نتنياهو بصيغة بن غفير.. بين “كيمياء السيسي” ولغة “الملك الأردني الأخير”

حجم الخط
2

لا جدال: مصر تسير (مرة أخرى) نحو أداء دور مركزي لعلاقات إسرائيل مع العالم العربي. فكل من الرئيس المصري السيسي ورئيس الوزراء الجديد – القديم نتنياهو، يعرف أحدهما الآخر جيداً: فقد التقيا منذ أن تولى الأول منصب رئيس المخابرات العسكرية كوزير الدفاع قبل نحو عقد، بل وروى مؤخراً فقال إن “لي كيمياء مع نتنياهو”، فيما رد نظيره الإسرائيلي المجاملة فقال: “السيسي صديق عزيز، يفهم الأمور، وفي لقاءاتي معه فوجئت بحكمته، بذكائه وبشجاعته”.

من الآن، لبيد وبينيت وغانتس مشطوبون. وصل الرئيس هرتسوغ أمس إلى مؤتمر المناخ في شرم الشيخ، والتقى السيسي. هذا يعني أن مصر لا تعتزم تحطيم الأواني مع إسرائيل بعد الانتخابات، وهذا يعني أيضاً أن السيسي نقل، على ما يبدو من خلال هرتسوغ، رسالة قصيرة إلى نتنياهو في موضوع استمرار العمل المشترك.

مع خلفيتهما العسكرية- الاستخبارية، يدرك السيسي ورئيس المخابرات عباس كامل بأن فترة تحد بانتظارهما. ليس نتنياهو هو ما يقلقهما، بل بن غفير وسموتريتش والملحقين بهما. من الصعب أن نتخيل مبعوثي السيسي يجرون مباحثات معهم حول الفلسطينيين في الضفة أو ينقلون “إيضاحات” عن نوايا حماس في غزة. معقول الافتراض بأن الاتصالات ستتركز في القناة المباشرة بين السيسي ونتنياهو، دون لقاءات مباشرة في الآونة القريبة القادمة، وبين رؤساء الشاباك والموساد وهيئة الأمن القومي ممن سينتخبون، وبين نظرائهم في قيادة المخابرات العسكرية في القاهرة.

لكن الحال مع عبد الله ملك الأردن قد تزداد تعقيداً؛ فمن جهة ثمة قوات إيرانية قرب الحدود الأردنية مع سوريا، والملك غير راض عن ذلك. هو يعرف أن نتنياهو يركب على التهديد الإيراني، وسيسهل عليه إيجاد نقاط تواصل معه في هذا الموضوع. ومن جهة أخرى، منذ أن أوضح عبد الله بأن “الفترة الأصعب لي كانت مع نتنياهو”، ردت عليه محافل إسرائيلية بلغة فظة: “ستكون الملك الأخير للأردن”. يخشى الملك من إهمال الموضوع الفلسطيني في عهد نتنياهو الجديد، فيجره وزراء اليمين المتطرف إلى أعمال أكثر تطرفاً في مناطق الضفة الغربية، فيوسعوا الاستيطان ويصروا على إقامة مستوطنات جديدة، ويمسوا بمكانة الأردن الخاصة في المسجد الأقصى، وكذلك في وضع الحدود في غور الأردن.

البحرين هي المملكة الوحيدة في إمارات الخليج التي أعلنت أن انتصار نتنياهو كان “طبيعياً” و”متوقعاً”، وأنها ستواصل بناء الشراكة – الاقتصادية أساساً – مع إسرائيل. ترى المملكة الصغيرة أن العلاقات تتطور في ظل رضى الملك حمد بن عيسى؛ فهناك سفيران، ولن يكون لنتنياهو سبب للعرقلة. في نهاية الأمر، فإن اتفاقات إبراهيم مع الإمارات والمغرب والسودان مسجلة على اسم نتنياهو. والآن، ستبحث هذه الدول عن سبل التصدي لوزراء اليمين المتطرف، ممن لم يظهروا في الصيغة السابقة لهذه الحكومة. قد يصبح بن غفير وسموتريتش علماً أحمر إذا ما تلقيا منصبين يتعلقان بهذا التعاون.

أما التوتر الأكبر فهو مع لبنان: اتفاقات الغاز وقعت، والرئيس عون اعتزل منصبه، وليس واضحاً من يدير الدولة الآن أو متى سينجحون في انتخاب رئيس جديد. حلم اللبنانيون للحظة قصيرة بالانضمام إلى اتفاقات إبراهيم، لكن نصر الله الآن يمسك بزمام القيادة، ويوضح بأنه إذا حاولت حكومة نتنياهو المس بمرابض الغاز والنفط فسيعود “حزب الله” إلى الصورة وإيران من خلفه.

بقلم: سمدار بيري

يديعوت أحرونوت 8/11/2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابو راشد آل سامي:

    انشاء الله
    سيقوم الاردن بطرد أبناء اللقطاء قريبا من فلسطين إلى أوكرانيا

    وسوف يبقى بني هاشم تاج على رأس من شاء ومن أبى .
    اللعنة على إسرائيل الشيطان. الزائلة الفانية بإذن الله
    اللعنة على نتنياهو ومن حوله

  2. يقول احمد الجمل:

    نحن كلنا هاشميون وكلنا وراء القيادة الهاشمية وملكنا عبدالله الثاني ابن الحسين الهاشمي العربي الاصيل نحن نفدي ارضنا وملكنا بأرواحنا ودمنا ليس فقط بلقول ولاكن بلفعل كلنا جنود الوطن وكل اردني سيقف وراء الهواشم

اشترك في قائمتنا البريدية