مناورات الحلف الأطلسي “السهم 25” لتقييم الرد السريع في حالة هجوم روسي

حسين مجدوبي
حجم الخط
0

لندن- “القدس العربي”:

بدأ الحلف الأطلسي “الناتو” في قلب أوروبا الشرقية أكبر المناورات العسكرية المرتقبة له خلال السنة الجارية وتحمل اسم ”السهم الصامد 25“ بمشاركة أكثر من عشرة آلاف جندي، وتهدف إلى تقييم عمل “قوة الرد السريع” التي أنشأها الحلف للرد على عدوان مفاجئ، في إشارة إلى الجيش الروسي.

وانطلقت المناورات العسكرية الاثنين من الأسبوع الجاري وستستمر حتى نهاية المقبل، وتشمل دول اليونان ورومانيا وبلغاريا. وكان الحلف الأطلسي قد أنشأ قوات “الرد السريع” خلال يوليو/تموز الماضي، بعدما تفاقمت العلاقات بين روسيا والحلف الأطلسي، خاصة بعدما بدأت موسكو تهدد دول البلقان بسبب سماحها بتعزيزات عسكرية كبيرة للناتو. وعمليا، تعتبر دول أوروبا الشرقية خاصة رومانيا وبلغاريا من ضمن الحلقات الضعيفة في الحلف الأطلسي، بسبب ضعف جيوشها التي انتقلت من تسليح سوفياتي إلى غربي دون تأقلم كبير حتى الآن.

تتجلى المناورات العسكرية في اختبار جاهزية قوات “الرد السريع” ومنها قدرة الانتشار السريع للعناصر المكونة لها

وتتجلى المناورات العسكرية في اختبار جاهزية قوات “الرد السريع” ومنها قدرة الانتشار السريع للعناصر المكونة لها: قيادات المكونات البرية والجوية والبحرية والعمليات الخاصة. تتولى القيادة المشتركة في نابولي بإيطاليا قيادة العمليات على مستوى العمليات. وتلعب القوات الإسبانية دورا هاما في هذه المناورات نظرا لحجم مشاركتها بـ3200 جندي، أي ثلث القوات.

وتكتسي هذه المناورات أهمية قصوى للحلف الأطلسي لأنها تعتبر أول اختبار لقوات الرد السريع التي جرى إنشاؤها الصيف الماضي. وجرى طرح هذا التصور العسكري في قمة فيلنيوس في ليتوانيا منذ سنتين، بسبب غزو روسيا لأوكرانيا والمخاوف من امتداد الصراع إلى أقرب حلفاء أوروبا. وتسعى لتكون نموذجا عسكريا جديدا يعتمده الحلف الأطلسي في مواجهة الأزمات المقبلة، وذلك من خلال الانتشار السريع لدول الحلف القريبة من منطقة النزاع.

وتهدف إلى عرقلة اعتداء عسكري خارجي ضد عضو من الحلف الأطلسي، أو التسبب في المعضلات الاستراتيجية لدول ثالثة قبل تنفيذها أي هجوم. وتشكل دول أوروبا الشرقية النموذج في هذا الصدد، لقربها من مصدر الخطر الرئيسي للحلف هو الحلف الأطلسي، واحتياجاتها العسكرية الحالية لدعم أعضاء الحلف للصمود.

ورغم الحديث عن قرب هدنة سلام في أوكرانيا لا سيما بعدما هدأت حدة المعارك العسكرية، ورغبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حل النزاع، إلا أن الحلف الأطلسي يستمر في  اتخاذ مختلف الإجراءات الاحتياطية ومنها تعزيز قوة الردع العسكري لأوروبا الشرقية وآخرها قوات الرد السريع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية