إذا تابعنا الخطاب الرسمي والإعلامي في الجزائر، القمة العربية الحادية والثلاثون التي عُقدت الأسبوع الماضي في الجزائر ناجحة بامتياز بل هي الأنجح على الإطلاق. أما إذا تابعنا الإعلام الآخر، خصوصا المغربي وبعض الإماراتي، فالقمة فاشلة حتى قبل أن تبدأ، ولعلها الأفشل على الإطلاق.
منذ عقود وقع اتفاق ما بين العرب على أن القمة الناجحة هي فقط التي يحضرها أكبر عدد من الرؤساء والملوك. كل الباقي من نتائج سياسية وقرارات اقتصادية واجتماعية واستراتيجية، مسألة هامشية في نظر الجميع مقارنة بكمّ الحضور ونوعه. تماما مثل أعراس الجزائريين عندما يتباهى صاحب العرس أمام جيرانه والأقارب بحضور «غاشي كبير الله يبارك» يتقدمه علية القوم والمسؤولون المحليون عرس ابنه وابنته، يمنح الحضور القوي في القمة العربية الدولة المضيفة سببا للافتخار والشعور بالأهمية داخليا وخارجيا.
هكذا أصبحت المسألة، خطأً، تتعلق بالوجاهة والمكانة: إذا حضر ملوك ورؤساء الدول الغنية والمؤثرة، فأنت صاحب مكانة واحترام تستطيع أن تتباهى بهما أمام الآخرين. العكس يزرع فيك الشك ويجعلك تعتقد أن الآخرين سينظرون إليك بدونية. هذا ما أربك الأوساط السياسية والرسمية في الجزائر مع انتشار خبر غياب ولي العهد السعودي عن القمة الحادية والثلاثين.
لكن في بعض الأحيان، كما هو حال العرب اليوم، يكون من الأفضل أن تلتئم القمة بأقل عدد ممكن من القادة. وسط الخلافات المستعصي بعضها على الحل، يصبح تراجع عدد القادة المشاركين نعمة لأنه يعني تراجع حجم الخلافات ومعه فرص الفشل. أما حضور الجميع محمّلين بمشاكلهم واختلافاتهم وحتى أحقادهم فوصفة مثالية للفشل.
يجب القول إن قمة الجزائر الأخيرة واحدة من أصعب القمم منذ عقود طويلة لأنها عُقدت في ظروف عربية استثنائية: نصف الدول العربية طبّعت علاقاتها مع إسرائيل، والنصف الآخر يقف بين متودد ومتردد.
التطبيع مع إسرائيل ينزع عن القمم العربية، وكل الاجتماعات السياسية والاستراتيجية العربية، أحد أسباب وجودها. لهذا بدا لي إصرار الجزائر على إنجاح القمة الأخيرة مجرد رهان بلا طائل وسط هذا الانقسام العربي الكبير والعميق.
كثير من الجهد والتركيز يومي القمة انصبّا نحو المغرب. في نظر المسؤولين الجزائريين جاء ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي، إلى بلادهم ليسرق الأضواء من القمة. في نقاش مع ملاحظ جزائري محايد، لكنني أعتبره مطلعا وذكيا، قال إن الدبلوماسية المغربية بقيادة بوريطة بارعة في حملات العلاقات العامة، أما النتائج فليس أكيدا أنها في حجم براعة الأداء.. مثل لاعب جيّد في الميدان لكنه لا يسجل ما يكفي من الأهداف ليفوز فريقه.
براعة بوريطة في الميدان قابلها تواضع الأداء الجزائري. رمطان العمامرة، وزير خارجية الجزائر، كان في حالة دفاع عن النفس شبه مستمرة. بوريطة عقد ما يشبه حلفا مع مراسلي الإعلام الإماراتي (أو الذي يتخذ من الإمارات مقرا له)، فكان يدلي بأكثر من مقابلة صحافية في اليوم بدا أن هدفها إزعاج الجزائريين.
إن قمة الجزائر الأخيرة واحدة من أصعب القمم منذ عقود طويلة لأنها عُقدت في ظروف عربية استثنائية: نصف الدول العربية طبّعت علاقاتها مع إسرائيل، والنصف الآخر يقف بين متودد ومتردد
ضمن هذه الخطة المدروسة يمكن وضع المعلومات الدقيقة التي نشرتها مجلة «جون أفريك» في اليوم التالي لوصول الوفد المغربي إلى الجزائر. من المؤكد أن هذه المعلومات مصدرها مغربي.
من بين ما نشرت المجلة الفرنسية عمّا وصفته باليوم العصيب للوفد المغربي في الجزائر، مزاعم عن استقبال هزيل في المطار ومضايقات في بهو الفندق، ثم تعمُّد البروتوكول وضع بوريطة بين وزيري خارجية عُمان وجزر القمر في عشاء وزراء الخارجية العرب وغضب الوزير المغربي من ذلك «الموقع غير المناسب لحجم المغرب»، الشيء الذي دفعه إلى تناول عشائه وحيدا في غرفته، والواقعة المزعومة عن المُخبر الجزائري الذي ضُبط يسجل في هاتفه أحاديث أعضاء الوفد المغربي في بهو الفندق.
في مقابل «الحراك» المغربي، لم يجد المسؤولون الجزائريون منابر غير جزائرية لإسماع صوتهم، ما اضطر وزير خارجيتهم (العمامرة) إلى تبنّي تكتيك الرد والتكذيب. واستمر التكتيك الجزائري حتى بعد انتهاء القمة عبر وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية، ومنها وكالة الأنباء الجزائرية التي نشرت انتقادات لاذعة لبوريطة وحضوره في القمة.
لا يساور المسؤولين الجزائريين أدنى شك أن بوريطة كان يريد أن يُفسد عليهم عرسهم. ولا يساورهم أدنى شك أيضا أنهم أفشلوا خططه وسجلوا عليه أهدافا وفازوا عليه.
حملة العلاقات العامة التي لجأت إليها الدبلوماسية المغربية لم تبدأ عشية انعقاد القمة، بل سبقتها بأكثر من شهرين عندما نشرت مجلة «جون أفريك» وصحيفة «الشرق الأوسط» السعودية خبرا عن حضور العاهل المغربي الملك محمد السادس قمة الجزائر، وأكثر من ذلك سعيه الحثيث لإقناع القادة الخليجيين المترددين بالحضور.
كان واضحا أن مصدر الخبر واحد وزعه باتقان على منصتين إعلاميتين مختلفتين جغرافيا ولغويا وانتشارا واتجاها. وكان واضحا أكثر أن المصدر لا يمكن أن يكون إلا في الرباط. وكان واضحا أكثر فأكثر أن الهدف من الخبر تسجيل نقطة ضد الجزائر تضاف إلى الدفتر القائل إن المغرب هو السبّاق دائما لمد اليد.
يجب أن يكون الإنسان بلا عقل كي يُصدّق أن ملك المغرب كان سيحضر القمة وسط هذه الأجواء المشحونة والعلاقات المقطوعة، وهو المعروف عنه أنه يغيب دائما عن القمم العربية.
ويجب أن يكون الإنسان بلا عقل أيضا كي يصدق الكلام عن الجهد المبذول لإقناع القادة الخليجيين المترددين بالحضور.
في نهاية المطاف، اقتاتت وسائل الإعلام ومنصات الإعلام الاجتماعي قرابة شهرين على خبر مشاركة ملك المغرب الذي وُضع في سياق وشكل يروّج للمغرب، وجنت الصحيفتان شهرة ودعاية مجانية.
يُفترض أن القمة عربية، لكن عمق الخلافات المغربية الجزائرية نقل السؤال عن مدى نجاح القمة أو فشلها، إلى مَن فاز في هذه الجولة من النزال بين الرباط والجزائر.
كاتب صحافي جزائري
هل يستطيع الممرض ان يقوم بجراحة المريض
المصاب بجلطة دماغية نيابة عن الطبيب كلا
إذا القمة ان لم يحضرها الملك والامير والرئيس
لن تكون ناجحة ابدا ولو اتينا بكل نواب ووزراء
لان المفتاح بيد صاحب الكلمة.
وصف دقيق لما حدث ، هذا هو حال العرب ، ربما تتغير الأحوال لكن حسب أحد المحللين الجزائريين لن يكون ذلك للأسف الشديد الا بعد حروب ومواجنات فعلية تفضي الى تفاهمات جدية ومستدامة مثل الذي وقع بين الدول الغربية .
لكل المعلقين الجزائريين الدولة الجزائرية تعترف بحل الدولتين وهذا اعتراف صريح بدولة إسرائيل فلاداعي للتعاليق العنترية
حل الدولتين مطلب فلسطيني وان تحقق وعادت الحقوق الى اصحابها فما المانع نحن ضد الاحتلال واغتصاب اراضي الغير بالقوة وليس على اسرائيل فقط بل لكل الدول التي اغتصبت اراضي غيرها وشردت سكانها ..لا فرق بين اسرائيل وغيرها ..انه مبدآراسخ وثابت لا يتغير
ما من خطوة يقوم بها المغرب في اتجاه التقارب مع الجزائر، إلا وتقرؤونها بشكل معكوس، ما الذي على المغرب فعله حتى يرضى الساسة في الجزائر؟
استمروا على هذا النهج، وستجدون أنفسكم في نهاية المطاف تدورون غي حلقة مفرغة.
القمة العربية سواء ناجحة او فاشلة لن تزيد شيئا وانما تزيد من فضح هذه الدول و حاكميها
الدول العربية كلها وافقت على المبادرة العربية التي طرحتها السعودية سنة 2002 وهو الأرض مقابل السلام والاعتراف باسرائيل في حالة قبولها بدولة فلسطينية في حدود 1967 وليس قبل ذلك، لكن المطبعين هرولوا وفتحوا السفارات والرحلات دون مقابل وهو خروج عن الإجماع العربي .والجزائر لن تطبع الا في حالة تطبيق المبادرة العربية اذن الاعتراف بالمبادرة ليس تطبيع ولا اعتراف بدولة الاحتلال كما يتهم البعض
و الوفد الصحافي المغربي؟
منظمة بريسك…. هذي الأهم للجزائر
أعتقد أن تحليلك مقنع …الجزائر ?? همها الوحيد في هذه القمة هو قضية الشقيقة فلسطين ?? وفعلا نجحت حتى قبل بداية القمة بجمع شمل الفصائل الفلسطينة وانشاء الله الدوام على هذا الشمل أما الباقي فلا يهم … يجب على العرب إن اردو الشمل حقا دراسة والبحث المعمق في بروتوكلات مؤتمر كامبل بنرمان الذي وقعت جلساته منذ 1905 الى غاية 1907 وكانت جلسات سرية في العاصمة لندن دولة ام الخبائث بريطانيا.. وتدريسها هذه البحوث في كامل الوطن العربي هنا سوف ينهض الضمير العربي النائم وشكرا.