مهما يكن الرأي في شارون فان الجميع في اسرائيل يحتاجونه لاكمال ما بدأ به
مهما يكن الرأي في شارون فان الجميع في اسرائيل يحتاجونه لاكمال ما بدأ به حبست مواطنات دولة اسرائيل ومواطنوها أمس انفاسهم، وشبكوا بين اصابعهم، ودعوا الله ان يسلم رئيس الحكومة. لقد فعلوا ذلك بغير اعتبار للفرق في التوجه السياسي، لان ارييل شارون ـ مهما يكن ـ جزء مهم ذو شأن كبير، مختلف فيه لكنه يأسر دائما حياتنا في هذا البلد، منذ بدء الخمسينيات. في حين كانت الانباء المقلقة يأخذ بعضها برقاب بعض، تكدرت الوجوه وانقبض القلب.صحيح، كان هنالك كثيرون في فترات مختلفة أحبوا الا يحبوا شارون، وان ينقدوه نقدا لاذعا من هذه الجهة او تلك، لكننا شعرنا دائما بأن شارون جزء منا، ويعبر تعبيرا كبيرا عن طابعنا القومي. لقد استطاع أن يكون في نظر كثيرين بطلا ووغدا، وجليلا وحقيرا، ومحبوبا ومشنوءا.في الارتفاعات والانخفاضات في حياته المهنية والتحولات الكثيرة التي قام بها، ترك وراءه دائما سبيلين – احداهما للمشجعين والاخري للمحقرين، لكن هؤلاء وهؤلاء شحبت وجوههم أمس اذ سمعوا الانباء عن الجلطة الدماغية الشديدة التي اصابته. عندما يكون رئيس حكومة طريح سرير مرضه الشديد والمهدد، يطرح هنالك ايضا انسان له عائلة، واولاد واحفاد وخلان. يتوق القلب اليهم جميعا. عندما يكون رئيس الحكومة طريحا هناك، تطرح في كفة الميزان اشياء كثيرة: مستقبل الدولة، ومستقبل الاجراءات السياسية ومستقبل المعركة الانتخابية بالطبع. شعر كثيرون يقينا أن قلبهم ينقبض لهذا الانسان، وفكر آخرون ايضا في الدولة وفي الارض التي يحبها جدا، والتي رواها ايضا بدمه وبدم مرؤوسيه الكثيرين. في حرب التحرير جرح ارييل شارون الشاب جرحا شديدا في بطنه في معركة اللطرون، وأنقذه رفاقه المحاربون من الموت. أمس كان انقاذه متروكا للطب ومتروكا لفضل السماء أيضا. كان الامل المهموس، علي شفاه الخصوم والنقاد معا هو: كن سالما، يا رئيس الحكومة، كن سالما قبل، وبعد ذلك سنختصم ونهاجم ونتهم، ولكن قبل ذلك كن سالما. عندما يكون شخص هو من معالم البلاد، وهو جزء من منظرها المادي والنفسي، طريح سرير مرضه الشديد والمهدد، تمر علي التفكير المحطات في حياته التي قام فيها باشياء ابرزت مزايا تثير الاعجاب وتثير الفخر: البطولة والشجاعة، والخيال والجرأة، والاندفاع والخيال، والقدرة علي التغيير والتغير، والهدوء حيال العاصفة وبرود الاعصاب حيال النار. ويتضح العلم بأن هذه المزايا ستنتقص انتقاصا بارزا، ويخفق أمل ان يكون هنالك انتعاش وشفاء، لاننا نريده هنا معنا، مهما يكن الامر. امنون دنكنررئيس تحرير الصحيفة(معاريف) 5/1/2006