من هي الجهة التي تقف خلف استهداف رتل عسكري تركي شمالي إدلب؟

وائل عصام
حجم الخط
1

أنطاكيا- «القدس العربي»: أثار استهداف رتل عسكري للقوات التركية في ريف إدلب الشمالي، كان متجهاً لإحدى القواعد العسكرية التركية، شمال غربي سوريا، تساؤلات عن الجهة التي تقف خلفه، وعما إن كان الاستهداف الذي نفذته مجموعة «مجهولة» يأتي تعبيراً عن تنامي شعور الغضب في الشمال السوري ضد تركيا، وخاصة بعد توجهها لتطبيع علاقتها مع النظام السوري.
وكانت مصادر ميدانية قد أكدت لـ»القدس العربي» أن مسلحين مجهولين استهدفوا بعد منتصف ليل الأحد، رتلاً عسكرية للقوات التركية على طريق باب الهوى – إدلب، شمال محافظة إدلب، بقذيفة صاروخية من نوع «آر بي جي» ما أحدث أضراراً مادية طفيفة، دون وقوع إصابات في صفوف القوات التركية. وأوضحت أن استهداف الرتل جاء بعد دخوله من معبر «باب الهوى» الحدودي مع تركيا، مبينة أن «الرتل يضم عربات مدرعة ومعدات لوجستية، وكان متوجهاً إلى القاعدة العسكرية التركية في منطقة الأتارب بريف حلب الغربي». وتخضع المنطقة التي تعرض فيها الرتل للاستهداف لسيطرة «هيئة تحرير الشام» التي لم تعلق على الحادثة.
و قال المسؤول السياسي في «الجيش الوطني السوري» هشام سكيف بالبداية يجب أن نعتبر أن الهجوم رسالة من جهة ما منزعجة من الحليف التركي، ولكنها رسالة لم ترقَ لمستوى التصعيد. وتابع في حديثه لـ»القدس العربي» بأنه لا يمكن الجزم بهوية الجهة التي تقف خلف الهجوم، لكن هناك جهات منزعجة من تركيا وهناك أيضاً بعض الجهات تعتبر تركيا جهة معادية، وذلك في إشارة منه إلى «قوات سوريا الديمقراطية – قسد». وأضاف سكيف «نحن بحاجة كبيرة للتدقيق حول أهداف هذا الاعتداء إن كان رد فعل سوء المعاملة لبعض الجهات، أو إن كان إشارة تحذير لموقف تركيا في انتفاضة العشائر في دير الزور ومنبج».
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد أعلن عن تأييده لثورة العشائر العربية في محافظة دير الزور ضد «قسد»، وذلك بعد أن شهدت المناطق منذ أواخر آب/أغسطس الماضي اشتباكات بين العشائر العربية و»قسد» وأدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، قبل أن تعلن «قسد» انتهاء عمليتها الجمعة.
ولا يستبعد الصحافي السوري عبد العزيز الخطيب الموجود في الشمال السوري، أن يكون النظام السوري خلف الهجوم، خاصة أن لدى النظام العديد من الخلايا التابعة له في الشمال السوري. وقال لـ»القدس العربي» إن «انسحاب تركيا من الشمال السوري هو أحد أبرز مطالب النظام السوري قبل المضي في مسار تطبيع العلاقات، ومن هنا يمكن قراءة الهجوم على أن الهدف منه هو زيادة المخاوف التركية لدفعها إلى سحب قواتها من الشمال السوري».
وفي آب/أغسطس الماضي قال وزير الدفاع التركي، يشار غولر، إن بلاده «ترغب في إحلال السلام في سوريا»، مشيراً إلى أن «صياغة دستور جديد لسوريا، واعتماده، أهم مرحلة لإحلال السلام هناك». وتابع «تركيا تريد السلام بصدق، لكن لديها ما تعتبره نقاطاً حساسة فلا يمكن تصور أن نغادر سوريا دون ضمان أمن حدودنا وشعبنا»، وذلك رداً على المطالب المتكررة من جانب النظام السوري لبلاده بسحب قواتها من الشمال السوري. في المقابل، تربط بعض المصادر بين زيادة الغضب الشعبي في الشمال السوري جراء تصاعد العنصرية ضد اللاجئين السوريين في تركيا، وحملات الترحيل الإجباري، وبين الهجوم الأخير، معتقدة أنه «قد يُفسر الاستهداف والنقمة من السياسة التركية».

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Badro:

    اردوغان يلعب على حبلين لانه ببساطة لديه وجهين ومنافق في الكواليس يحارب العرب وفي الاعلام يحب العرب

اشترك في قائمتنا البريدية