أنطاكيا – «القدس العربي»: بعد السيطرة عليها للمرة الثانية والأخيرة مطلع شهر آذار/مارس من العام 2017 إثر معارك مع تنظيم الدولة، أصبحت مدينة تدمر الأثرية أحد أكبر تجمعات الميليشيات الموالية لإيران في القسم الأوسط والشرقي من سوريا، وذلك لوقوعها على الطريق الدولي دمشق – بغداد، إضافة لتوسطها عقدة المواصلات التي تربط المناطق الشرقية في الجزيرة السورية بالعاصمة دمشق.
فقد ذكرت مصادر خاصة لـ «القدس العربي»، أن «الميليشيات الإيرانية وعلى رأسها ميليشيا النجباء وفاطميون بدأت حملة تنقيب جديدة عن الآثار في المنطقة الأثرية في مدينة تدمر وصحرائها الشرقية الممتدة باتجاه دير الزور، حيث تم رصد آليات للحفر استقدمتها الميليشيات على مدار الأشهر الثلاثة الماضية إلى المنطقة مع حظر مرور أحد من المناطق التي بدأ التنقيب فيها إضافة لتغيير طريق السيارات القادمة من دير الزور باتجاه دمشق والتي تمر على مقربة من تدمر.
وتضيف المصادر: «الحفر بالتحديد يتم الآن قرب منطقة المدافن والمسرح الروماني، ويومياً تأتي شاحنات مساءً وتغادر بعد ساعة من قدومها إلى جهة مجهولة، كما أن عمل الشاحنات في المنطقة غير معروف ولكن يعتقد أنها تنقل شيئاً ما أو تقوم بعملية تسوية للأرض مكان الحفر، وفي كل الأحوال فإن الميليشيات تتحكم بكل ما يجري هناك وتفرض نفوذها بشكل كامل على كافة مفاصل الحياة.
ووفقاً للمصادر ذاتها فإنه وفي مطلع شهر نيسان/ابريل الماضي، تعرضت لجنة من مديرية المتاحف والآثار للاعتداء من قبل ميليشيات تابعة لإيران في منطقة المدينة الحديثة، بعد محاولتها الدخول إلى منطقة المدينة الأثرية التي لا تبعد أكثر من مسافة 500 متر عن مركز المدينة الحديثة في الجهة الجنوبية الغربية، حيث كانت اللجنة بصدد الدخول إلى منطقة قوس النصر الذي قام تنظيم الدولة بتفجيره أواخر العام 2015 خلال سيطرته الأولى على المدينة.
وذكرت المصادر أن الحواجز التابعة للميليشيات أعاقت مرور اللجنة إلى المنطقة الأثرية وبعد أخذ ورد وجدل قاموا بإجبارهم على العودة من حيث أتوا، حيث عادت اللجنة أدراجها رغم أنه جرى تكليفها رسمياً من مديرية الآثار بحمص لتقييم أضرار قوس النصر وتقدير ميزانية من أجل إعادة ترميمه من جديد. الجدير بالذكر أن تنظيم «الدولة» وخلال سيطرته على المدينة قام بنسف العديد من معالمها وكان أولها قوس النصر الأثري عام 2015 تلاه تفجير معبد «بعل شمين» في أغسطس/آب 2015، تلاه عمليات تخريب طالت المدافن الأثرية في المدينة قبل أن تسيطر عليها قوات النظام لاحقاً.