من «تسحيج الكونغرس» لنتنياهو إلى حرب مع إيران؟

حجم الخط
7

دعا وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، أمس الجمعة، إلى «إنشاء تحالف دولي بمشاركة إسرائيل ضد إيران ووكلائها، وسينتج هذا التحالف، حسب غالانت، «تأثيرا حاسما على الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي»!
ألقى غالانت هذا التصريح على مسامع نظيره البريطاني جون هيلي القادم من لبنان ضمن مساع دولية لاحتواء تداعيات اغتيال تل أبيب لإسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، في طهران، وفؤاد شكر، مستشار أمين عام «حزب الله» في الضاحية الجنوبية.
ما لا يقوله هذا التصريح طبعا هو إن حكومة بنيامين نتنياهو الإسرائيلية، المنهمكة في حرب إبادة الفلسطينيين في غزة، قد خلقت، فوق ذلك، الأسباب لحرب إقليمية واسعة لا تريد دفع تكاليفها وحدها، وتريد جرّ أمريكا وأوروبا للدفاع عنها، فيخرج الغرب من موقع المسلّح والداعم والمتواطئ إلى موقع المشارك الفعلي، ليس في الحرب ضد إيران فحسب، بل كذلك في الإبادة الجماعية للفلسطينيين، ومن ثم التطهير العرقي لهم في غزة والضفة، وبذلك تتحقّق أهداف مسيرة نتنياهو السياسية، مع شركائه الإرهابيين الجدد أمثال بن غفير وسموتريتش وإلياهو (صاحب تصريح إلقاء القنبلة النووية على الفلسطينيين).
يمثّل اغتيال هنيّة نقلة نوعية لأنه حصل في قلب طهران، فانتهك سيادة إيران بشكل خطير، واستهدف أكبر شخصية سياسية في حركة «حماس» على أرضها، ووجّه ضربات كبيرة إلى أهم حلفائها في لبنان، باغتيال شكر، وفي اليمن، بقصف ميناء الحديدة.
بهذه الأجندة، تخلّص نتنياهو، على المستوى الإسرائيلي، من ملف التفاوض، وأنهى فكرة سعيه فعلا لإعادة الرهائن الإسرائيليين، أو وقف الحرب الجارية على غزة بأي شكل من الأشكال. أدت هذه السياسة، مع ذلك، إلى رفع أسهمه داخليا حيث أكد استطلاع إسرائيلي أن 69 في المئة من الإسرائيليين يؤيدون الاغتيالات «حتى لو تأخرت الهدنة»!
على المستوى الإقليمي، وبمهاجمة إيران، وإظهار خلل خطير في إجراءاتها الأمنية، مع التوقيت الحساس لتنصيب رئيسها الجديد مسعود بزشكيان، وباغتيال أحد أركان «محور المقاومة» على أرضها، فرض نتنياهو على طهران القيام برد حتميّ، فعدم حصول رد إيراني يناظر الضربة الإسرائيلية في قوته سيفتح الباب لمزيد من الضربات الإسرائيلية، من جهة، لكن ردّا كبيرا، من جهة أخرى، قد يمكن نتنياهو من تحقيق أحد أهدافه الاستراتيجية، وهو فتح حرب إسرائيلية – غربية ضد الجمهورية الإسلامية.
تجاوز نتنياهو ووزراؤه بهذه الضربات الكبرى كل الخطوط التي كانت نسبة كبرى من الساسة والإعلاميين في العالم تفترض وجودها وتقيم حساباتها على أساسها. أسقط اغتيال المسؤول الأول عن التفاوض مع «حماس»، عمليا، مبدأ السياسة والتفاوض مع الحركة (ومع الفلسطينيين عموما)، كما أسقط كل العمل الدبلوماسي الدولي والعربي على مدى الشهور العشرة الماضية، وأحيت العملية الأخيرة في قلب طهران احتمالات الحرب مع طهران مجددا بعد فصل تراجيدي خطير من الصراع بين إيران وإسرائيل عملت دبلوماسيات وجيوش دول كثيرة على احتوائه. أسقط اغتيال شكر أيضا أحد الخطوط التي كانت أمريكا، على ما يظهر، تسوّقها، وهي أن إسرائيل لن تغتال قادة كبارا في «حزب الله» في بيروت.
سبب هذا الاجتراء الخطير لحكومة نتنياهو هو حالة الهستيريا والتصفيق والتسحيج (تعبير يطلق في بعض البلدان العربية على ظاهرة التصفيق بشدة والغناء والرقص الذي يعبّر عن الولاء السياسي المبالغ فيه)، والترحيب الذي لقيه من كبار الساسة الأمريكيين، من الرئيس جو بايدن إلى خصمه الجمهوري، الرئيس السابق والمرشح للرئاسة دونالد ترامب.
إحدى النقاط التي استفاد منها نتنياهو أيضا هي تنحّي بايدن عن سباق الرئاسة مما جعل الرئيس الأمريكي في حالة حرجة يمكن استغلالها إلى أقصى حد، فلم تعد الإدارة الأمريكية قادرة على كبحه بعد إظهار هذا التأييد لطروحاته في الكونغرس، والترحيب به رغم عملية الإبادة الجارية. وهو ما دفعه لفتح إمكانيات الحرب الإقليمية، وزج العالم بأسره فيها.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سامح// الاردن:

    *أقول للنتن وكل قادته المجرمين
    ( على الباغي تدور الدوائر ) .
    حسبنا الله ونعم الوكيل والله المستعان.

  2. يقول الكروي داود النرويج:

    حروب النتن ياهو , هي لصالح إعادة التطبيع !
    السابع من أكتوبر , أوقف التطبيع !!
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  3. يقول حنين:

    المشكلة في تسحيج الحكام العرب لنتن ياهو(حسبي الله ونعم الوكيل) والله المستعان.

  4. يقول عماد غانم:

    ألغت جامعة أوربية شراكتها مع جامعة اسرائيلية في بحث في “السمنة” ، كما أن فسخ محكمة فرنسية قرار حظر مشاركة اسرائيل في معرض سلاح جاء متأخرا ولم تشارك اسرائيل ، ومباراة مالي وإسرائيل في الأولمبياد حولتها الجماهير الأفريقية والفرنسية لمهرجان حاشد لنصرة حق فلسطين بالحرية داخل وخارج الملعب، تقاسم الصفحة الأولى للواشنطن بوست مع كلمة نتنياهو، فحراك (قاطع ولا تستثمر في إسرائيل وعاقبها BDS) تضاعف زخمه عالميا عشرات المرات ، فمحور كلمة نتنياهو “حرب بين الحضارة اليهودية – المسيحية والبرابرة” لم يلقى آذانا صاغية ، فكل معلم في العاصمة واشنطن شهد نشاطا لنصرة الحق الفلسطيني وحتى المؤيد لاسرائيل طالب برحيل نتنياهو ، ولعل أكبرها واهمها مؤتمر النائب كوري بوش ورؤساء النقابات وعدة مئات من موظفي الحكومة المستقيلين احتجاجا على استمرار دعمها للاجرام الإسرائيلي
    لسنا في صراع اديان وحضارات ، فالشباب والشارع الأمريكي والأوروبي والافريقي والآسيوي واللاتيني أعمق وعيا وأعلى همة من الشباب والشارع العربي، سيما الإسلامي ، فشريحة عريضة منه تسوق خطاب نتنياهو بجهل

  5. يقول عابد صابر:

    70,في الماية من الاسرائيليين متعطشون لدماء العرب والمسلمين والمؤلم بعض العرب المتحالفين مع الغرب الحاقد والإرهاب الاسرائيلي على قتل إخوانهم العرب سواء فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن اللهم أعنا على ضعفنا وقلة حيلنا والأمر كله لله

  6. يقول S.S.Abdullah:

    عنوان رأي جريدة القدس العربي، البريطانية، بالذات (من «تسحيج الكونغرس» لنتنياهو إلى حرب مع إيران؟) https://www.alquds.co.uk/?p=3379959

    لماذا لم يتطرق (الفيلسوف)، إلى من أثار سؤال بحق (آل البيت) أو (شعب الرّب المُختار) في كرسي وظيفة الإدارة والحوكمة في أي (دولة) داخل نظام الأمم المتحدة بعد عام 1945، والتي بسببها هناك مشكلة في (فلسطين)، أم لا؟!

    لماذا لم يتطرق (الفيلسوف) إلى سؤال Might is Right، في مجلس الأمن بواسطة حق النقض/الفيتو، أم لا؟!

    تعليقاً على تقرير إعلام/إعلان/تسويق جريدة القدس العربي، البريطانية بالذات، تحت عنوان (الفيلسوف المغربي طه عبد الرحمن: غزة تحرر العالم من «الشر المطلق») https://www.alquds.co.uk/?p=3380043

    فكيف يمكن أن تصل إلى (حلول)، لمن يبحث عن (إصلاح) نظام الأمم المتحدة، إذن؟! بمعنى آخر، من هنا يضحك على من، أو من هنا أخبث مِن مَن، وكل ذلك، على حساب من، يا أيها الفيلسوف، المغربي/التركي/الإعلام البريطاني؟!😉🤨
    🤑🙈🙉🙊✒️🇺🇳📟📓

  7. يقول حنظلة الفلسطيني:

    ونتن ياهو والصهيونية يريدون ما هو أكبر من التطبيع.
    يريدون استسلام لهذه الأمة من المحيط إلى الخليج ومن جاكرتا إلى القدس

اشترك في قائمتنا البريدية