موريتانيا ضد الإبادة: احتجاجات ليلية أمام السفارة الأمريكية والحكومة تطالب بوقف العدوان ورفع الحصار ومواصلة برامج الإغاثة

عبد الله مولود
حجم الخط
0

نواكشوط ـ «القدس العربي»: ​تواصلت في موريتانيا على المستويين الرسمي والشعبي، أنشطة ورفض العدوان الذي استأنفته إسرائيل بضوء أخضر أمريكي، وفي ظل صمت عربي ودولي غريب.
واستمرت الاحتجاجات الليلية قبالة مقر السفارة الأمريكية في نواكشوط تنديدا ورفضا لاستئناف إسرائيل لعملياتها العسكرية الإجرامية في قطاع غزة، والتي أسفرت عن مئات الشهداء والجرحى.
وجاءت هذه التظاهرات بدعوة من المبادرة الطلابية الموريتانية لمناهضة الاختراق الصهيوني والدفاع عن القضايا العادلة، وبمشاركة قادة أحزاب سياسية ونواب في البرلمان الموريتاني.
وردد المحتجون هتافات تندد بالدعم الأمريكي لإسرائيل، مطالبين الحكومة الموريتانية باتخاذ موقف أكثر حزمًا، بما في ذلك قطع العلاقات مع الدول الداعمة للحرب على غزة.
ورفع المتظاهرون صور قادة المقاومة الفلسطينية، مشيدين في شعارات مدوية بصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان.
وأعربت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والموريتانيين في الخارج في بيان رسمي أمس عن إدانتها الشديدة للغارات الإسرائيلية، معتبرة “أن استئناف الحرب انتهاك صارخ للقانون الدولي”.
وطالبت “بوقف فوري لإطلاق النار ورفع الحصار عن القطاع”؛ كما دعت “المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في حماية المدنيين الفلسطينيين واستئناف جهود الوساطة من أجل التوصل إلى وقف دائم للحرب”.
وتزامنًا مع التصعيد العسكري، شهدت موريتانيا العديد من الفعاليات التضامنية مع غزة، من بينها مهرجان في مدينة أطار، شمال موريتانيا، أشاد خلاله ممثل حركة حماس في موريتانيا الدكتور محمد صبحي أبو صقر، بصمود المقاومة؛ وشكر الشعب الموريتاني على دعمه المتواصل للقضية الفلسطينية، مثمنا وقوفه إلى جانب المقاومة ومسارها ومؤكدا “أن المقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير القدس والأراضي الفلسطينية من أيدي المحتل الغاصب”.
وتوسعت الاحتجاجات المنددة بالعدوان والداعمة للفلسطينيين نحو مدن الداخل حيث شهدت مدينة الزويرات أمس، تجمعا خاصا بدعمٍ المقاومة الفلسطينية مؤطرا من طرف الرِّباط الوطني الموريتاني لنُصرة الشعب الفلسطيني بولاية تيرس زمور.
وشهدت الأمسية حضورًا جماهيريًا كبيرًا، وجرت فعالياتها في أجواء حماسية تعبِّر عن دعم الموريتانيين بمختلف أطيافهم للمقاومة الفلسطينية.
وأشاد ممثل حركة حماس في موريتانيا وغرب إفريقيا بالدور الفاعل الذي يضطلع به الرِّباط الموريتاني لدعم الشعب الفلسطيني، ومثمِّنًا الموقفَ السياسيَّ للدولة الموريتانية، ولا سيما دعم رئيس الجمهورية للقضية الفلسطينية. كما عبَّر ممثل الحركة عن شكره لأهالي تيرس زمور على تفاعلهم الكبير مع القضية.
وأُعلن خلال الأمسية عن جمع التبرعات المقدَّمة من أهالي تيرس زمور لدعم الشعب الفلسطيني، والتي سيتم توجيهها تحديدًا إلى قطاع غزة، لمساندة الأشقاء هناك في ظل الظروف الصعبة التي يواجهونها.
ويواصل الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني حملته الرمضانية لإغاثة أهالي غزة، من خلال مشاريع توزيع الكفالات على الأيتام، والإفطارات الجماعية، والطرود الغذائية، بالإضافة إلى التبرعات، حيث قدمت مبادرة طلاب مركز تكوين العلماء في موريتانيا تبرعا بلغ ثلاثة ملايين أوقية موريتانية قديمة لصالح المتضررين.
ونفذ مشروع توزيع آلاف ربطات الخبز على النازحين والمتضررين في قطاع غــزة في إطار الحملة الرمضانية لإغاثة الأهالي في القطاع المحاصر.
ووزع المنتدى الإسلامي الموريتاني، بتمويل سخي من مبادرة قرى الحسنيين لنصرة غزة وفلسطين، مبالغ نقدية على مئات من أسر الشهــداء في قطاع غزة،
وتنفذ هذه التوزيعات النقدية، إلى جانب توزيع السلات الغذائية، والإفطارات الرمضانية، والسقايات المائية، والمخيمات الإيوائية، وتكريمات أسر الشهـداء، والمفقودين، وذلك ضمن الجهود المختلفة التي يقوم بها المنتدى، وشركاؤه دعما ومساندة لصمود أهلنا وإخواننا في غزة.
وأعلن المنتدى أن برنامجه الإغاثي الرمضاني مستمر طيلة شهر رمضان المبارك، وأنه يشتمل على فعاليات إغاثية عديدة بينها المبالغ النقدية، ووجبات إفطار فردية وأسرية، وسلات غذائية، وسقايات مائية، وسلات خضار، وخيم للإيواء، مع التحضير لتوزيع ملابس العيد، وزكوات الأموال، وزكوات الفطر.
ويشمل البرنامج كذلك برامج ترفيهية في عيد الفطر وتوزيع ألعاب، وهدايا خاصة بأبناء الشهداء.
و في إطار الحملة التي يقودها المنتدى الإسلامي الموريتاني لجمع التبرعات لأهلنا وإخواننا في غزة المحـاصرة تحت النـار، وبين ركام الدمـار، يعرض المنتدى منذ أمس للبيع فرسا أصيلة، مع مُهرها، وسرجها، هدية مقدمة من أحد خيار الشباب الموريتاني، تمهيدا لإرسال قيمتها لأهلنا في قطاع غزة.
وتأتي هذه الفعاليات في سياق حملة تضامن واسعة تشهدها موريتانيا منذ اندلاع العدوان في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث تتواصل المظاهرات والأنشطة الداعمة للشعب الفلسطيني، وسط دعوات رسمية وشعبية لوقف الحرب ورفع الحصار عن غزة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية