موريتانيا: جدل حول انتشار المخدرات بعد التحقيق مع المدون ودادي في بث مباشر أكد فيه أنها مصدر أموال أسرة موريتانية ثرية

عبد الله مولود
حجم الخط
1

نواكشوط ـ«القدس العربي»: واصلت في موريتانيا أمس الثلاثاء جدل ساخن حول قضية انتشار المخدرات وكونها مصدر أموال أسرة موريتانية ثرية اشتهرت في الفترة الأخيرة بتوزيعها الواسع للأموال وشرائها للعقارات الغالية، وذلك إثر التحقيق القضائي مع الإعلامي البارز والسياسي الموريتاني المشهور عبد الرحمن ودادي في بثين مباشرين له على فيسبوك، حظيا بمتابعة الآلاف داخل موريتانيا وخارجها.
وأثار البث المباشر الذي ظهر فيه المدون، جدلًا واسعًا بين الموريتانيين على منصات التواصل الاجتماعي، وتابعه الآلاف وتفاعلوا معه، وحقق انتشارًا كبيرًا.
وحذر ولد الودادي من خطورة ما سماه “الجريمة المنظمة وشبكات تهريب ما سماه مخدر “البودرة البيضاء” على مجتمع موريتانيا وأمنها واستقرارها ومستقبلها”.
وركز بثه المباشر على أن الاتجار ببيع المخدرات هو مصدر أموال أسرة موريتانية لم يسمها بالاسم، لكن الأوصاف التي قدمها عنها في بثه المباشر جعلت الجميع يعتقد أنها أسرة أهل الشيخ آياه الموريتانية الثرية التي تتولى الخلافة العامة عن الطريقة القادرية في غرب إفريقيا.
وأكدت شكوى ذكر ولد ودادي أن الطالب بويه أحد أبناء الأسرة المذكورة قد تقدم بها ضده أمام الدرك الوطني، الأدلة القائلة بأن الأسرة التي تحدث عنها ودادي في بثه هي أسرة أهل الشيخ آياه.
وكان ولد ودادي قد تناول في بث مباشر على صفحته بفيسبوك ما قال إنها مصادر لثروة أسرة موريتانية معروفة لم يُسمها، في إشارة قيل إن القصد منها هو أسرة أهل الشيخ آياه، وتحدث في بثه عن بيع الأسرة للمخدرات.
ولم يستبعد ولد ودادي في ثاني بث مباشر له ليلة الثلاثاء، أن يواصل الدرك الموريتاني التحقيق الذي بدأه معه السبت، ساعات بعد ظهوره في بث مباشر عبر موقع الفيسبوك، وتحدث فيه عن قرائن بينها طائرة غامضة دخلت الأجواء الموريتانية قبل ثلاث سنوات، وربطها ولد ودادي بشبكات تهريب المخدرات.
وذكر “أن الأسرة (التي دار حديثه حولها) تمتهن بيع المخدرات عن طريق تهريب هذه المادة بسياراتها وبيعها بأوروبا عن طريق المغرب.
وتحدث ولد ودادي عمن سماها “رمز الأسرة ومن لقبها في بثه بـ “تيريزا مندوزا”، مشيراً إلى إقامتها في المغرب، ومتسائلاً عن دورها هناك، وعن منحها الهبات السخية للمسؤولين الموريتانيين وزوجاتهم خلال زيارات للمغرب.
وأثارت هذه القضية اهتمام عدد كبير من المهتمين بمحاربة الفساد والثراء غير المشروع في موريتانيا، حيث أكد سيدي أحمد ديه وزير المالية السابق الشهير بأدواره في محاربة الفساد “أن تصريحات بعض المدونين، وسلوك أهل الثروات غير المبررة، التي أبت إلا أن تمد أعناقها، أضحت تهدد الأمن العام بعدما تسللت هذه الأموال عبر هدايا مشبوهة يُزعم أنها وصلت إلى جيوب بعض أركان النظام”.
وقال: “صمت هؤلاء أو عجزهم المريب عن الرد على هذه الاتهامات يثير تساؤلات واردة عن إمكانية محاولات جادة لاختطاف السلطة أو بعض مراكزها على الأقل من طرف لوبيات المال الفاسد، لتلحق دولتنا الضعيفة أصلاً بنادي الدول الفاشلة، ذاك النادي الذي ما فتئ يتمدد في المنطقة من حولنا”.
وتساءل ولد أحمد ديه قائلاً: “هل، ومن أجل إمكانية مكافحة الفساد المعلنة، يمكن البدء بتوضيح هذه القضايا الخطيرة والمهددة لكيان دولتنا إن ثبت ما يتداول عنها؟ أ أنه كما جرت به العادة: فكلاب الإصلاح تنبح وقوافل الفساد تسير”.
وعلق الإعلامي عبد الله سيديا، على هذه القضية قائلاً: “حرب البارونات الحالية قد تجر البلاد إلى هوة سحيقة!!”.
وأضاف: “في ظل رئيس ضعيف وحكومة فاسدة ومجتمع مريض، تحث بلادنا للأسف الشديد الخطى لتتحول إلى جمهورية موز”.
وأكد وزير الإعلام السابق محمد أمين “أن ما سماه قضية أسكوبار الصحراء التي هزت المغرب، ليست سوى امتداد فرعي لقضيته هنا، فالأسكوبار المعتقل في المغرب مر من هنا.. بل سبق واعتقل إثر مطاردة عنيفة وبحوزته أطنان من الكوكايين، لكنه نال حريته مقابل أموال ضخمة حرر بها نفسه”.
وزاد: “غرب إفريقيا يواجه هجمة مخدرات شنيعة، ولا يمكن رفع التحدي إلا بيقظة شعبية قوية وصارمة”.
وتحدث الصحافي محمد المنى عن “الثراء الفاحش والسريع الذي ناله كثيرون خلال الأعوام والعقود الماضية الأخيرة”؛ وقال ينبغي التحقق مِن مشروعية مصادر ثرواتهم جميعاً، وفي المقدمة منهم صنفان، هما الموظفون العموميون الذين يسيِّرون أموالاً عامة، ولا تكفي رواتبُهم الشهريةُ لتغطية تكاليف يوم واحد مِن حياتهم المترفة، دعك مِن السيارات الفارهة والقصور المنيفة التي أصبحوا يتملّكونها، و”التجار” الذين كدَّسوا في سنوات قليلة ثرواتٍ طائلةً مِن صفقات عمومية حصلوا عليها بالمحسوبية والرشوة وأنجزوا مشروعاتِها بالغش والتحايل، بمنأى عن المواصفات والشروط المسجلة في دفاتر التعاقد والالتزامات”.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول أحمد الشيخ البو:

    جيد

اشترك في قائمتنا البريدية