فلسطينيون يتوجهون لتلقي مساعدات في رفح. 5 يونيو 2025. ا ف ب
القدس: أقرّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل تدعم مجموعة مسلّحة في غزة مناهضة لحركة “حماس”، وذلك في أعقاب تصريحات أدلى بها وزير الدفاع الأسبق أفيغدور ليبرمان، أفاد فيها بأن الدولة العبرية زوّدت هذه الجماعة بالسلاح.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية وفلسطينية أن المجموعة يقودها ياسر أبو شباب، وتنتمي إلى قبيلة الترابين.
ويصف “المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية” أبو شباب بأنه زعيم “عصابة إجرامية تنشط في منطقة رفح، وتُتّهم بنهب شاحنات المساعدات”.
وقال ليبرمان لهيئة البث الإسرائيلية “كان” إن الحكومة “تزود مجموعة من المجرمين في قطاع غزة بالأسلحة”.
وردّ نتنياهو، في مقطع فيديو نُشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الخميس، قائلاً: “ماذا سرّب ليبرمان؟ أن مصادر أمنية فعّلت مجموعة في غزة تعارض حماس؟ ما السيّئ في ذلك؟”.
وأضاف: “هذا الأمر مفيد فقط، إذ إنه ينقذ أرواح جنود إسرائيليين”.
وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إيفي ديفرين، يوم الجمعة، أن الجيش يدعم تسليح ميليشيات محلية في غزة.
وقال ديفرين، خلال مؤتمر صحافي، ردًا على سؤال بهذا الخصوص: “أستطيع القول إننا نعمل بطرق مختلفة ضد حكم حماس”، دون الخوض في مزيد من التفاصيل.
وقال ميخائيل ميلشتاين، الخبير في الشؤون الفلسطينية لدى مركز موشيه ديان في تل أبيب، إن أبو شباب ينتمي إلى قبيلة بدوية تمتد عبر الحدود بين غزة وشبه جزيرة سيناء، مشيرًا إلى أن بعض أفرادها متورطون في “أنشطة إجرامية متنوعة وتهريب المخدرات وأمور مماثلة”.
وأضاف ميلشتاين أن أبو شباب أمضى فترة سجن في غزة، وأن زعماء قبيلته اعتبروه مؤخرًا “عميلاً ورجل عصابات” يعمل لصالح إسرائيل.
وتابع: “يبدو أن الشاباك أو الجيش رأى في تحويل هذه الميليشيا، أو العصابة في الواقع، إلى وكيل، وتزويدها بالأسلحة والمال والحماية من العمليات العسكرية، فكرة ذكية”.
وأشار إلى أن “حماس” قتلت أربعة من أفراد هذه العصابة قبل أيام.
وقال المجلس الأوروبي إن أبو شباب “أفيد بأنه كان مسجونًا سابقًا لدى حماس بتهمة تهريب المخدرات، ويُقال إن شقيقه قُتل على يد “حماس” خلال حملة ضد هجمات المجموعة على قوافل مساعدات تابعة للأمم المتحدة”.
وتتّهم إسرائيل حركة “حماس” بشكل دائم بنهب قوافل المساعدات في غزة.
من جهتها، قالت “حماس” إن “هدف إسرائيل هو إحداث حالة من الفوضى الأمنية والمجتمعية، وتسويق مشاريع الاحتلال لهندسة التجويع والسرقة المنظمة للمساعدات الإنسانية”.
وأضافت: “إننا في حركة حماس نؤكد أن هذا الاعتراف الرسمي يُثبّت ما كشفته الوقائع الميدانية طوال الأشهر الماضية، من تنسيق واضح بين عصابات اللصوص والمتعاونين مع الاحتلال وبين جيش العدو نفسه، في نهب المساعدات وافتعال أزمات إنسانية تزيد معاناة شعبنا المحاصر”.
أما المجموعة التي يقودها أبو شباب، والتي تطلق على نفسها اسم “القوات الشعبية”، فقد نشرت على صفحتها في فيسبوك أنها “لم ولن تكون أداة للاحتلال”.
وأضافت: “أسلحتنا بسيطة وقديمة، وجاءت بدعم من شعبنا”.
ووصف ميلشتاين قرار إسرائيل بتسليح مجموعة كهذه بأنه “ضرب من الخيال، وليس شيئًا يمكن اعتباره إستراتيجية”، مضيفًا: “آمل ألا ينتهي ذلك بكارثة”.
(أ ف ب)
هل تذكرون روابط القرى في الخليل!
والصحوات العراقية!