يتأوه نتنياهو، من أثار العملية الجراحية، التي أجريت له في مكان حساس، فينتج تأوهه ما يؤهله للعضوية المشتغلة بنادي المستبدين العرب، فهو منهم وهم منه!
لم يمر نتنياهو بمرحلة نقاهة، تستدعيها الحالة، فقد خرج من غرفة العمليات في المستشفى إلى غرفة عمليات الحرب، وها هو يسافر لفترة طويلة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لدرجة أن يرق ترامب لحاله فيتحول إلى موظف مراسم في البيت الأبيض، حيث يسحب له الكرسي قبل الجلوس، ويقربه للمنضدة حين القعود، وهو تصرف خارج الأعراف والتقاليد، لكن الرئيس الأمريكي من خارج هذا كله، ثم إنه تعامل كمقاول ومطور عقاري، وهناك «مقاولة غزة» التي يحلم الرئيس الأمريكي بالتطهير العرقي لها ومن ثم يحولها إلى منتجع، بأموال المنطقة!
ونتنياهو الذي يتأوه من آلامه، فيظهر تأوهه في أي موضوع، أكد جداراته في الالتحاق بالنادي سالف الذكر، فمن شروط العضوية العداء لقناة «الجزيرة»، وتصور أنها من تقف ضده، وأنها سبب وكسته، وأن فشله يرجع لموقف «الجزيرة» منه، حتى تبدو من جراء حملتهم عليها كما لو كانت دولة عظمى، وليست محطة فضائية لا أكثر ولا أقل!
على قطر أن تختار
عندما استضافت القناة 14 الإسرائيلية المذكور، تأوه من الوجع، فكان تأوهه عداء لـ«الجزيرة»، امتد لدولة قطر، والتي وإن ساعدت وساطتها في عودة الأسرى الإسرائيليين، نقطة ضعف نتنياهو في هذه الحرب، فلا يمكن تجاهل أن قطر تدير الجزيرة، التي تحرض العالم العربي والإسلامي.. وأن على قطر أن تختار في أي صف ستكون من أجل شرق أوسط جديد.. أو هكذا قال ابن أبيه!
إنها حماقة بوش نفسها، الذي رفع شعار من ليس معنا فهو علينا، وفي الوقت ذاته لا تزال تتمكن منه «أحلام مرحلة النقاهة»، وهي اسم رواية لأديبنا الكبير نجيب محفوظ، لم يتسن لي قراءتها، وفي الفترة الأخيرة رأيت إنه ليس من اللائق ألا أقرأ له الأعمال الكاملة، وبدأت بالفعل في ذلك، من خلال ما تيسر حضوره من أعماله في معرض الدوحة للكتاب من العام الماضي، وعند الشروع في بعضها تذكرت أنني قرأتها من قبل ومع ذلك واصلت القراءة، إلا أن المقطوع به أنني لم أقرأ «أحلام مرحلة النقاهة» إلى الآن، ولا أدري لماذا أتصور من عنوانها أنها ليست «أحلام..» ولكن «تخاريف..» هذه المرحلة!
وقد تجلت «تخاريف نتنياهو» في تصوره أنه من سيعيد تشكيل المنطقة، وهو ما قاله عندما كان يعتقد أنه باستهداف المدنيين، واغتيال الشيخ حسن نصر الله، قادر على هذا، وقد سكت عن ذلك بعد قبوله وقف اطلاق النار، واعتراف رموز إسرائيلية من بينهم وزير الدفاع السابق بالهزيمة، فلم يكن من الخيال أنه تجرع السم بما فعل، ولم يتحقق من أهدافه حربه شيء، وعلى رأس هذه الأهداف إنهاء حركة حماس، لكن لقاء المطور العقاري ترامب به أعطاه دفعة قوية، فعاد إلى مرحلة الهلوسة، لمن يستعصي عليه فهم مفردة «تخاريف»، وإن كنت استمعت لطبيب في مقابلة تلفزيونية يتحدث عن «الخرف» ما يؤكد أنها كلمة متداولة عربياً وليست منتجاً مصرياً!
والحال كذلك، فقد قال إن على قطر أن تختار في أي صف ستكون من أجل شرق أوسط جديد، إنها أجسام البغال وأحلام العصافير، إن تصور أن هناك شرق أوسط جديدا بعد فشله في تحقيق أهداف حربه على غزة، واعتقاده أنه من سيرسم خريطة المنطقة، وأنه ولي أمر الشرق الأوسط الجديد، فما هو مركز التفكير لديه.. عقله أم مثانته!
ألم ير كيف أن أقرب المقربين منه، في القاهرة وعمان، تحول خطابهم ضده إلى خطاب مقاوم، وأمام الرغبات الغريبة، لديه ولدى ترامب، من كان يتصور أن الخطاب الأردني يكون بهذه القوة، وأن القاهرة في عهدها الحالي تلوح بإلغاء اتفاقية السلام في حال اعتماد سياسة التهجير؟ وهو تمرد لم يكن على البال أو الخاطر، لأن الغرو دفع الرئيس الأمريكي إلى تصور أن كل أحلامه أوامر، ولم يعلم أنه لكي تطاع فلا تأمر إلا بما هو مستطاع!
«الجزيرة» وتحريض العالم العربي والإسلامي
تأوهات نتنياهو ضد قطر هي بسبب قناة «الجزيرة»، لينضم بالموقف منها إلى نادي المستبدين العرب، على الرحب والسعة، فلو كح مواطن في أي عاصمة من عواصم الاستبداد، لتم اتهام «الجزيرة» بأنها من حرضت على ذلك، ولو سقط أي نظام فلا بد أن تكون الجزيرة هي من أسقطته، وها هو نتنياهو يعلق عجزه عن تحقيق أهداف حربه في رقبة «الجزيرة»!
يقول إنها تحرض العالم العربي والإسلامي على إسرائيل، فأين التحريض في التغطية، وفي أي خبر كذبت، وأي جريمة أذاعتها لم يرتكبها الجيش الباسل، وهل كان العالم العربي والإسلامي قبل الجزيرة على وئام مع إسرائيل، وماذا ترتب على هذا التحريض؟ هل ذهب العرب والمسلمون إلى غزة واخترقوا المعابر من أجل هذا الهدف، إنهم فقط جلسوا أمام الجزيرة يبكون حالهم، ولم يستطيعوا حتى تحدي إرادة الحكام الحلفاء بالتظاهر في الشوارع، لكن المظاهرات العارمة كانت في الجامعات الأمريكية والأوروبية وكثير من المشاركين فيها ليسوا عرباً وليسوا مسلمين!
وهل المشكلة في الجرائم المرتكبة أم في من قام بواجبه المهني ونقل هذه الجرائم؟
لقد أثبت نتنياهو جدارته في الانضمام لنادي المستبدين العرب، بإغلاق مكتب الجزيرة في الأرض المحتلة، مع أن أيا من العاملين فيه لم يضبط متلبساً بالفبركة والتأليف، ولم يكن أحد يجهل إنه الموقف من تغطية الحرب على غزة، ولماذا لا يرى أن «العربية» و«سكاي نيوز» تحدث التوازن المطلوب، بجانب برنامج إبراهيم عيسى على قناة «القاهرة والناس»، على نحو يغني إسرائيل عن اهدار المال في إطلاق قناة ناطقة باللغة العربية!
بيد أنني أدرك حجم مشكلة نتنياهو، فهذه قنوات انصرف المشاهد عنها، على نحو كاشف بأن العالم العربي والإسلامي مستنفر ضد عدوانه وجرائمه، فهل هناك جيش نظامي يستهدف المدنيين والأطفال والمستشفيات؟
ولا نقلل من دور الجزيرة، لأنها وثقت الجرائم للدنيا كلها، وليس للعالمين العربي والإسلامي فقط، بالصوت والصورة، فأسقطت كل الدعاية التي تأسست عليها سمعة إسرائيل على غير الحقيقة، ومن هنا يتأوه نتنياهو ولا يجد من يقول له: «سلامتك من الآه»!
إن حجة البليد مسح السبورة.
ماسبيرو: والعاقبة عندكم في المسرات
«الطلعات الجوية» عمرها قصير، ولا تغني عن العمل الجاد، فسرعان ما يحدث تشبع منها، إذا كانت هي غاية المراد!
وماسبيرو، بحاجة إلى عمل جاد وإرادة سياسية (غير متوفرة) وامكانيات مالية تضن بها السلطة عليه، وهي ليست راغبة فيه، ولهذا تتصرف فيه على قواعد إدارة الفشل، إلى أن يتم تشييعه لمثواه الأخير، ولو كان الهدف النهوض به لما وسدت إدارته لمن لا يجيد سوى «الطلعات الجوية»!
في «طلعة» من «طلعاته» قرر رئيس الهيئة الوطنية للإعلام عودة البرنامج الإذاعي القديم «قال الفيلسوف»، وذلك لدى استقباله للفنانة سميرة عبد العزيز (90) عاماً أطال الله في عمرها ومتعها بالصحة والعافية، وهو من ضمن البرامج التي ارتبط به وجدان جيلنا ويذكرنا بطفولتنا، مثل برامج أخرى كلمتين وبس لفؤاد المهندس، وطريق السلامة لآيات الحمصاني، ومع أبلة فضيلة لفضيلة توفيق، وإلى ربات البيوت لصفية المهندس، وغيرها من برامج لا يمكن إعادتها لرحيل مقدميها، وهو ما يمكن أن يحدث لبرنامج «قال الفيلسوف» بعد فترة وجيزة، والأعمار بيد الله!
وبالمنطق، فإن عودة البرنامج على النحو الذي قرره بطل الطلعات الجوية لن يحقق المراد منه، فالفنانة الكبيرة لا يمكن لصوتها الآن، أن يعيد صوت البنت الصغيرة في «قال الفيلسوف»، ولا معنى لعودة البرنامج الآن الذي غيب الموت صوته المميز ومن كان يقوم بدور الفيلسوف الفنان سعد الغزاوي، وإذا كانت الإذاعة تلامس الأذان، فإننا نحفظ اسم الثلاثي عندما ينطق في التقديم للبرنامج؛ سعد الغزاوي، وسميرة عبد العزيز، والمخرج إسلام فارس الذي غيبه الموت أيضاً، فماذا بقي من «قال الفيلسوف» إلا النجاح الشكلي عبر الطلعات الجوية؟!
اسمع هذه البرامج عبر اليوتيوب يا أحمد، ويمكن أن تطالع برنامج «أبلة فضيلة» أيضاً.. وعش طفولتك بعيداً!
صحافي من مصر
شكراً لقناة الجزيرة المناصرة للمظلومين ! وشكراً لدولة قطر على مواقفها الإنسانية !!
وشكراً لجريدتنا القدس العربي على تنوع الآراء فيها !!!
و لا حول و لا قوة الا بالله
بهذا القرار تريحنا من وجهك ووجوه من يعمل معك لاننا لا نريد رؤيتكم.
كيف يُمكن للرئيس الأمريكي مُساندة إسرائيل في القضاء على حركة حماس و تهجير المواطنين؟؟ هل ستتدخَّل أمريكا بجيشها في غزة من أجل تحقيق ما لم تستطِع إسرائيل تحقيقَه؟..
• التدخّل عسكريّاً من قبل أمريكا في القطاع من باب المستحيلات، فقد سبق لأمريكا أن خاضت حروباً في أفغانستان و العراق و في الصومال و غيرها، و خرجت من هذه الحروب مُنهزِمةً شرّ هزيمة دون أنْ تُحقِّق أيّ هدفٍ من أهدافها التي سطَّرتها و خطَّطت لها..