قد يتعلقُ الأمرُ بشكوكِ سحابةٍ
بفكرةٍ بريئةٍ انتقلت إلى فكرةٍ قاتلةٍ
بأسفٍ بلغَ مواعيدَ مُنتهية
بتأويلٍ يأتي بدونِ سببٍ كافٍ
لِلصقِ رسالةٍ على ساقِ شجرة،
لتسكعِ رمزٍ على صخرةٍ لم تصلها مياهُ البحرِ بَعد
لإغراء (دوتي) للذهاب إلى الجزيرةِ المفقودةِ
والبقاء في طوفان الحُلم العاري،
للطمأنينةِ التي سرعانَ ما تُحشّى بالأيام القلقةِ والرهيبة
وللمواءِ يتكررُ من مخيلةٍ منسيةٍ عبرَ رقاصِ ساعةٍ
وأواخرِ كأسٍ لرجلٍ صامتٍ ومحمومٍ،
مُجردُ نُزهةٍ في تعدد الافتراضاتِ
في كيفيةِ إيصال الأقدامِ الى الطاولةِ
للعبثِ بمنفضةِ سكائِر
بانتظارِ مجهولٍ يأتي
يأتي من سجلاتِ موتى
ومن سجلاتِ مفقودينَ
للتعريفِ بطرائقِ البكاء
عندَ وضعِ قنينة دواءٍ على حافةِ سَرير
ربما ستصطحبُ الغرائزُ الأنباءَ
الأنباءُ المُعَلقةُ في أوراقِ الأشجار
ومساقط الشُّهبِ والنيرانِ العظيمةِ
والمُعَلقةُ في نباحِ الكلابِ في المتاهاتِ
قد يَحِدثُ شيءٌ ما
يَحِدثُ
ولكنهُ من مأزقٍ إلى مأزقٍ
قد يتعلقُ الأمرُ بشكوكِ سحابةٍ
لصياغةِ عقلٍ آخرَ
ونسجِ قبعةٍ جديدة للهواء،
الهواء…
الهواء الذي لم يزل في رئةِ قصبة
في ضَمادِ جريح
في مقبضِ بابٍ أُغلقَ مُنذُ أمدٍ
منذُ أمدٍ
والظلامُ يرقدُ في العتمةِ
الخبايا في خفايا وجوه القادمينَ
ريثما الأجزاء الفانيةُ من جسد الكونِ
تُعادُ إلى طاولاتِ الحانات
وتعاد الطاولاتُ إلى جسدي
في مقبرةٍ لا يُسمع فيها
غيرُ أنين الرّيح
وأنينُ علاماتِ الاستدلالِ
إلى الشّواهدِ والجدران
٭ شاعر عراقي