بالتعاون لا تكفي، فلماذا هم يتوحدون بشرهم وعدوانهم ونحن نخجل بحقنا والحفاظ على أرضنا وكرامتنا، فلسطين تستحق كل ذلك، والتأني يورث الندم. نتمنى على مصر خاصة أخذ زمام المبادرة بكل تعاون عسكري مطلوب مع كل العرب والمسلمين. مجازر غزة وضعت كرامتنا على المحك!
آن الأوان لتفتح الأردن جبهتها حتى تتمكن المقاومة من توسيع خياراتها وانقاذ مل يمكن انقاذه. فالجبهة الأردنية أهم جبهة تم تجميدها منذ اتفاقية واد عربة وقلصت خيارات المقاومة كثيرا. ففتحها يتيح للمقاومة العراقية أن تشتغل أفظل لما للضفة من عمق جغرافي يمتد الى غاية دول الخليج . فالتركيز على هذه الجبهة يعوض الجبهتين السورية والمصرية ويشتت القوى الصهيونية ويمنع التهجير القسري للأردن وبالتالي يحمي الحق الفلسطيني في الوجود رغم أنف اسرائيل وأمريكا ومن يسايرهم من المتخاذلين. فها سيفعلها الأردن ويدخل التاريخ من الباب اليجابي والواسع أم سيتقاعس ويخاطر بأمنه وأمن نظامه ككل.؟
طالما أن “اتفاقية وادي عربة ”وثيقة على رف يعلوها الغبار”” إذن لماذا هذا التقديس لهذه الوثيقة التي لا يجرؤ أحد على نقدها ناهيك عن نقضها؟!
إن كان التلويح جدي و تم الإعداد له فهذا تطور يحسب على الموقف الأردني الذي يظل دون المستوى المطلوب رغم تقدمه قليلا عن مجموعة المطبعين القدامى و الجدد