بيروت ـ «القدس العربي»: على خط الاتصالات، يستعد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي لمغادرة بيروت إلى نيويورك لإجراء اتصالات حول لبنان ووقف العدوان الإسرائيلي. وتبلّغ خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء بنبأ الغارة على الضاحية، فأكد «أن هذا الاستهداف على منطقة سكنية مأهولة يثبت مجدداً ان العدو الإسرائيلي لا يقيم وزناً لأي اعتبار إنساني وقانوني واخلاقي، بل هو ماض فيما يشبه الابادة الجماعية وقد شهدنا أبشع صورها في العدوان الذي حصل يومي الثلاثاء والاربعاء وحصد عشرات الشهداء وآلاف الجرحى» ولفت إلى «أن هذا العدوان الجديد هو برسم الضمير العالمي والمجتمع الدولي الساكت عن انتهاك الحق الانساني والعدالة والقوانين».
وقال ميقاتي الذي يستعد لمغادرة بيروت إلى نيويورك في مستهل الجلسة «إن الزلزال الأمني غير المسبوق بمنطق الحروب، الذي تعرض له لبنان هذا الاسبوع، واوقع آلاف الضحايا بين شهيد وجريح، هو عمل جرمي مشين ومدان، وأشبه بإبادة ومجزرة فظيعة، وهذه القضية نرفعها إلى المجتمع الدولي والضمير الإنساني، بمثابة مضبطة اتهام بالعدو الإسرائيلي، طالبين اتخاذ موقف واضح من هذه المجازر الفظيعة» مشيراً إلى «أننا طلبنا عقد اجتماع طارئ لمجلس الامن الدولي اليوم حتى يقوم بمسؤولياته تجاه لبنان، وهو عضو مؤسس وعامل في منظمة الامم المتحدة وملتزم بمواثيقها وبالإعلان العالمي لحقوق الانسان، خاصة وان كل الاتصالات التي وردتني بالأمس من كبار المسؤولين الدوليين اكدت ان العدو الإسرائيلي تخطى الخطوط الحمر».
قبلان ينوّه بالالتفاف
وأضاف «إن لبنان يطالب المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته الكاملة ازاء ما حصل، وقد طلبت من معالي وزير الخارجية ان يبادر في كل الاجتماعات التي سيعقدها في الامم المتحدة إلى البحث في طلب لبنان ان يصار إلى سن قوانين دولية لتحييد الوسائل التكنولوجية المدنية عن الاهداف العسكرية والحربية، لأن ما حصل في لبنان هذا الاسبوع من عدوان موصوف هو ابادة جماعية تستهدف الشعب اللبناني بأسره». وختم بأن «الوحدة الوطنية الجامعة التي تجلّت في هذه الفاجعة التي حلّت بنا والتضامن المشهود بين مختلف المكوّنات اللبنانية يجب أن يكونا حافزاً للمضي نحو تفاهم أوسع يفضي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية لاكتمال عقد المؤسسات الدستورية، وتحصين الجبهة الداخلية في مواجهة العدوان المتمادي الذي يشنه العدو الإسرائيلي على لبنان».
رسالة من ماكرون إلى اللبنانيين… بريطانيا: اجتماع طوارئ حول لبنان
في المواقف، نوّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان «بالالتفاف الوطني الكريم، والشكر العميم على الروح اللبنانية التي تجمع بعضها في لحظات الشدائد والصعاب، وخاصة أن واقع البلد دخل في مفصل تاريخي جديد». وأكد «أن المقاومة بألف خير، وأن جهوزيتها في أعلى مستوياتها إن شاء الله، وما جرى ليس لعبة موساد فقط، بل هو شراكة أمنية غربية إسرائيلية لضرب ما استطاعوا من جسم المقاومة، وهذا تطلب حشد جيوش أمنية على مقاومة لبنان، وذلك لأهمية وقوة وقيمة المقاومة في لبنان، والمقاومة بفضل الله بألف خير، وهذه الجراحات جزء من عطاءات المقاومة الكبيرة، في سبيل سيادة لبنان وحماية شعبه ووحدته الوطنية». وشدد المفتي قبلان على أن «المطلوب وحدة سياسية جامعة في وجه المخاطر المفتوحة، والثمن الذي يليق بهذه التضحيات هو تسوية رئاسية سريعة تعزز هذا التضامن اللبناني الكبير».
عمليات اغتيال إسرائيلية سابقة
وسبق أن اغتالت إسرائيل في 2 يناير/ كانون الثاني 2024 نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، وفي 30 يوليو/ تموز الماضي القيادي البارز في «حزب الله» فؤاد شكر.
ويأتي الهجوم في ظل «موجة جديدة» من التصعيد الإسرائيلي على لبنان، حيث أعلن وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، مساء الخميس، دخول الحرب مع «حزب الله»«مرحلة جديدة».
وتمثلت ملامح هذا التصعيد، على ما يبدو، في تفجيرات أجهزة الاتصالات، وتصعيد الغارات الجوية على جنوب لبنان وبلدات أخرى في العمق، وأخيراً استهداف الضاحية الجنوبية لبيروت مجدداً.
وتواجه القيادة السياسية في إسرائيل ضغوطاً داخلية على خلفية التأخر في إعادة مستوطني الشمال إلى منازلهم بأمان، ما دعاها قبل أيام إلى وضع هذا الأمر على قائمة أهداف الحرب. فيما يؤكد أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله، أن الطريق الوحيد لإعادة مستوطني الشمال هو وقف الحرب على غزة.
وحسب وسائل إعلام عبرية، جرى إجلاء نحو 120 ألف إسرائيلي من الشمال والجنوب منذ بداية الحرب على غزة إلى فنادق في أنحاء مختلفة بإسرائيل.
ومنذ 8 أكتوبر، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها «حزب الله» مع الجيش الإسرائيلي قصف يوميا عبر «الخط الأزرق» الفاصل، ما أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، ما خلّف أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة أنه «يعمل» على السماح للسكان بالعودة الى منازلهم في المناطق الحدودية في جنوب لبنان وشمال إسرائيل، في أول تعليق له على تصاعد التوتر بين الدولة العبرية و«حزب الله».
بايدن لعودة النازحين
وقال بايدن للصحافيين في بداية اجتماع إنه يريد «التأكد من أن الناس في شمال إسرائيل وكذلك جنوب لبنان قادرون على العودة إلى منازلهم، والعودة بأمان» مؤكداً «وزير الخارجية ووزير الدفاع وفريقنا بأكمله يعملون مع مجتمع الاستخبارات لمحاولة إنجاز ذلك. سنواصل العمل حتى ننجزه، لكن أمامنا طريق طويل لنقطعه».
وادعى متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن نحو عشرة من كبار قياديي «حزب الله» قتلوا إلى جانب إبراهيم عقيل قائد وحدة الرضوان التابعة للجماعة اللبنانية، الذي استهدفته ضربة جوية إسرائيلية في بيروت أمس الجمعة. وأضاف المتحدث في بيان مقتضب للصحافيين «هذه التصفية تهدف إلى حماية مواطني إسرائيل» مشيراً إلى أن إسرائيل لا تسعى إلى تصعيد في المنطقة.
وقال مستشار الاتصالات لمجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، الجمعة، إن الإدارة الأمريكية ترى أن الحرب بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني يمكن تجنبها، برغم الهجمات المتبادلة التى جرت مؤخرا. وأوضح كيربي قائلا: «ما زلنا نعتقد أن هناك وقتا ومجالا للتوصل إلى حل دبلوماسي. ونعتقد أن هذا هو أفضل طريق للمضي قدماً».
وأضاف أن اندلاع حرب على الحدود بين إسرائيل ولبنان «ليست حتمياً» وسنواصل بذل كل ما في وسعنا لمحاولة منعها». ولم يتطرق كيربي إلى التفاصيل المتعلقة بالغارة الإسرائيلية الأخيرة على العاصمة اللبنانية بيروت، واكتفي بالقول إن الجيش الإسرائيلي هو المنوط به التعليق على عملياته. وقال كيربي إنه لا يعلم ما إذا كان قد تم إبلاغ الإدارة الأمريكية مسبقا بالغارة.
وفيما يتعلق بالحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، قال كيربي إن واشنطن لم تفقد الأمل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن. واستطرد كيربي قائلا: «لا أحد يفقد الأمل. ولن يتوقف أحد عن العمل من أجل تحقيق هذا الهدف».
وحث البيت الأبيض يحث الأمريكيين على مغادرة لبنان. في المقابل وفي بيان للسفارة الإيرانية في لبنان نددت بالهجوم الإسرائيلي ووصفته «بالجنون». وفي منشور على إكس الجمعة بعد استهداف المباني السكنية في الضاحية الجنوبية لبيروت. وكان قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي توعّد إسرائيل بـ«الزوال قريباً» من خلال رد «جبهة المقاومة» على هجماتها الأخيرة. وقال سلامي في رسالة وجهها إلى الأمين العام لـ«حزب الله» حسن نصر الله: «العمل الإرهابي في لبنان تم بلا ريب من منطلق الإخفاق والإحباط والهزائم المتتالية للكيان الصهيوني. وقريباً سنشهد الزوال الكامل لهذا الكيان السفاح والمجرم من خلال الرد الماحق من جبهة المقاومة». وأضاف: «العدو العاجز عن المواجهة المباشرة، يبادر إلى ارتكاب الجريمة خلف الجبهات وتضخيم انجازات الجريمة، عسى أن يؤخر موته وإخفاء فضائحه المتتالية عن أنظار العالم. وهذا هو هزيمة كبيرة جديدة بحد ذاتها» مندداً ندّد بالهجمات الأخيرة على أجهزة الاتصالات في لبنان التي أدت إلى مقتل العشرات وإصابة الآلاف.
تزامناً، رأى المتحدث باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي «تصاعداً كبيراً في الأعمال القتالية عبر الخط الأزرق وفي جميع أنحاء منطقة عمليات اليونيفيل». وقال «يساورنا القلق من التصعيد المتزايد عبر الخط الأزرق ونحضّ جميع الأطراف المعنية على خفض التصعيد على الفور».
ماكرون يخاطب اللبنانيين
على الخط الدولي، وجّه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كلمة مباشرة إلى اللبنانيين عبر مقطع فيديو نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وأكد «أن المسار الديبلوماسي قائم وأن الحرب ليست حتمية». وقال ماكرون: «لا أحد لديه مصلحة في التصعيد. لا شيء، لا مغامرة إقليمية، ولا مصلحة خاصة، ولا ولاء لأي قضية مهما كانت يستحق إثارة صراع في لبنان» مشدداً على أن «فرنسا تقف إلى جانب اللبنانيين».
وفي مقطع الفيديو، أسف ماكرون لسقوط «ضحايا مدنيين» جراء التفجيرات هذا الأسبوع، مضيفاً «بينما يواصل بلدكم التغلب على التحديات، لا يمكن للبنان أن يعيش في خوف من حرب وشيكة. وأقول لكم بكل وضوح، كما قلت للجميع، علينا أن نرفض هذه الكارثة» معتبراً أن «على الزعماء السياسيين اللبنانيين أيضاً العمل في هذا الاتجاه».
وتابع «أكثر من أي وقت مضى، تحتاجون في هذه اللحظة إلى رئيس يتولى قيادة البلاد في مواجهة التهديدات». وختم «أعلم أنه في حالة الارتباك والحزن، يكون الأمل نادراً، وفي هذا الارتباك، وفي هذا الحزن، تقف فرنسا إلى جانبكم».
وترأس وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الجمعة اجتماعًا للجنة الطوارئ الحكومية بشأن لبنان وناقش أحدث تطورات الأوضاع هناك.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان «وزير الخارجية ترأس اجتماعا للجنة الطوارئ الحكومية هذا الصباح بشأن أحدث الأوضاع في لبنان ولمناقشة الاستعدادات الجارية في ظل استمرار ارتفاع مخاطر التصعيد».
بل إنه البطش الاستكبار والاستئساد بالغول الأمريكي يا انريكي ✌️🇵🇸☹️☝️🔥🐒🔥