ليسوا بلهاء، النساء والرجال أعضاء الاجتماع المشترك للكونغرس الأمريكي، الذين لم يتوقفوا عن التصفيق لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، فشعائر الاحتفاء بمجرم حرب من طرازه تقتضي شتى صنوف التهليل، بل التنافس في إظهار الولاء أمام عدسات سوف تبلغ أنظار مجموعات الضغط المناصرة للكيان الصهيوني؛ ليس في الولايات المتحدة وحدها، بل في أربع رياح الأرض. هم، في المقابل، أردأ أخلاقاً وأدنى سلوكاً وأحطّ طوية من أيّ أبله يمكن أن يصفق لا على التعيين، إذْ لا أحد منهم لم يُبصر واحداً أو اثنين أو عشرة من مشاهد جرائم الحرب الإسرائيلية في قطاع غزّة وسائر فلسطين؛ أو لم تبلغه خلاصات محكمة العدل الدولية أو المحكمة الجنائية، أو اعتصامات الطلاب في الجامعات الأمريكية على اختلافها والنخبة النخبوية بينها أوّلاً.
فأنْ يصفق واقفاً أعضاء الكونغرس أمثال توم كوتون، ميتش ماكونيل، مارشا بلاكبرن، كاتي بويد بريت، تيد باد، كيفن كريمر، تيد كروز، بيل هاغرتي، بيت ريكتس، ماركو روبيو، ريك سكوت، وتيم سكوت، وسواهم عشرات من أنصار دولة الاحتلال، إزاء لافتة عنصرية بغيضة افتتح بها نتنياهو خطابه (على غرار أنّ هذه حرب بين البربرية والحضارة، أو إسرائيل أوّلاً، وأمريكا ثانياً)؛ أمر يتجاوز الهبل والانتهاز والتزلف والنفاق. إنه يعكس باطناً عنصرياً كريهاً لوقائع التاريخ عموماً، ولما يشهده قطاع غزّة وسائر فلسطين من توحّش إسرائيلي لا يُقارن بأيّ بربرية أو همجية أو وحشية.
الأرجح، أيضاً، أنّ نتنياهو لم يتوقف عند افتراض البلاهة المطلقة لدى مستمعيه والمصفقين له، حين أعلن أنّ «أمريكا دشنت تحالفاً أمنياً في أوروبا لمواجهة التهديد السوفييتي المتزايد، وبالمثل يمكن لأمريكا وإسرائيل اليوم تدشين تحالف أمني في الشرق الأوسط لمواجهة التهديد الإيراني المتزايد». فهو يتقن دغدغة الأمزجة الشعبوية التي تستسهل ابتلاع «برشامة» جيو ــ سياسية هنا وهناك، فتطوّع باقتراح التسمية المثلى لذلك المشروع الأخرق: «تحالف أبراهام» نسبة إلى الاتفاقيات التي عقدتها دولة الاحتلال مع أنظمة خليجية مثل الإمارات والبحرين. وكي يضيف بعض التوابل إلى مَن يستسيغون الاستهبال، ذكّرهم بأنّ هجمة إيران ضدّ دولة الاحتلال، شاركت في التصدّي لها «خمسة جيوش حلّقت في الأجواء لإسقاط الهجمة بالصواريخ والطائرات المسيّرة ضدّ الدولة اليهودية».
نتنياهو لم يتوقف عند افتراض البلاهة المطلقة لدى مستمعيه والمصفقين له، حين أعلن أنّ «أمريكا دشنت تحالفاً أمنياً في أوروبا لمواجهة التهديد السوفييتي المتزايد، وبالمثل يمكن لأمريكا وإسرائيل اليوم تدشين تحالف أمني في الشرق الأوسط»
وعلى سيرة يهودية الكيان الصهيوني، لعلّ واحداً من أطرف التفاصيل، خلال خطبة نتنياهو، كان مشهد جيري مادلر، العضو الديمقراطي وممثل الدائرة 12 في نيويورك، الذي صرف الوقت وهو يقلّب صفحات كتاب بين كاسبيت «سنوات نتنياهو»؛ فهو عضو الكونغرس ذاته الذي اعتبر أنّ رئيس الحكومة الإسرائيلية هو «الزعيم الأسوأ في التاريخ اليهودي منذ أن بادر الملك المكابي إلى دعوة الرومان لدخول أورشليم قبل 2100 سنة». ورغم أنّ المعطيات أشارت إلى تغيّب 68 عضواً ديمقراطياً، فإنّ ديمقراطيين بارزين أمثال شاك شومر وآمي كلوبشر وكريس مورفي حضروا، فكتموا الامتعاض تارة أو التعجّب تارة أخرى؛ لكنهم صفقوا وقوفاً مراراً، وهللوا أسوة بالقطيع الجمهوري.
وإذْ استعاد مقولة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، حول «محور الشرّ» فحصره في إيران وحدها؛ هتف نتنياهو، في جملة أخرى كفيلة بدغدغة العقول المتبلدة: «أعداؤنا هم أعداؤكم، معركتنا هي معركتكم، وانتصاراتنا سوف تكون انتصاراتكم». الإضافة التالية، المكمّلة تلقائياً، هي هذه بالطبع: النصر على مرمى البصر، وحين يفلح الجيش الإسرائيلي في دحر «حماس» فإنّ ذلك سيشكّل ضربة قاصمة لـ»محور الإرهاب» في غزّة ولبنان واليمن؛ وللمرء أن يتخيّل حجم التصفيق وقوفاً حيال «برشامة» استغباء مثل هذه.
لكنّ المشهد سوريالياً بعض الشيء، من حيث التصفيق الحارّ الذي واظب عليه ممثّلو الأمّة الأمريكية داخل قاعة الكونغرس الكبرى، ومظاهر الاحتجاج العارم الذي عبّرت عنه غالبية من ناخبيهم في محيط الكابيتول؛ وطغيان الحضور اليهودي داخل صفوف الاحتجاج، تحت شعارات تطالب بوقف إطلاق النار أو ليس باسم اليهود، مما استدعى من بعض النوّاب المصفقين وصف هؤلاء (اليهود، تحديداً) بالعمالة لـ»حماس». ولم يكن ينقص سوى فقرة في خطبة نتنياهو تطلق صفة البلاهة على المحتجين في الخارج، ممّن يتجاهلون ما تفعله إيران (وليس «حماس» هذه المرّة!) بالمثليين والنساء غير المحجبات.
وهذه، للتذكير المفيد، هي خطبة نتنياهو الرابعة أمام اجتماع مشترك للكونغرس، ولم يسبق لأيّ سياسي أجنبي أن حظي بفرصة فريدة كهذه؛ مع التنويه إلى أنّ نصف تلك المناسبات انطوت على تجاوز للبيت الأبيض، وترتيب مع الأغلبية الجمهورية، وتدخّل في النزاعات بين الحزبين. لعلّ الأكثر استدعاء للذاكرة كانت خطبة أواخر العام 2015 حين سعى نتنياهو إلى تعطيل خطط الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما بصدد الاتفاق النووي مع إيران. والتاريخ حفظ تصريح ران باراتز، مستشار نتنياهو الإعلامي؛ الذي اعتبر أنّ موقف أوباما من الاتفاق هو «الوجه الحديث للعداء للسامية في الغرب والبلدان الليبرالية».
انزعاج الإدارة من تصريحات كهذه لم يتحوّل، البتة، إلى عائق أمام إقرار إدارة أوباما سلسلة مطالب إسرائيلية: تدعيم «القبة الفولاذية» التي تستقبل وتدمّر الصواريخ قصيرة المدى؛ و»مقلاع داود» للصواريخ متوسطة وبعيدة المدى؛ وأنظمة «سهم» المضادة للصواريخ بدورها؛ ومقاتلات F-35A التي مُنحت، للمرّة الأولى، إلى أيّ حليف؛ ومقاتلات V-22، التي تحلّق كطائرة وتهبط كحوّامة؛ فضلاً، بالطبع، عن اتفاقية مساعدة سنوية بقيمة 30 مليار دولار.
التفاف نتنياهو على أوباما خلال تلك الزيارة لم يمنع اتفاقهما على صيغة مكتومة من التواطؤ المكشوف، تتناسى ما دار بينهما أثناء زيارة أوباما إلى دولة الاحتلال، حين كان الأخير محض مرشّح للرئاسة، وكان الأوّل زعيم حزب «ليكود» الطامح إلى هزيمة «كاديما». آنذاك، كما حرص نتنياهو على التسريب إلى الصحافة، انزوى الرجلان بعيداً عن الحشد، فقال أوباما: «أنت وأنا نشترك في الكثير. لقد بدأتُ على اليسار وانتقلتُ إلى الوسط. وأنت بدأتَ على اليمين وانتقلتَ إلى الوسط. كلانا براغماتي يرغب في إنجاز الأمور». وللمرء أن يحدّث، ولا حرج، حول طبيعة تلك «الأمور» وطابع ذلك «الإنجاز».
أيضاً، كان المعلّق الإسرائيلي عكيفا إلدار قد ذكّرّ العالم بقسط من النفور الذي اكتنف شخص نتنياهو لدى رجالات إدارة رئيس أمريكي اسبق آخر هو بيل كلنتون، وعند الرئيس نفسه (الذي استخدم تعبير «براز الدجاج» في إحدى ثورات غضبه على نتنياهو)؛ مروراً بالسيدة الأولى هيلاري كلنتون، وزيرة الخارجية في ولاية أوباما الأولى، والمرشحة الرئاسية الديمقراطية لاحقاً؛ وليس انتهاءً بأمثال دنيس روس، أرون دافيد ميللر، وجو لوكهارت.
فهل امتنع هؤلاء عن التصفيق الحارّ كلما صنع نتنياهو مناسبة للتطبيل له شخصياً، وليس التزمير لدولة الاحتلال فقط؟ كلا، بالطبع، فمن ذا الذي تجاسر (حتى داخل أمانات المجالس، وليس علانية على أيّ نحو) في فتح ملفات توسيع الاستيطان، أو تهويد القدس، أو مصادرة الأراضي، أو عربدة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في المناطق ذاتها التي تخضع للتنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية، أو وضع معظم بنود اتفاقيات أوسلو في سلّة المهملات الإسرائيلية، أو الإصغاء إلى حركات الاحتجاج في الشوارع والجامعات ومبنى الكابيتول؟
ولماذا يُلام نتنياهو إذا قرّع المصفقون أنفسهم لأنهم لم يتوقفوا عن التصفيق، فخاطبهم هكذا، كتلامذة في المدارس الابتدائية: «لا تصفقوا! استمعوا!»؛ وهل كانوا أصلاً، في قليل أو كثير، سوى عقول مصفقة متبلدة!
بل إن معظمهم من الصهاينة اليهود الذين لهم رجل في أمريكا ورجل ثانية في فلسطين يا أبو العينين مصالح الاستعمار القديم المتجدد ولا علاقة لها بالعقل المتبلد ✌️🇵🇸🤔☝️🚀🐒🐖
إهانة لأعضاء الكونغرس المنتخبين أن يصفقوا لمجرم حرب، يعطل المحكمة و يستثمر في قتل مدنيين.
و لكن لا ألوم نتنياهو لأن الكونغرس لم يعطي نفس الفرصة لأي رئيس نظام عربي. لربما لأنهم صهاينة أكبر!
هل خطاب نتن ياهو محتاج لكل هذا الاهتمام الاعلامي؟ لسماع ما سوف يبوح به هذا المجرم أنا متأكد ان معظم مستوطنيه في المستعمره الصهيونيه اسرائيل يفضلون و يصدقون نباح كلب علي نباح هذا القذر. ما يتقنه هذا الحقير هو الكذب و هو الشئ الطبيعي بالنسبه الي الصهيونيه و كل صهيوني فهي كمشروع بني و تأسس علي الاكاذيب و الخرافات الدينيه و نلاحظ ذلك علي وجه هذا القذر عند قوله لكل اكذوبه في البدايه وجهه يتلون و يرتبك ان كان امام الحضور ولكن التصفيق الحاد يريحه بعض الشئ لينتقل الي الاكذوبه التاليه و يتابع النباح بحده اكثر. اما عن هؤلاء البلطجيه في الكنغرس الامريكي فوضعهم لا يختلف في شئ عن بلطجية الانظمه العربيه الدكتاتوريه عند خطاب الزعيم مثلا( السيسي في النظام المصري او بشارون الاسد النظام السوري) فكما لدي هذه الانظمه من كاميرات تراقب ردة فعل الجالسين في القاعه بعد كل كلمه تصدرمن فم الزعيم. هناك كاميرات و بتقنيه عاليه لدي منظمة أيباك تراقب بلطجية اعضاء الكونغرس الامريكي و ردة فعلهم علي نباح الكلب و علي كل صفقه 1$ و اعتقد انهم زادوها هذه المره و رفعوها الي 2$ بسبب ارتفاع نسبة الاكاذيب في نباح الكلب و لذلك كان التصفيق بحده شديده و حراره عاليه. اخيرا نرجوا من وسائل الاعلام العربيه عدم الاهتمام بنباح هذاالكلب
هذه مجالس اغلبتهم صهاينه وهذا معروف للكل -لذلك تجدهم يصفقون للقاتل المجرم لانه منهم وهم منه ولكن الشعب فلا –شاهدنا تظاهرات ضد هذا القاتل
تحسب نفسك في كوريا الشمالية! والله الأمور في كوريا افضل !التصفيق للزعيم الكوري!