موقع بريطاني: استمرار الحرب في غزة ولبنان لن يفيد إسرائيل في مواجهة التحديات الرئيسية

حجم الخط
1

لندن: تصاعد القتال بين إسرائيل و”حزب الله” اللبناني هو في الأساس حرب إرادات بين إسرائيل وإيران. فطهران تريد فرض واقع إستراتيجي جديد على إسرائيل، من خلال إقامة روابط عسكرية، وربما اعتماد متبادل بين ساحات الحرب ضد تل أبيب عبر قطاع غزة والعراق وسوريا ولبنان واليمن. في المقابل ردّت إسرائيل على الخطة الإيرانية بالقوة الغاشمة.

تشاتام هاوس: النتيجة المؤكدة لهذا الصراع هي الفشل الإستراتيجي لكل من تل أبيب وطهران، مع موت عشرات الآلاف من الأبرياء وتشريد مئات الآلاف، وربما الملايين منهم، إلى جانب الدمار الكبير

في تحليل نشره موقع المعهد الملكي للشؤون الدولية البريطاني (تشاتام هاوس)، يقول بلال صعب، الزميل المشارك في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المعهد، إن النتيجة المؤكدة لهذا الصراع هي الفشل الإستراتيجي لكل من تل أبيب وطهران، مع موت عشرات الآلاف من الأبرياء وتشريد مئات الآلاف، وربما الملايين منهم إلى جانب الدمار الكبير في المنشآت.

ورغم أن الجماعات المسلحة الموالية لطهران هاجمت إسرائيل من العراق واليمن، فإن ساحتي المواجهة الرئيسية هما غزة ولبنان، حيث تقاتل إسرائيل “حماس” و”حزب الله”. وكان أول تطبيق عملي للمبدأ العسكري الإيراني الجديد هو الحرب التي شنها “حزب الله” ضد إسرائيل، يوم 8 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بعد يوم واحد من الهجوم الدامي لحركة “حماس” ضد المستوطنات والقواعد الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسفر عن مقتل حوالي 1200 إسرائيلي.

وقال “حزب الله”، في ذلك الوقت، وما زال يقول، إن هجماته على إسرائيل إسنادٌ لـ “حماس”، بعد الحرب المدمرة التي أطلقتها إسرائيل ضد قطاع غزة بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر.

وبحسب تحليل بلال صعب، فلا يوجد رابح في هذا القتال حتى الآن، وربما لن يكون.

فالقدرة العسكرية لـ “حماس” تآكلت بشدة، و”حزب الله” يعاني من خسائر لم يشهد مثلها طوال 42 عاماً من الصراع مع إسرائيل،

بما في ذلك مقتل أمينه العام حسن نصرالله في غارة إسرائيلية استهدفت معقل الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت، يوم الجمعة الماضي.

ومع ذلك ورغم نجاحاتها التكتيكية، فإن إسرائيل لم تقترب من تحقيق مكاسب إستراتيجية. فـ “شمال إسرائيل” شبه خال من السكان، وسمعتها الدولية تدهورت بشدة بسبب قتل وحصار المدنيين في غزة بشكل أساسي، إلى جانب تدهور اقتصادها والفوضى السياسية الداخلية.

ففي ظل غياب إستراتيجية دبلوماسية لن يفيد استمرار الضرب الإسرائيلي لـ “حماس” و”حزب الله” تل أبيب في مواجهة التحديات الرئيسية، رغم أنه قد يكون مفيداً لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من الناحية السياسية. في المقابل فإن اعتماد إسرائيل على الآلة العسكرية فقط، كما هي عادتها دائماً، لن يجعلها آمنة. والدليل على ذلك أن إسرائيل لم تتمكّن، على مدى عقود وليس سنوات، من القضاء على خطر الجماعات المسلحة المناوئة لها سواء في لبنان أو في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

في الوقت نفسه، ربما تبالغ إسرائيل في استخدام القوة في الجولة الحالية من الصراع. فبرفضها المستمر لوقف إطلاق النار في غزة، والذي قد يفتح الباب أمام إنهاء القتال مع “حزب الله”، تجرّ إسرائيل المنطقة كلّها إلى حرب شاملة.

والحقيقة هي أن سبب رفض نتنياهو المستمر لوقف إطلاق النار في غزة واضح للجميع. فبقاؤه السياسي يعتمد على استمرار حالة الحرب، حتى لو أدى ذلك إلى كارثة. فهو يدرك أن المجتمع الإسرائيلي لن يطيح برئيس الحكومة في الوقت الذي تخوض فيه البلاد حرباً، وهو ما يستغله بشدة على حساب استمرار سقوط الضحايا الأبرياء.

وحتى الولايات المتحدة، أقرب أصدقاء إسرائيل، تعرب عن خيبة أملها من عدم تعاون نتنياهو. وبالطبع يمكن أن يتغير الموقف إذا قامت واشنطن بما هو أكثر من الإعراب عن الانزعاج في كل مرة تشن فيها إسرائيل غارات مدمرة ومميتة ضد المدنيين في غزة.

صعب: لم يسبق أن بدا “حزب الله” القوي بهذا القدر من الهشاشة والارتباك.. فخسارة نصرالله كارثية بالنسبة له، حيث كان بمثابة العمود الفقري والقلب النابض للحزب

والحقيقة هي أن الأمر ليس صعباً على الولايات المتحدة. فالآلة العسكرية الإسرائيلية لا تستطيع الاستمرار دون المساعدات العسكرية الأمريكية، ولذلك يمكن للولايات المتحدة ممارسة نفوذ قوي على الدولة العبرية لإجبارها على اتباع المسار الدبلوماسي بدلاً من العمل العسكري. لكن من غير المحتمل انخراط الولايات المتحدة في أي مواجهة جادة مع حكومة نتنياهو  قبل انتهاء الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

في المقابل؛ لا تستطيع إيران القول إن خطتها الجديدة لمحاصرة إسرائيل بحزام ناري عبر الجماعات المسلحة الموالية لها تحقق أي نجاح. فحركة “حماس” تعاني من ضربة قوية تحتاج سنوات للتعافي منها. و”حزب الله” فَقَدَ أغلبية قادته السياسيين والعسكريين، خلال الأسابيع القليلة الماضية.

ولم يسبق أن بدا “حزب الله” القوي بهذا القدر من الهشاشة والارتباك.. فخسارة حسن نصر الله كارثية بالنسبة للحزب، حيث كان بمثابة العمود الفقري والقلب النابض للحزب.

كما كان الرجل يتمتع بكاريزما وشعبية تجاوزت حدود لبنان، ليصبح السؤال الآن هو  كيف سيتعافى “حزب الله” من هذه الضربة الكبرى، أو هل سيتعافى بالفعل؟

ورغم ذلك فمن الخطأ افتراض أن الحزب أصبح عاجزاً، أو سينهار بسبب الضربات الإسرائيلية. فحتى إسرائيل تعترف بأنه مازال يمتلك قدرات عسكرية كبيرة، قادرة على إلحاق ضرر كبير بإسرائيل. فصواريخه الدقيقة قادرة على ضرب أي منشأة إستراتيجية أو مركز حضري في إسرائيل، وإن كان من الواجب علينا الآن أن نتساءل عن قدراته في القيادة والسيطرة، بعد خسارة نصر الله، الذي كان يقود العمليات بنفسه.

(د ب أ)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول علوان:

    مرة اخرى تلك التقارير هي ايهام العالم ان حماس وحزب الله واي جهة معادية للغرب هي فقط نفخها واعطاءها ما لا تستحق فلاحماس قادرة على اي شيء ولا حزب الله قادر حتى على التحرك الان الكل تحت السيطرة ايهام الراي العام الدولي انه كلا الحزبين لهما قوة قادرة على تهديد اسرائيل هو لمزيد من الدمار سيشمل الاطفال والنساء والغريب ان مشاركين عرب يساهمون في هكدا تقارير وهم فرحين انتهت حماس كما انتهى حزب الله والان يحب ان نرحع للحقيقة اسرائيل حققت كل اهدافها وبقي هدف واحد الرهائن وقريبا ستيمعون بالخبر اليقين من الزاوية الاخرى مادا حققت هجومات 7 اكتوبر الا الدمار والخراب لقد كتبت كثيرا على هده التقارير التي تجد صداها في جراءد بعينها وهي تقارير تحث عن مزيد من الدمار والخراب وقتل الأبرياء فكفى ايهام المغلوب على امرهم

اشترك في قائمتنا البريدية