من الأفضل التعامل مع حماس لانها قادرة علي الامساك بزمام الأمور بعد فشل نهج فتح
ربما تضطر لتغيير سياستها عند الوصول الي الحكممن الأفضل التعامل مع حماس لانها قادرة علي الامساك بزمام الأمور بعد فشل نهج فتح اذا انتصرت حماس في الانتخابات ، صرح رئيس الشاباك يوفال ديسكن فان اسرائيل ستكون في ورطة صعبة . وبالرغم من عدم التشكيك بأن ذلك ما سيحدث، فان هذه الورطة الصعبة لن تكون قضية للمستقبل. المصيبة تحدث الآن تماما، حيث تسمح اسرائيل لحماس بأن تنتعش من الضربات التي وُجهت اليها خلال الهجمة المركزة التي شُنت ضدها، خصوصا بعد تصفية قيادتها العليا.اسرائيل تلقت بارتياح كبير اعلان حماس عن خروجها المؤقت ـ وكأنها في لعبة كرة سلة لاستبدال قواتها ـ بدلا من أن تواصل ضربها حتي إلحاق الهزيمة بها، وأتاحت المجال أمامها لتعبئة صفوفها والتدرب وانتاج الوسائل القتالية ومن بينها، كما صرح الشاباك ، صاروخ قسام مُعدّل ذو مدي يبلغ 30كم، الذي بامكانه أن يصيب عسقلان من أي نقطة في القطاع.اذا كانت هذه الامور غير كافية بعد، فبامكان حماس أن تستعد لنيل النصر في الانتخابات طالما أن قادتها ليسوا بحاجة للحذر والحفاظ علي أرواحهم. لا شك أن هذه رؤية استراتيجية بعيدة المدي من قبل اسرائيل التي تخشي من الورطة الكبري . بسبب بحث اسرائيل اليائس عن فلسطينيين جيدين ، فقد اعتبرت فتح التي يوجد لأذرعها المختلفة إسهام هام في العمليات الانتحارية واطلاق الصواريخ، شريكا للسلام ووقعت معها علي اتفاق اوسلو. من يقود هذا الاتجاه الذي يقول لشعب اسرائيل أن هناك ارهابيين أقل خطورة من غيرهم كأهون الأمرين خلافا للسيئين فعلا ، هي الأذرع الأمنية: الجيش و الشاباك . وتصريح ديسكن هو البرهان علي ذلك.هم يقومون ذلك بلا وجل أو خجل لأنهم أمناء بالأساس علي مهمة التفكير التكتيكي في مواجهة الارهاب، واحيانا حتي الميكروتكتيكي. معني ذلك: كيفية التغلب علي هذه الخلية أو تلك، ولذلك من المهم معرفة من تنتمي اليه . الرؤية العامة، الاستراتيجية التي تعنينا قولا وفعلا بالنسبة لتنظيم ارهابي كبير واحد والذي ترمي كل أذرعه المختلفة الي تحقيق هدف واحد ـ ترفض النفاذ للوعي لاسباب منها أن هذا الأمر يستوجب اجتياز تغير فكري وسياسي وعسكري ميداني.أحد الاسباب الأساسية للتأييد الكبير الذي يحظي به ارييل شارون، كما يقولون للجمهور، رغم مظاهر الفساد التي تطارده وسلوكه المركزي الذي يقود به الدولة، هو أحادية الجانب . شارون، كما يقول المحللون، توصل الي استنتاج بأن فك الارتباط هو مطلب لاغلبية الجمهور، وأن العرب حتي من شاكلة محمود عباس لا يريدون التوصل الي سلام مع اسرائيل حتي في المستقبل. من هنا يتوجب علي اسرائيل أن ترسم حدودها بصورة أحادية الجانب وأن تستعد بحيث يقوم الجدار والسور بحمايتها لسنوات طويلة من حرب الاستنزاف.هذا نهج دفاعي خاطيء وسيؤدي في المستقبل (كما نري في هذه الايام تماما ورغم الجدار المحيط بغزة حيث يستمر اطلاق صواريخ القسام علي جنوبي البلاد) الي زيادة مشاعر الانجاز والنجاح ورفع دافعية الارهابيين للاستمرار. ولكن في هذا الموقف الخاطيء ايضا، اذا صدقنا أن الأسوار والأبراج قادرة علي وقف الارهاب، بعض من المنطق. في المقابل، اذا كان النهج أحادي الجانب اليائس هو السياسة الرائدة فأي منطق يكمن في مواصلة التمييز بين التنظيمات الارهابية السيئة مثل حماس وبين الأقل سوءا أو حتي الجيدة مثل فتح التي تواصل عدة أذرع ارهابية تابعة لها قتل اليهود والتسبب بالفوضي في السلطة؟.وهل هناك حاجة لخطوات أحادية الجانب لأنه لا توجد أي فرصة للتوصل الي تسوية حتي مع فتح، ربما كان من الأفضل عموما انتصار حماس في الانتخابات!. اذا وصلت حماس الي السلطة فربما يتوقف الخداع الذاتي (خداع اليهود لانفسهم، والآخرون يعرفون الحقيقة) ويصبح واضحا للجميع ـ من امريكيين واوروبيين وأمم متحدة ـ من الذي يقف ضد من.وربما، ربما عندما تضطر حماس الي اتخاذ قرارات علي المستوي الوطني ويكون عليها أن تُطعم وأن تُداوي وأن توفر الخدمات للناس، ستضطر حينئذ لتغيير نهجها. هذا التنظيم تحديدا والذي يبرهن في كل يوم وكل ساعة أنه يسيطر علي أتباعه، خصوصا في الشارع الفلسطيني، يملك فرصة لفرض حكم مركزي واحد يكون مسؤولا ايضا أمام اسرائيل والعالم، عما يجري فوق اراضيه.يسرائيل هرئيلكاتب يميني ومُنظر المستوطنين(هآرتس) 5/1/2006