موريتانيا ورفض إبادة غزة: احتجاجات غاضبة تهز سفارة ترامب لكونه المسؤول الأول عن استئناف الحرب… وتوسيع لعمليات الإغاثة

 عبد الله مولود
حجم الخط
1

نواكشوط ـ «القدس العربي»: قابل الموريتانيون استئناف إسرائيل لحرب الإبادة في غزة بتشجيع أمريكي مكشوف، باحتجاجات غاضبة هزت شعاراتها مباني السفارة الأمريكية بنواكشوط، إلى جانب بيانات احتجاج واستنهاض لهمم العرب والمسلمين، وتوسيع لعمليات الإغاثة ووجبات الإفطار الجماعي.
وفجرت المبادرة الطلابية الموريتانية لمناهضة الاختراق الصهيوني والدفاع عن القضايا العادلة مهرجان الغضب والتحدي أمام السفارة الأمريكية في نواكشوط بمشاركة الآلاف من نشطاء التضامن مع الأهالي في غزة ومع المقاومة.
ووجهت نداء تنديد بالمجازر المروعة والجرائم البشعة التي استأنف الاحتلال الصهيوني ووكلاؤه في الإدارة الأمريكية ارتكابها بهمجية غير مسبوقة، رافعة صوتها ضد استمرار الحرب العدوانية الجبارة بحق النساء والأطفال والمدنيين العزل.
ودعت المبادرة حكومات الدول الإسلامية والعربية، وعلى رأسها الحكومة الموريتانية، إلى تحمل مسؤوليتها والضغط على المنظومة الدولية لتحميل “كتيبة المجرمين”، مسؤوليتها القانونية والأخلاقية والإنسانية عن الحرب.
كما حثّت المبادرة شعوب الأمة وأحرار العالم على دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.
واحتشد 100 من عدة دول عربية وإسلامية يتقدمهم العلامة الموريتاني الشيخ محمد ولد الددو، وراء بيان تضمن فتوى “بوجوب تأييد المقاومة لدفع عدوان المعتدين على المسجد الأقصى وعلى كل شعبنا في فلسطين، إلى جانب موالاة المقاومة الفلسطينية الباسلة، والتأكيد على أن أرض فلسطين وقف لا يجوز التنازل عن شبر منها، وأن تحرير المسجد الأقصى والعناية به عقيدة من عقائد الإسلام وشريعة من شرائع الله، وأن فلسطين كلها وقف إسلامي إلى يوم القيامة وإجماع الأمة منعقد على حرمة التنازل عن أي جزء من فلسطين بيعًا أو عطاءً لكافر”.
واعتبر العلماء “أن التقاعس عن نصرة غزة فرار من الزحف، وأن جهاد المحتلين جهاد دفع متعين على المسلمين، كما أن عدوان اليهود على القدس والأقصى وفلسطين يستدعي أن يقوم المسلمون بجهاد الدفع، لأن العدو قد اعتدى على الدين والعرض والأرض والنفس والروح والمال”.
وشدد العلماء التأكيد على “حرمة إغلاق الحدود والمعابر وخاصة معبر رفح لكونه شريان الحياة”.
ودعا العلماء “للنفير العام الواجب على جمهور المسلمين كلٌ بما يستطيع، والسعي للاشتباك مع العدو بكل الوسائل المتاحة، أو النفير إلى سفارات العدو وداعميه للاحتجاج؛ كما أفتوا بوجوب مقاطعة منتجات وبضائع الكيان المجرم وكل الشركات والمصانع والدول الداعمة له، وحرمة الشراء منهم أو التعامل معهم، كصورة من صور الجهاد الاقتصادي”.
‏وأفتى العلماء المئة كذلك “ببطلان كل اتفاقيات السلام والتطبيع التي عقدت مع الكيان قبل الاعتداء على غزة، بما في ذلك الاتفاقيات والمعاهدات الدولية”.
واستنكر سيدي أحمد ولد أحمد رئيس حزب الإنصاف الحاكم العدوان الصهيوني على غزة، مؤكداً “مساندة الأغلبية وجميع أفراد الشعب الموريتاني للإخوة الفلسطينيين في المحنة التي يتعرضون لها”.
وأدان حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (التيار الإسلامي) بشدة التصعيد العسكري في غزة، الذي أسفر عن سقوط المزيد من المدنيين الأبرياء.
ودعا الحزب الذي يتزعم المعارضة في بيان له “الدول الضامنة لوقف إطلاق النار إلى الضغط من أجل إنهاء الهجمات وحماية السكان المدنيين، مشيرًا إلى أن الصمت الدولي والتجاهل الحاصل يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية”.
كما وجه الحزب نداءً “للهيئات والمنظمات الفاعلة عربيًا وإسلاميًا، للتحرك السريع واتخاذ خطوات عملية تخفف من معاناة سكان القطاع”، داعيًا “الشعب الموريتاني والقوى المدنية إلى تكثيف جهود التضامن والدعم”، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية ستظل أولوية لا بد من معالجتها عبر التحركات الشعبية والدبلوماسية”.
وأعلن الرباط الوطني الموريتاني لدعم الشعب الفلسطيني إدانته الشديدة للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، والذي أسفر عن سقوط مئات الشهداء والجرحى، في تصعيد خطير يعكس الطبيعة الإجرامية للاحتلال، وتجاهله لكل الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار.
وأوضح الرباط في بيان له، بمناسبة استئناف الاحتلال الإسرائيلي حربه ضد المدنيين في غزة، أن هذا العدوان الغاشم يأتي بعد سنة وأربعة أشهر من القصف الوحشي والمجازر الجماعية، ما يؤكد أن الاحتلال كيان قائم على العدوان والبطش، ولا يكترث بأي التزامات أخلاقية أو إنسانية؛ كما شدد الرباط التأكيد “على أن استمرار الصمت الدولي، والتواطؤ المكشوف، يمنح الاحتلال غطاءً لمواصلة جرائمه بحق الشعب الفلسطيني”.
وأكد البيان “أن المقاومة الفلسطينية، التي استطاعت كسر إرادة الاحتلال في الجولات السابقة، ستواصل التصدي بكل بسالة لهذا العدوان، بدعم من أحرار الأمة”، مشددًا على أن “صمود أهل غزة سيظل سدًا منيعًا أمام مخططات الاحتلال الرامية إلى كسر إرادة الفلسطينيين”.
ودعا الرباط الوطني الموريتاني لدعم الشعب الفلسطيني “كافة الشعوب الحية، والمنظمات الدولية، والقوى الفاعلة في العالم، إلى التحرك الفوري لوقف هذه الجرائم، وفرض عقوبات حقيقية على الاحتلال، ودعم صمود الشعب الفلسطيني بكافة الوسائل الممكنة”.
كما ناشد الشعب الموريتاني، بمختلف قواه وأحزابه ومنظماته، لمواصلة المسيرات والفعاليات الداعمة لغزة، تأكيدًا على موقفه الثابت والمبدئي في نصرة القضية الفلسطينية، حتى ينال الشعب الفلسطيني حريته الكاملة، ويستعيد حقوقه المغتصبة.
ومع استئناف حرب الإبادة وسع المنظمات الأهلية الموريتانية نشاطها الإغاثي الداعم للأهالي في غزة وللمقاومة، حيث أعلن الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني عن إطلاق مشروعين إنسانيين؛ الأول هو توزيع الإفطارات على الصائمين في قطاع غزة، والثاني هو مشروع توزيع الطرود الغذائية على الأسر الصائمة والمتعففة في القطاع.
كما قام المنتدى الإسلامي الموريتاني، وبتمويل سخي من “مبادرة قرى الحسنيين لنصرة غزة وفلسطين”، بتوزيع مبالغ نقدية على مئات أسر الشهداء في قطاع غزة، في إطار الحملة الإغاثية الرمضانية الداعمة لأهل القطاع.
وشملت هذه المبادرة كذلك توزيع الإفطارات الفردية والأسرية، والسلال الغذائية، والسقايات المائية، وسلات الخضار، وخيام الإيواء، وملابس العيد، وزكوات الأموال وزكوات الفطر، إضافة إلى برامج ترفيهية في عيد الفطر خاصة بأبناء الشهداء.
وفي خطوة إضافية، وبتبرع كريم من فاعل خير، قام المنتدى الإسلامي الموريتاني بتوزيع شاحنات من المياه الصالحة للشرب على سكان شمال قطاع غزة، مع تجديد الدعوة للمحسنين لتحمل مسؤولياتهم في ظل إغلاق المعابر وتشديد الحصار خلال شهر رمضان المبارك.
وفي المواقف بعالم التدوين، كتب المفكر الإسلامي الدكتور محمد المختار الشنقيطي، معلقاً على استئناف العدوان: “اختراق السقف يوم 7 أكتوبر 2023، وانتهت الحسابات الصغيرة، ولا ردع لفجور الصهاينة إلا بتدويل الصراع، ومواجهة الأخطبوط الصهيوني العالمي على مستوى العالم، حتى تصبح إسرائيل عبئاً على يهود العالم، ويصبح يهود العالم عبئاً على مجتمعاتهم؛ فالموت في سجن مغلق ليس خياراً”.
وتمثل هذه المواقف والمبادرات المتعددة والنداءات الحاسمة دعوة موحدة من مختلف الأطراف في موريتانيا للتدخل الفوري وتحفيز الدعم الدولي لإنهاء التصعيد العسكري في غزة، وتخفيف معاناة المدنيين، وضمان حقوق الشعب الفلسطيني في الحرية والكرامة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ساري الفجر:

    تحية من الاردن الى شعب موريتانيا الصادق الشجاع

اشترك في قائمتنا البريدية