منظمات يهودية في الولايات المتحدة تعارض إستراتيجية ترامب في مكافحة معاداة السامية

حجم الخط
4

نيويورك: أعربت منظمات يهودية في الولايات المتحدة عن أسفها لتزايد الاعتداءات المدفوعة بالكراهية، لكنها في الوقت ذاته تعارض إستراتيجية إدارة دونالد ترامب في معالجتها، في ظل التوتر المرتبط بالحرب الإسرائيلية على غزة.

استطلاع: على الرغم من أن 89% من اليهود الأمريكيين- وعددهم نحو 7.2 ملايين نسمة- يعربون عن قلقهم من معاداة السامية، فإن 64% منهم يعارضون الطريقة التي ينتهجها ترامب لمكافحتها

ففي ظل هجوم استهدف موظفين في سفارة إسرائيل بواشنطن، وإلقاء زجاجات حارقة على تجمع في كولورادو كان يطالب بإعادة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، وتصاعد التوتر في الحرم الجامعي، ازدادت، في الأسابيع الأخيرة، أعمال العنف الناجمة عن كره اليهود أو إسرائيل داخل الولايات المتحدة.

وقد نشر مركز “هيريتدج فاونديشن” المحافظ، الذي يقف خلف “مشروع 2025”- وهو بمثابة خارطة طريق لإصلاح الدولة الفدرالية في عهد ترامب- في أكتوبر/تشرين الأول، ما سماه “مشروع إستير”، وهو “إستراتيجية وطنية” لمكافحة معاداة السامية.

ويهدف المشروع إلى “تفكيك” المنظمات “المناهضة لإسرائيل” و”المناهضة للصهيونية” أو “المؤيدة للفلسطينيين”، والتي يُزعم أنها “ضمن شبكة دعم لحماس”، وقد تكون “تسللت” إلى جامعات مثل كولومبيا وهارفارد.

ولمواجهة الأفراد والمؤسسات المرتبطين بهذه الشبكة المفترضة، تدعو “هيريتدج فاونديشن” إلى إقالة أساتذة، ومنع طلاب أجانب من دخول الحرم الجامعي، و”طرد” آخرين من البلاد، وحرمان الجامعات من التمويل العام.

وقد تبنّى ترامب العديد من هذه الإجراءات. وقال روبرت غيرنواي، أحد معدّي “مشروع إستير”، لصحيفة نيويورك تايمز: “ليس من قبيل الصدفة أننا دعونا إلى هذه السلسلة من الإجراءات (…) وأنها تتحقق الآن”.

“عبثي بالكامل”

لم تستجب “هيريتدج فاونديشن” لطلب وكالة فرانس برس لإجراء مقابلة.

لكن ستيفاني فوكس، مديرة منظمة “جويش فويس فور بيس”- التي تنظم العديد من التظاهرات “لوقف الإبادة في غزة”- تؤكد أن “مشروع إستير يمهّد الطريق لإدارة ترامب لتعديل القواعد القانونية بما يخدم أهداف حركة MAGA (اجعلوا أمريكا عظيمة مجددًا)”.

وتنفي فوكس أن تكون منظمتها جزءًا من شبكة دعم لحماس، كما يزعم أصحاب “مشروع إستير”.

وتقول مديرة المنظمة ذات التوجهات اليسارية: “هذا الادعاء لا أساس له، وهو مجرد هذيان وسخيف تمامًا”.

وعلى الرغم من أن 89% من اليهود الأمريكيين- وعددهم نحو 7.2 ملايين نسمة- يعربون عن قلقهم من معاداة السامية، فإن 64% منهم يعارضون الطريقة التي ينتهجها ترامب لمكافحتها، وفقًا لاستطلاع أجراه معهد “جويش فوترز ريسورس سنتر” المتخصص في شؤون الناخبين اليهود الأمريكيين.

ويقول كيفن راشلين، أحد القائمين على مشروع “نيكسوس”- وهو مبادرة لمكافحة معاداة السامية دون المساس بالمؤسسات الديمقراطية- “معاداة السامية موجودة في الحرم الجامعي، لا أنكر ذلك (…) لكن الادعاء بأن مكافحتها تتطلب استهداف التعليم العالي هو أمر عبثي بالكامل”.

ويؤكد أن إستراتيجية ترامب “لا تحمي اليهود”، بل تسعى في الواقع إلى “فصل” الأقلية اليهودية عن غيرها، وتتجاهل معاداة السامية في أوساط اليمين.

ويضيف: “نحن اليهود نشعر بالأمان أكثر عندما نكون متحالفين مع أقليات أخرى”، مشددًا على أن محاربة معاداة السامية تكون بالتوعية، لا باستهداف مجموعات أو جامعات معينة.

تسخير

ويرى الكاتب والصحافي إريك ألترمان أن “ما يجري اليوم في غزة يصعّب على اليهود الأمريكيين، وخصوصًا الشباب منهم، استيعاب الوضع. فثمة خط فاصل واضح: كلما كان الشخص أكبر سنًا، زاد تعاطفه مع إسرائيل، وكلما كان أصغر، زاد تعاطفه مع الفلسطينيين”.

ويضيف في تصريح لفرانس برس: “غالبية اليهود الأمريكيين ليسوا مناهضين للصهيونية، لكنهم لا يؤيدون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ولا الحرب في غزة… إنهم عالقون في الوسط”.

راشلين: إستراتيجية ترامب “لا تحمي اليهود”، بل تسعى في الواقع إلى “فصل” الأقلية اليهودية عن غيرها، وتتجاهل معاداة السامية في أوساط اليمين

ويعتبر ألترمان أن استهداف ترامب للتعليم العالي، واتهامه الجامعات بعدم حماية الطلاب اليهود، يمثل “تسخيرًا” لقضية معاداة السامية من أجل “تقويض” حرية التعبير.

وفي الأسابيع الأخيرة، انتقدت عشر منظمات يهودية كبرى إدارة ترامب بشدة، رافضة “الخيار الزائف” بين “أمن اليهود” و”الديمقراطية”.

ومن بين هذه المنظمات، “الاتحاد من أجل الإصلاح اليهودي”، الذي يرأسه ديفيد سابرستين، السفير الأمريكي السابق للحريات الدينية، وأحد أكثر الحاخامات نفوذًا في الولايات المتحدة.

ويقول لفرانس برس إنه يقدّر “اهتمام الحكومة الأمريكية بتصاعد معاداة السامية”، لكنه يعارض بشكل كامل الهجمات على الجامعات ووسائل الإعلام ودولة القانون.

ويختم قائلاً: “للمفارقة، إنهم يهاجمون الهيئات الديمقراطية التي منحت اليهود حقوقًا وحريات وفرصًا تفوق كل ما نلناه خلال تاريخنا في الشتات الممتد على 2600 عام”.

(أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    إذن بارك الله في هذه المنظمات اليهودية الحرة الشجاعة التي تتحدى عصابة البيت الأسود الصهيوني الأمريكي يا انريكي ✌️🇵🇸😎👋

  2. يقول فصل الخطاب:

    تحية كبيرة لهذه المنظمات اليهودية الحرة الشجاعة في زمن الوضاعة والانبطاح العربي والإسلامي للبعبع الصهيو أمريكي الغربي الحاقد على الفلسطينيين منذ 1948 بواسطة هذه العصابة القذرة التي جلبوها من شوارع أروربا القذرة قذارة النازية الصهيونية وزرعوها في قلب فلسطين العام 1948 ظلما وعدوانا وبقوة الحديد والنار معشر الفجار الأشرار الصهاينة الملاعين ✌️🇵🇸😎👋

  3. يقول Abdo Abdoo:

    كلنا أبناء سام بن نوح نحن لسنا من سلالة القردة بل بشر منا ومنهم….ليسوا هم الوحيدون من نجوا من الغرق..بل كلنا نجونا في سفينة واحدة لكن السياسة افسدت كل شيء

  4. يقول عمر علي:

    لاشك ان هناك استغلال المنظمات الصهيونية في الولايات المتحدة الأميركية واروبا للقلق الدولي تجاه حرب الابادة الجماعية الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ولكن في نفس الوقت يجب أن تكون استراتيجيات الدفاع عن الشعب الفلسطيني في الغرب سلمية وبعيدة عن مهاجمة اليهود واليهودية كدين وانما التركيز على انتقاد وتعرية اسراءيل والصهيونية باعتبارهما تمثيل صارخ للعنصرية والتمييز ضد الشعب الفلسطيني وتهديداً للسلام وحقوق الإنسان في فلسطين والشرق الأوسط.

اشترك في قائمتنا البريدية