نتنياهو… يد على الزناد والأخرى تصافح

حجم الخط
1

كل المؤشرات تدل على استعداد حكومة التطرف اليميني في إسرائيل اليوم، لترحيل مئات العائلات الفلسطينية في منطقة “مسافر يطا” جنوب الخليل.
حسب منظمة “بتسيلم” إسرائيل بلغت سكان “مسافر يطا” بتهجيرهم الوشيك، وأبلغوهم أنه في الأيام المقبلة، سيتلقى حوالي 1000 من سكان تجمعات مسافر يطا، التي أعلنت أراضيها “منطقة إطلاق نار” وهناك بلاغات تقضي إخلاء منازلهم.
تقوم سلطات الاحتلال بالتضييق عليهم لغرض بسط سيطرتها على الأرض وتحويلها لأراض زراعية وليس لأغراض تدريب عسكري حسب ما يدعي الاحتلال.
هذا مقدمة لتسهيل الطريق وتعبيدها أمام المستوطنين وإزالة كل العقبات وتذليلها أمامهم. صحيفة يديعوت إحرونوت تقول إن الضفة الغربية تم ضمها فعليًا منذ زمن بعيد، لقد جعلتها حكومات إسرائيل بحكم الأمر الواقع وليس بحكم القانون جزءا من الدولة بحيث لا تضطر إلى منح الفلسطينيين حق التصويت والضمان الاجتماعي. أكثر من ذلك يسيطر الاحتلال على كل مدخل ومخرج من الضفة الغربية ويتحكم في المعابر، ويسيطر على المجال الجوي وموارد المياه والطبيعة وحقوق البناء في معظم الأراضي.
نكبات ضد شعب أعزل، والعالم يتفرج، نكبة تلتها نكسة وبين النكبة والنكسة أمور متشابهة أخرى، أي لا يوجد حل وسط في ظل وجود حكومات صهيونية هدفها الوحيد تهويد الضفة الغربية، كما فعلت في أراضي عام 48، فقمع وتنكيل وتهجير ومصادرة الأراضي وتهجير الناس من أراضيهم مصدر رزقهم بحجج واهية محركها الأساسي التلمود، والتوراة صناعة الحاخامات، الذين حرفوا الكلم عن مواضعه. الشيء بالشيء يذكر، تقول التوراة إن الرب أعطى هذه الأرض لشعبه المختار ثم بعد ذلك تأتي أوصاف في عدة إصحاحات من هذا السفر تصف أرض كنعان، فتقول التوراة المحرفة في الإصحاح العاشر (كانت تخوم الكنعاني من صيدون (صيدا اليوم ) حينما تجيء نحو الجرار إلى غزة وحينما تجيء نحو السدوم وعمورة إلى لاشع، هذه حدودها من الشرق إلى الغرب) ولذلك فإنهم يستسيغون التنازل عن غزة دون هضبة الجولان .ثم يقول : ” قال الرب لإبرام ( 1) اذهب من أرضك ، ومن عشيرتك، ومن بيت أبيك ، إلى الأرض التي أريك ، فأجعلك أمة عظيمة وأباركك ، وأعظم اسمك ، وتكون بركة ، وأبارك مباركيك ، ولاعنك ألعنه ، وتتبارك فيك جميع قبائل الأرض، واجتاز إبراهيم في الأرض إلى مكان شكيمى إلى بلوطة مورة ، وكان الكنعانيون حينئذ في الأرض الإصحاح 12 .

ساحة الأقصى

في لقاء ضم نتنياهو مع إيتمار بن غفير وزير الأمن الداخلي اتفقا الإثنان على عدم دخول بن غفير ساحة الأقصى وكانت نافذة المفاوضات واسعة، سرعان ما ضيقت في صبيحة اليوم التالي، الغرض من الاجتماع تأجيل الاقتحام، وذلك بدافع الحيلولة دون تعكير زيارة نتنياهو للإمارات المتحدة، فصارت الأمور عكس ذلك، وفي أقل من عشر ساعات دخل المتطرف بن غفير الأقصى معلنا تحديه لرئيسه وللعالم أجمع، والذي يضغط باتجاه خفض وتيرة ملاحقة الشعب الفلسطيني على أرضه، والكف عن تهجير سكان “مسافر يطا” من أراضيهم.

الإعلام فضح إرهاب إسرائيل

لم يعد سرا إن عجز العالم اليوم على ما تقوم به إسرائيل وهو يتفرج على مجازرها ضد فلسطين وأهلها له دلائل كثيرة، فلسطين في نظر هذا العالم صغيرة لا ترقى إلى حجم تطلعاتهم، ورغم وجود تقنية إعلامية حديثة ومتطورة، وعولمة العالم، فالكل يشاهد حجم الاقتحامات المتكررة لمسافر يطا، وغيرها في جنح الظلام، لم ولن يحرك ساكنا. واقتحامات متكررة للمسجد الأقصى، لا نسمع من العالم سوى الأسطوانة المشروخة الشجب والاستنكار وهذا ما نتوقعه دائما.
الأحداث في الضفة الغربية تسير بوتيرة عالية جدا نحو مزيد من القهر والتضييق على الشعب الفلسطيني، شهداء بالعشرات، ومصابين بالمئات، حال بات فيه الشعب الفلسطيني يواجه أعتى قوة متغطرسة في العالم، بلا حسيب أو رقيب، إذن ماذا ينتظر العالم العربي والإسلامي، ألم تحركه نكبة 1948 ونكسة 1967؟
بعد كل ما حل في الشعب الفلسطيني نقول ما زال هنالك بصيص أمل ولعل الفرج قريب.
خلاصة الحكاية يد نتنياهو على الزناد والأخرى تصافح، فهو كان يأمل في زيارة الإمارات العربية المتحدة من أجل تمتين العلاقات بين الطرفين، وأمور أخرى قد تصل إلى زيادة حجم التبادل التجاري والتعاون الأمني وشراء السلاح الإسرائيلي.
أما على صعيد القضية الفلسطينية ربما تكون على هامش اللقاء أو لا يتم التطرق إليها البتة، مع أن نتنياهو الذي يسعى لفتح صفحة التطبيع مجدداً مع دول عربية أخرى، وهذا ما صرح به في دعايته الانتخابية، فتغييب القضية الفلسطينية هو من سلم أولويات حكومته.
حكومة اليمين المنتخبة في إسرائيل اليوم تسابق الزمن أولا، تلاحق الشبان في مخيمات اللجوء في الضفة الغربية لكسر شوكتهم، فالاجتياحات المتكررة للمخيمات هي رسالة واضحة للقضاء على بنيتها الفكرية والمتمثلة في أن هذه التجمعات التي وجدت بعيد النكبة ما هي سوى محطة انتظار للعودة إلى البلد الأم ، ثانيا تسعى دولة الاحتلال إلى فرض حالة من الرعب وفرض أمر واقع في الشريط الممتد عبر الأردن لمنع قيام دولة فلسطينية متاخمة للأردن، وهذا ضمن ما طرحه يغئال آلون وكان المشروع يهدف (وفق توصيفات الاقتراح) إلى تحقيق ثلاثة أهداف مركزية، هي إقامة حدود أمنية لإسرائيل بينها وبين الأردن، وقف سيطرة إسرائيل على شريحة سكانية عربية، وذلك للحفاظ على صبغة يهودية وديمقراطية للدول، وتحقيق الحق التاريخي للشعب الإسرائيلي في أرض إسرائيل على حد وصفه، ولتحقيق مشروعه عملياً، دعا إلى تجنب ضم مناطق بها كثافة سكانية فلسطينية، قائلاً إنه في المناطق المذكورة بخطته يجب إقامة مستعمرات مدنية وريفية وقواعد عسكرية دائمة، بأسرع وقت ممكن، وفق متطلبات الأمن، ويشمل ذلك شرقي القدس وبلدتها القديمة.

كاتب من العراق

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول قلم حر في زمن مر:

    أحمق من يصدق هذا السفاح قاتل الفلسطينيين الأبرياء العزل الصامدين في وجه ابرتهايد الصهيونية البغيضة الحقيرة هذي عقود وعقود وعقود ??

اشترك في قائمتنا البريدية