ميرتس يحقق فوزًا تاريخيًا وشولتس يعترف بالهزيمة في الانتخابات الألمانية

علاء جمعة
حجم الخط
0

برلين ـ “القدس العربي”:

أقر المستشار الألماني أولاف شولتس بهزيمة حزبه في الانتخابات التشريعية، في أسوأ نتيجة يحققها الحزب الديمقراطي الاجتماعي (SPD) منذ عام 1949، حيث حصل على 16% فقط من الأصوات. في المقابل، أعلن زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي فريدريش ميرتس فوز حزبه بنتيجة وصفها بـ”التاريخية”، مؤكدًا أنه سيعمل بسرعة على تشكيل حكومة جديدة.

نتائج أولية وتوزيع المقاعد

وفقًا للتقديرات الأولية، حصل الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU/CSU) على 29% من الأصوات، مما يجعله الفائز الأكبر، بينما جاء حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD) في المركز الثاني بنسبة 19.5%، محققًا تقدمًا غير مسبوق. وتراجع حزب الخضر إلى 13.5%، فيما سجل حزب اليسار 8.9%. أما الحزب الديمقراطي الحر (FDP) وحزب “بوندنيس سارة فاغنكنشت” (BSW)، فكانا عند عتبة 5%، ما يجعل دخولهما البرلمان غير مؤكد حتى اللحظة.

ردود الفعل على النتائج

أعرب أولاف شولتس عن أسفه قائلاً: “هذا يوم صعب للحزب الديمقراطي الاجتماعي، وأنا أتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه النتيجة”. وأضاف أن تشكيل الحكومة أصبح الآن “مسؤولية الآخرين”.

أعرب أولاف شولتس عن أسفه قائلاً: “هذا يوم صعب للحزب الديمقراطي الاجتماعي، وأنا أتحمل المسؤولية الكاملة عن هذه النتيجة”

أما ميرتس، فاحتفل بالفوز قائلًا: “لقد حققنا انتصارًا تاريخيًا، والآن علينا تشكيل حكومة بسرعة لأن العالم لن ينتظرنا”. وأعلن أنه سيبدأ مشاورات مع الأحزاب الأخرى لتشكيل ائتلاف حاكم، مستبعدًا التعاون مع حزب البديل من أجل ألمانيا.

ماركوس زودر، زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري (CSU)، أكد أن “الحكومة الجديدة يجب أن تُشكَّل دون الحاجة إلى التحالف مع حزب الخضر”، مشيرًا إلى إمكانية التعاون مع الحزب الديمقراطي الحر (FDP) في حال دخوله البرلمان.

تداعيات على المشهد السياسي الألماني

يمثل هذا الفوز تحولًا سياسيًا كبيرًا في ألمانيا، حيث يعود المحافظون إلى السلطة بعد سنوات من قيادة الاشتراكيين الديمقراطيين. كما يعكس الصعود المستمر لحزب البديل من أجل ألمانيا، مما يثير مخاوف في الداخل والخارج بشأن تنامي نفوذ اليمين المتطرف.

وقالت أليس فايدل، زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا، إن حزبها “مستعد للدخول في مفاوضات حكومية”، لكنها أقرت بأن الأحزاب التقليدية لا تزال ترفض التعاون معه.

نسبة مشاركة مرتفعة

بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 83-84%، وهي واحدة من أعلى النسب في العقود الأخيرة، مما يعكس اهتمامًا واسعًا بالانتخابات وقلقًا بشأن مستقبل البلاد.

ما الخطوة التالية؟

من المتوقع أن تستمر مفاوضات تشكيل الحكومة لأسابيع، وربما حتى عيد الفصح في أبريل، وفقًا لميرتس. وإذا لم يتم التوصل إلى تحالف مستقر، فقد يؤدي ذلك إلى إجراء انتخابات جديدة، وهو سيناريو قد يُعزز أكثر من قوة الأحزاب المتطرفة.

مع استمرار التوترات السياسية والاقتصادية في ألمانيا، تبقى الأنظار مسلطة على برلين في انتظار تشكيل حكومة جديدة قادرة على التعامل مع التحديات المحلية والدولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية