نتنياهو بديل مدمر لشارون.. و كديما ليست الا تعبيرا عن مزاج جبروتي.. وعلي بيرتس طرح مشروع واضح

حجم الخط
0

نتنياهو بديل مدمر لشارون.. و كديما ليست الا تعبيرا عن مزاج جبروتي.. وعلي بيرتس طرح مشروع واضح

نتنياهو بديل مدمر لشارون.. و كديما ليست الا تعبيرا عن مزاج جبروتي.. وعلي بيرتس طرح مشروع واضحتردد الرأي العام بالنسبة لعمير بيرتس ـ كما تنعكس في استطلاعات الرأي والتحليلات وفي اوساط الاشخاص الذين تأثروا من الانقلاب الذي أحدثه ولكنهم يدعون الآن أنهم لا يفكرون بالتصويت لحزب العمل ـ يبدو في السياق أن هناك صدي لنداء مرشح الليكود المدوي في السابق واليوم: هم خ ا ئـ ف و ن .بنيامين نتنياهو ـ سياسي ذو رؤية راسخة ـ عرف أن هم ، أي معارضيه، خائفون من امكانية اعادة انتخابه لرئاسة الوزراء. وهم خافوا لأن نتنياهو لم يخش الاجابة علي أي سؤال: هو وعد بعدم الخضوع للارهاب، وعدم إزالة المستوطنات، وخصخصة كل ما يتزحزح علي الارض وفتح السوق أمام المنافسة. هو عرف أن نهجه سيهز المجتمع ويهدد شعوره بالأمن، إلا أنه اعتقد أن هذه مرحلة لا مفر منها لتغيير وجه الدولة وفقا لرؤيته، وقصد كل كلمة قالها.كرئيس للوزراء، انجرف نتنياهو نحو التراوح بين المستشارين والاتجاهات المختلفة والضرورات، إلا أنه برهن كوزير للمالية علي أنه سياسي جدي. الطريقة التي أدار بها الاقتصاد ذكّرت معارضيه مرة اخري بما يخافون منـه. استقالته من حكومة شارون علي رأس المتـمردين عززت صورته كشخص لا يتنازل عن المباديء. محاولته الحالية لحرف الليكود نحو الوسط تُلحق الضرر بهذه الصورة، ولكن من الممكن الافتراض أنه كلما اقترب موعد الانتخابات، فسيعود نتنياهو الي رسائله الدقيقة و هم خائفون.بنفس المقياس ـ كصورة انعكاسية في المرآة تماما ـ هم خائفون من بيرتس. من هم هؤلاء الـ هم ؟ الاغلبية التي ستصوت لارييل شارون. الفقاعة التي تمتد من ورائه ليست هامة. تسيبي لفني مثلا، هي سياسية ممتازة وتتحلي بالمسؤولية، ولكنها ليست هي التي تجتذب ناخبي كديما، وانما شارون، لأنه هو “وحده القادر”. قادر علي ماذا؟ من الجواب الغامض علي هذا السؤال – تنبع قوة رئيس الوزراء الهائلة.كديما ليست حركة سياسية، هي تعبير غامض وجبروتي عن الحالة المزاجية. أنصار شارون يأتون من كافة أطياف قوس قزح السياسية، ولكنهم كلهم يعتمدون علي قوة الشخص الذي قد يقوم بعمل كبير وكثير يُرضي أُمنياتهم الهذيانية التي تقع في جوهرها أُمنية قليلا من الهدوء . لا سلام بارداً أو دافئا ولا نزعات أمنية قوية أو مجتمعا مدنيا لا عدالة اجتماعية أو سوقا حرة، لا ارض اسرائيل الكاملة أو ارض اسرائيل الصغيرة، لا جدار أو تعاونا، لا مفاوضات أو رفضا للتفاوض مع التنظيمات الارهابية – وانما لا شيء. كل شيء شُطب. بقي فقط التطلع اليائس لـ الهدوء . طالبو الهدوء يريدون أن يأتي البلدوزر سميك الجلد أو بدلا من ذلك الجدّ الساخر والمضحك، ومن دون أن يوضح أي شيء لأي أحد، يقوم بالأمر المطلوب أخيرا من دون أن تكون هناك أهمية لهذا الأمر وماهيته. فك الارتباط، جدار، تجمعات استيطانية، لا تجمعات (من الذي يعرف أصلا أين التجمعات) ـ المهم أن يفعل شيئا. كيف؟ من اليوم الي الغد. بضربة واحدة. ومن بعده الطوفان. الغموض الذي يبثه شارون يتيح المجال لكل واحد بأن يرسم لنفسه حُلما خاصا به وأن يعطي تفسيرا مقنعا لاعماله المستقبلية: في اليسار واثقون أنه سيقوم بالاخلاء، أما في اليمين، فواثقون أنه سيخاف. وكلما قللوا من ثقتهم به، كلما ازدادت ثقتهم بأنه سيفعل العكس، وهذا وضع مُرضٍ بالنسبة لهم. علي خلفية هذا الضباب يصبح واضحا لماذا هم خائفون من بيرتس. بيرتس يُصر علي التحدث عن المفاوضات الشاملة والمعقدة لتحقيق السلام، وتحقيق حل مركب ولا يحظي بالشعبية لمشكلة الفقر والفجوات الاجتماعية الي جانب ذلك. هو يعطي اجابات تفصيلية للجمهور الذي لا يريد حتي أن يسأل، والذي وقع أسير الشعار القائل لا يوجد من نتفاوض معه ، وأن كل ما هو مطلوب هو الفصل بيننا وبينهم ـ وعندئذ سيكون الوضع جيدا للجميع باستثناء الفقراء المساكين الذين سنشفق عليهم طبعا ونساعدهم لأننا أصحاب رحمة وشفقة.هذا هو اختبار بيرتس. النضج في الهوامش والسنوات الطويلة في الصحراء السياسية والكفاح في سوق العمل الشاقة ـ كل هذه الامور والتجارب، أبرزت لديه لغة دقيقة تعكس مصالح جمهور منكمش بصورة دقيقة. الآن آن الوقت لتغيير اللغة المستخدمة. علي بيرتس أن يهديء روع الخائفين . لا يكفي أن يعِد أفيشاي برفرمان الناس بأنه ليس ستالين. عليه نفسه أن يتبع اسلوبا جديدا. الاشتراكية الديمقراطية الغربية مثلا أو النموذج الايرلندي ـ كل هذه النماذج تتطلب توضيحا وليس شجارا حساسا وشعورا بالاهانة. هذه مهمة صعبة: من المحظور علي عمير بيرتس من جهة أن يضفي الغموض علي رسائله، أو أن يتنازل عن الثروة النادرة التي يُمسك بها بيديه – رؤية واضحة وكاملة. ومن الناحية الاخري، يتوجب عليه أن يجد الاسلوب الصحيح والموثوق والمهديء الذي يشكل في الواقع نهجا مضادا لصراعات القوة التي اعتاد خوضها حتي اليوم. اختبار بيرتس هو إذن أداؤه الجماهيري: عليه أن يقنع الجمهور بأنه ليس لديه ما يخافه إلا من الخوف نفسه، كما قال صانعو “نيو ديل” في الولايات المتحدة. لهذا السبب عليه أن يتحدث الي كل الجمهور، وأن يُظهر له أن الهدوء الذي يُسوقه شارون هو هدوء مزعوم، وأن يكون زعيما.أبيرما غولان(هآرتس) ـ 2/1/2006

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اشترك في قائمتنا البريدية