بيروت – «القدس العربي»: دون استئذان تعزف بعض أغنيات فرقة «رند» على أوتار «النوستالجيا» فتفتح خزائنها لتنفض عنها عبء الحاضر. مع أغنية «ناطر حب»، وهي الأحدث في إنتاج الفرقة نزداد يقيناً بغزارة نبع الذكريات لدى الثلاثي الفني الإخوة يوسف، وليلي وجمال أبو حمد.
شبان ثلاثة غلب عليهم الصمت في الفيديو كليب نراهم «هاشلين» بحثاً عن أمر ما في المكان الفسيح والمهجور، لما يُعرف في الماضي بـ»التران» أو سكة الحديد. منشآت أكلها الصدأ، تعيدنا مشاهدها إلى زمن غابر كان فيه بعض من حضارة، في وطن يئن من غياب التنمية والسؤال عن مستقبل يليق بشعبه.
بالتأكيد خطوط سكة الحديد الباقية، ومنشآتها المنسية والسائبة في لبنان محظوظة لدخولها في العديد من الأعمال الغنائية المصورة. لكنها في «ناطر حب» كانت المكان الوحيد، الذي تنقلت فيه الكاميرا لتصوير الإخوة أبو حمد.
عبّر الثلاثي في حضورهم المصور عن مضمون الكلمات التي تتشكل بوصلتها من الحنين للماضي، وكذلك السؤال عن الوفاء، وإن كان لا يزال موجوداً؟
حضور الثلاثي، كما أرادته مخرجة الفيديو كليب جمال أبو حمد، يطلعنا على رحلة بحث عن حب تاه، ليست مبهجة لأي منهم في ذاك المكان العتيق، فما ابتسم لهم ثغر.
تقول بعض من كلمات الأغنية: «من بعدك يا حبيبي واللي صار.. قولك منلتقى شي نهار.. بترجع الأيام الحلوة.. والضحكة العشفافك كانت تضوي.. وتمللي الأيام..». فإلى الكلمات التي تحرّكها الأمنيات، أضيفت الألوان الداكنة، التي تغلب في العادة على الأماكن المهملة والمتروكة لعوامل الزمن. حال أدى لتكافل وتضامن بين الشجن والأسى والنوستالجيا. وحده العشب الأخضر الذي تشكّل ذات ربيع أنبأ بصورة مغايرة نسبياً.
إذاً في «ناطر حب»، يتابع الثلاثي أبو حمد التأكيد على مسيرتهم الفنية التي تقول بتمايزهم عن مجايليهم من أهل الفن، كلاماً ولحناً وغناءً وتصويراً. لهم نبعهم اللغوي والشعري، الذي ينهلون منه ما يشبههم.
فرقة رند تنحو في اتجاه الموسيقى الكلاسيكية غربية كانت أم شرقية، وصوت البيانو هو الأساس.
جديدها فيديو كليب «ناطر حب»، من إخراج جمال أبو حمد، كلمات وألحان يوسف أبو حمد. توزيع مارك أبو نعوم. غناء مشترك لرند، يستحق أن نستأنس بسماعه ومشاهدته.