بيروت – «القدس العربي»: بعد تأكيد استشهاد أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، تتجه الأنظار إلى هوية خليفته مع تصدر اسم ابن خالته رئيس المجلس التنفيذي للحزب السيد هاشم صفي الدين خلفاً له. وصفي الدين عضو في «مجلس الجهاد» الذي يدير العمليات العسكرية للحزب، وهو رجل دين متشدد ضد إسرائيل يرتدي العمامة السوداء مثل نصرالله التي تشير إلى أنه من نسل النبي محمد.
وفور صدور بيان النعي عن «حزب الله» توالت بيانات النعي الصادرة عن القيادات اللبنانية. ونعى «حزب الله» رسمياً كلاً من نائب رئيس المجلس التنفيذي نبيل قاووق والقيادي في «الحزب» علي كركي.
وزعم مسؤول أمريكي «أن قيادة حزب الله وسيطرته هي في حالة من الفوضى الشاملة بعد مقتل أمينه العام حسن نصر الله»، وقال لشبكة «أيه بي سي» الإخبارية «إن الولايات المتحدة وإسرائيل تعتقدان أنهما قضتا على حوالي 30 من قادة «حزب الله» خلال الأسابيع القليلة الماضية مما أدى إلى إضعاف المجموعة».
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قطع زيارته إلى نيويورك وعاد إلى بيروت مساء السبت، وترأس على الفور جلسة استثنائية لمجلس الوزراء شارك فيها للمرة الأولى وزراء من «التيار الوطني الحر» نظراً لخطورة الوضع. وأعلنت رئاسة الحكومة الحداد الرسمي على نصر الله أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء، ودعا ميقاتي في جلسة مجلس الوزراء أمس «الى مواجهةِ ما يجري بمسؤولية وطنية تصون وحدَتَنا ونؤكد تضامننا لأنَّ من أهدافِ العدو الإسرائيلي ضربَ هذهِ الوحدةِ التي طالما شكّلتْ السلاحَ الاقوى في مواجهةِ مخططاتهِ الاجرامية»، وأعلن ميقاتي عن وصول عدد النازحين إلى حوالي المليون من الجنوب والضاحية والبقاع.
وتواصلت الغارات الإسرائيلية المعادية على الضاحية الجنوبية والبقاع والجنوب تزامناً مع تحرك بوارج حربية لفرض حصار عسكري على لبنان بعد منع طائرة إيرانية من الهبوط في مطار رفيق الحريري الدولي الذي ما زالت الحركة فيه تقتصر على طيران «الميدل إيست» فيما شوهدت طائرة عسكرية تهبط على مدرج المطار بهدف إجلاء عدد من الرعايا الأجانب وموظفين في الأمم المتحدة.
وأصدر جيش الاحتلال إنذارات جديدة لإخلاء الضاحية الجنوبية التي استُهدفت بغارة عنيفة على منطقة بين الشياح والغبيري وشوهدت سحب الدخان تتصاعد في المنطقة. وفي حين أشارت القناة «14» الاسرائيلية إلى «ان المستهدف بغارة الضاحية قبل قليل هو القيادي أبو علي رضا قائد وحدة «بدر»، أفادت العلاقات الإعلامية في «حزب الله» أن «لا صحة للادعاءات الإسرائيلية حول اغتيال الحاج أبو علي رضا وهو بخير وعافية».
ووسع الاحتلال غاراته على الجنوب والبقاع بشكل عنيف حيث سقط عشرات الشهداء وذلك تمهيدا على ما يبدو لهجوم بري من الحدود الجنوبية، وشن الطيران الحربي غارة على بلدة جب جنين في البقاع الغربي، هي الأولى على هذه البلدة أدت إلى مقتل المسؤول في الجماعة الإسلامية محمد دحروج وزوجته. وشن الجيش الإسرائيلي غارة على منزل في منطقة مرجحين بجرد الهرمل، ما أدى إلى سقوط أكثر من 10 ضحايا. وعلى مدينة الهرمل ومحيطها ومنطقة الخضر وتمنين والنبي شيت والخريبة وإيعات وزبود حيث أفيد عن سقوط أكثر من 17 ضحية. وفي بلدة العين استهدف الطيران منزلاً ما أسفر عن تدميره على رؤوس ساكنيه وسقوط 11 شهيداً.
أما في الجنوب فاستهداف الطيران المعادي أحد المباني بالقرب من مركز لجمعية الرسالة للإسعاف الصحي «الدفاع المدني» في بلدة طيردبا ما أسفر عن سقوط المبنى بالإضافة إلى عدد من الشهداء من المركز التطوعي. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية، الأحد، استشهاد 14 مسعفاً خلال يومين جراء حملة القصف الجوي التي يشنها الجيش الإسرائيلي على لبنان. وأعلن «حزب الله»، أمس الأحد، استهداف مدينة صفد (شمال) ومستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية، ردا على «عدوان» تل أبيب الدموي المتواصل على لبنان. وقال الحزب، في سلسلة بيان، إن مقاتليه استهدفوا «قاعدة زوفولون العسكرية (شمال إسرائيل) بصواريخ». فيما قصفوا «موقع السماقة في تلال كفر شوبا اللبنانية المحتلة بقذائف المدفعية، وأصابوه إصابة مباشرة». وأضاف الحزب أن مقاتليه استهدفوا «تجمعا لجنود العدو في مستعمرة شتولا بالأسلحة الصاروخية، وحققوا فيه إصابات مؤكدة». كما شنوا «هجوما جويا بسرب من المسيرات الانقضاضية على معسكر ألياتكيم»، مستهدفين «أماكن تموضع واستقرار ضباطه وجنوده، وأصابوا أهدافهم بدقة»، وفق الحزب. وأفاد بأنه «بعد مراقبة ومتابعة لقوة إسرائيلية، ولدى دخولها إلى موقع راميا»، استهدفها عناصر الحزب بـ»قذائف المدفعية، وحققوا فيها إصابات مباشرة». وتابع أن مقاتليه قصفوا صفد (تحتضن مقر القيادة الشمالية للجيش الإسرائيلي) ومستوطنات سونوبار، وروش بينا، وساعر بصواريخ، كما استهدفوا بصواريخ معسكر «أوفيك» و»تحركات لجنود العدو» في مستوطنة المنارة. ووصل وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو مساء الأحد إلى لبنان، وفق ما أعلنت وزارته، مع استمرار الضربات الإسرائيلية لا سيما على ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله.
(تفاصيل ص 2 إلى 8 ورأي القدس ص23)