موظف في “الأونروا” يروي حكايات النزوح والجوع: الناس في غزة مشاريع حياة لا موت

حجم الخط
1

غزة- “القدس العربي”: ركز تقرير جديد للأمم المتحدة على الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها سكان القطاع، بسبب استمرار الحرب الدامية التي تشنها دولة الاحتلال، منذ ثمانية أشهر.

واستند التقرير إلى إفادة قدمها أحد موظفي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” إلى موقع الأمم المتحدة، شرح فيها أوضاع السكان، ووضعه كونه أحدهم، خلال الحرب التي أجبرته، كغيره، على النزوح عدة مرات، هرباً من القصف.

ويقول فادي ثابت، الموظف في “الأونروا”، وهو يشرح الأوضاع: “يعيش سكان قطاع غزة أوضاعاً كارثية ومأساوية وظروفاً صعبة ومعقدة للغاية”.

ويوضح التقرير أن هذا الموظف وغيره من زملائه، رغم عمليات النزوح، مستمرون في تقديم المساعدة لأهالي القطاع، منذ بدء التصعيد في تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وفادي كان مدرساً للفنون قبل الحرب، التحق بقسم الإعلام في وكالة “الأونروا” ليعمل مصوراً فوتوغرافياً “من أجل تقديم الخدمة للنازحين أولاً، وبعدها لنوثق الصور الإنسانية التي يجب أن يراها العالم”.

وقد عمل هذا الموظف، من خلال كاميرته، على نقل ما يعيشه من أحداث مع زملائه في كل مرة ينزحون فيها مع أهالي غزة الآخرين، حيث نزح في بداية الحرب من شمال القطاع، ثم نزح بعدها إلى المنطقة الوسطى، ثم رفح في الجنوب، وبعدها إلى منطقة المواصي، ثم عاد مرة أخرى إلى وسط غزة، وتحديداً دير البلح، ليكون هذا النزوح التاسع أو العاشر.

وعن الأوضاع في دير البلح، قال فادي لأخبار الأمم المتحدة: “الناس فقدت الأمل في كل شيء”، وتابع: “الناس أصابها الجوع، وأصابها المرض في فترات النزوح الكثيرة التي نزحوا فيها”.

ويشير إلى أن ما زاد هذا الوضع سوءاً في وسط قطاع غزة، هو نزوح الناس من رفح بعد العمليات العسكرية الأخيرة هناك.

وأشار إلى أن عملية النزوح مكلفة، قائلاً: “نتحدث عن حوالي 1500 دولار كي تخلي أولادك إلى مكان آمن”، مضيفاً أنهم منذ بداية التصعيد فقدوا كل شيء: “فقدنا بيوتنا، ومعداتنا، وكاميراتنا وعدساتنا، وأثاثنا”.

ويضيف، وهو يشرح عملية النزوح الأولى: “خرجت فقط مرتدياً بنطالاً وقميصاً وحذاء، لكن الأمور طالت طوال ثمانية أشهر”.

وقد تحدث عن مواقف صعبة كثيرة مر بها أثناء عمله، وعلى المستوى الشخصي، لكنه يقول إن أصعب ما وثقه هم الأطفال الجائعون والمحرومون، وقال: “ما ذنب هؤلاء الأطفال، ومنهم من يبلغ من العمر خمس سنوات، أو ثلاث سنوات، أو أربع سنوات، أو المواليد في الحرب، ما ذنبهم أن يجوعوا؟”.

ويشير إلى أن مِن هؤلاء الأطفال كذلك من يأخذ أدواراً أكبر من أعمارهم، فبدلاً من أن يكونوا في المدارس أو رياض الأطفال، أو أماكن الترفيه، أصبحوا “يحملون أوعية المياه، وبعضها يملؤونه من مياه البحر، كي يستمروا في الحياة، وكي يعيشوا يوماً واحداً، ولكن هذا اليوم مليء بالمعاناة والقهر والعذاب”.

وقد أشار إلى أن بعض الأطفال أبلغوه أنهم لم يأكلوا شيئاً منذ ثلاثة أيام، ولم يشربوا مياهاً نظيفة، بل مياهاً ملوثة.

وقال، وهو يروي ما شاهده خلال عمله في “الأونروا”، “كنا نرى أطفالاً ولدوا في مراكز الإيواء، أهلهم لم يكن لديهم حليب، أو حفاظات، كنا نرى آثار التعب والإجهاد على ملامح الناس من قلة الطعام، وقلة الموارد”.

وأشار إلى أن هناك الكثير من القصص التي “تدمي القلوب”، فإلى جانب نقص المياه والغذاء، هناك قصص عن المرض والتلوث، والأوبئة، وانتشار الحشرات والقوارض.

وكان على هذا الموظف وزملائه مواصلة عملهم، رغم الضغط الكبير الذي يشكله الافتراق عن الأهل والأقارب.

وقال فادي: “نمارس عملنا في مخيمات النزوح ولدينا ناس في شمال غزة، وفي الوسط، وفي مدينة غزة؛ عمات وخالات وأقارب، بالنا مشغول عليهم. كانت الأمور صعبة للغاية، مؤلمة للغاية، يائسة، وقاسية جداً، يعني لا يتحملها عقل ولا يتحملها قلب ولا يتحملها أي جسد”.

ويقول إنه في أحد الأيام لم يكن هناك دقيق متوافر، حيث بحث عن رغيف خبز واحد ليسدّ رمق أولاده، لكنه لم يجد.

وقال: “رأينا الجوع، والتعب، والقهر، والعذاب”، وقد أكد أن الناس في غزة، بمن فيهم الأطفال والشيوخ والنساء، “هم مشاريع حياة وليسوا مشاريع موت”.

ويشير فادي إلى أن الناس يريدون أن يعودوا لطبيعتهم وبيوتهم، و”يريدون أن يعيشوا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    ويلات الشعب الفلسطيني الأعزل الصامد في وجه ابرتهايد الصهيونية النازية المدعومة بالسلاح الفتاك الأمريكي الذي عاث تقتيلا بالفلسطينيين منذ 1948 ستنتهي بمجرد انكسار البعبع الصهيو أمريكي يا انريكي ✌️🇵🇸☹️☝️🚀🐒🚀🐒🚀

اشترك في قائمتنا البريدية