مَقامُ الصديق

إلى هيثم الخوجة في معراجه

نتمادى في إكثار عيونِ الأزهار
لرؤية أبعادِ تموّجها في رقص جدائلِ فتياتٍ
يحلُمنَ بفرسانٍ في أيديهم قيثاراتٌ
بدل سيوف الحرب الحمقاء
بساحةِ رقص ربيع الثورات
نغنّي لفتاةٍ ترمُقنا في ضحكةِ من منّا تختار
لترديه قتيلاً داخل أسوار حديقتها
دون منافسةٍ خرقاء
نُشابكُ أحلام تصوّرنا مسرحَ حُبٍّ عبثيٍّ
يشعل ناراً تطفئ ما يجري تحتَ النار
نحاول هرباً للخلفِ بصدرٍ عارٍ يتقدّم
من موتٍ يفتح درب اللا عودة بمجرّد أن نخطو
نحرقُ أوراقَ الأفكار المُسْبَقة الصنع بمطفأة سجائرنا
في طقس مبادلة الأقدار خيارَ مصائرنا
نُحْيِي سَكْرةَ شمس التبريزيِّ بصحو جلال الدين الروميِّ
برقصةِ زوربا اليونانيِّ بملحِ الماركسية
لا ننسى
قطرةَ ماء دم الحلاج
ونمضي
ليس بأيدينا من أسلحةٍ
غير أغانٍ في ماء «القحط» بقيثارة فيكتور جارا
نشعل قلبَيْنا بالحلم الصارخ في إنقاذ العالمِ
بمُجرّد أغنيةٍ
لكنّ عيون الجلاد بطلقتها لا تتركُ غير خيارٍ أوحد
يفصلنا في طرفي الكون
بدمعٍ يتجمّد في القلب
ويصلبنا في بعدي الضد الغارق وجداً
في طفو الضدّ…
صديقي الطافي في معراج تخلّيك عن اللعبة
بتحلّيك فَراشاً يخترق جدار الضوء
إلى ضوء عوالم أنضر من عالمنا
هل تلك النار الحارقةُ بعينيَّ
طريقتك المثلى في تلوين رمادِ العالم بالأخضر
هل هذا التحليق إلى سِدْرتك اللامتناهية بمحدودية أرضي
أسلوبك في تجسيد خيال الأجنحة لأرضي
هل هذا الوهم بأنك مختارٌ من أمّتك بتضحيةِ الأبطال
إذا ما غنّيت برفض البيعة
يُطفئ شهوةَ آلهة الموت إلى الأجساد
وهل في إبقائي جسداً يشتاق عناقَك
في لا جدوى ضمّ الأشباح
حلولُك في وحدة وصراع الأضداد
وهل صدّقتَ صديقي الطافي
أيَّ وجودٍ للعدل بهذا التركيب المحدود الأبعاد…
صديقي الصافي النِّيّات إلى ما يأتي
فيما فات
سأؤمن فيما اخترتَ
وفيما هو خيرٌ بعسى ما نكره
فيما اختارت تلك الطلقةُ ظُلماً بين صديقين
ولكنْ
ماذا عن عهد الحرية والسير معاً
في تحويل السجن حديقةَ أطفالٍ
ماذا عن قلب القلب معاً
مرآةً تتقبّلُ كلّ صنوف الحبِّ
وترفُعُه ديناً للأديان
وماذا عن تكسير الواقع قطعاً
نتراشقها عند هطول الثلج
وعن مدّ الأبعاد إلى ما شئنا
لا ما شاء إله حجاب الرؤية في بعدين
بمعراج المعصية
أم اَنك تعرف أن طريق السير معاَ لا يأتي
إلا بخطى الآلام
إلى معراج الصلب وحيدين معاً
نتمادى في إكثار عيون الأزهار.
3 آذار/مارس 2024

«القحط»: مجموعة قصص هيثم الخوجة الوحيدة بغدر الموت، في ساحة غنائه الصادح برفض تجديد البيعة لحافظ الأسد، داخل السجن عام 1985، وتعذيبه الذي ربما كان سبباً في موته.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية