مدريد- “القدس العربي”:

اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي في حوار مع جريدة الباييس يوم الجمعة أن الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب سياسي براغماتي ويأمل أن يساهم في حل القضية الفلسطينية، وأعرب عن نيته الاتصال بالسلطات الجديدة في سوريا، وشدد على حل الدولتين لحل القضية الفلسطينية.

وهكذا، في رده على سؤال حول الانسحاب الإسرائيلي من بعض المناطق التي احتلتها في جنوب لبنان ودور الجيش في تعويض مقاتلي حزب الله في الجنوب، يؤكد ميقاتي “أمام إسرائيل 60 يوماً للانسحاب الكامل من الأراضي التي احتلتها في لبنان. وقد بدأ هذا الانسحاب اليوم [الأربعاء من الأسبوع الجاري] وجيشنا جاهز لاستلام تلك المنطقة… لقد أيدت الحكومة اللبنانية اتفاق وقف إطلاق النار، ودعت إلى التنفيذ الكامل للقرار 1701 ومنحت قواتنا المسلحة كامل الصلاحيات لتنفيذ هذا القرار”. وأبرز حاجة الجيش للموارد ومنها مليار دولار خلال الثلاث سنوات المقبلة ليقوم بالواجب المنوط به.

وحول التساؤل الشائك الذي يخلف الكثير من القلق أن تكون عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بمثابة شيك على بياض للحكومة الإسرائيلية لتفعل ما تشاء، يبرز المسؤول اللبناني ما يلي: “الرئيس ترامب رجل براغماتي. ونأمل أن يتمكن من فرض حل للقضية الفلسطينية على دول المنطقة. إن اتفاقات إبراهيم هي مثال على ذلك. لا يمكن أن تنجح الاتفاقات دون حل عادل ومنصف ومستدام للصراع الفلسطيني. لقد حان الوقت لتحقيق ذلك. ونحن بحاجة إلى شخص مثل الرئيس ترامب لتحقيق ذلك”. وكشف ميقاتي وجود اتصالات مع الإدارة الجديدة للرئيس ترامب لبحث قضايا المنطقة ومنها لبنان.

وفي رده حول سؤال يتعلق بما يريد تحقيقه رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو في السياق الجديد الذي يعرفه الشرق الأوسط بعد 7 أكتوبر “طوفان الأقصى” وانهيار نظام بشار الأسد في سوريا، أبرز رئيس الحكومة “ينبغي طرح هذا السؤال على نتنياهو نفسه. يبقى حل الدولتين هو الحل. وبدون حل للشعب الفلسطيني ليعيش في حرية واستقلال، فإن هذا الوضع سيتكرر بشكل دوري. في شهر حزيران/يونيو سيُعقد مؤتمر تحضره المملكة العربية السعودية وجميع الدول المؤثرة في المنطقة، بالإضافة إلى المنظمات الإقليمية والدولية والاتحاد الأوروبي. أنا متفائل بإمكانية إيجاد حل. وكما يقول السعوديون، فإن هذا الحل سيسود، بغض النظر عمن يوافق ومن لا يوافق. على إسرائيل أن تدرك أنه إذا أرادت أن تعيش بسلام مع جيرانها فعليها أن تخلق بيئة سلمية”.

وفي سؤال شائك يقول “أنت تدعو إلى إجماع وطني على نزع سلاح حزب الله وجعل الجيش اللبناني السلطة العسكرية الوحيدة، هل لديكم ما يشير إلى أن الحزب الشيعي سيوافق على مثل هذه العملية؟”، وكان جواب رئيس الحكومة اللبنانية “لن تكون المسألة مسألة تحوّل حزب الله إلى حزب سياسي كلاسيكي، لأنه بالفعل حزب مؤثر جداً في لبنان. نحن نتقدم خطوة خطوة إلى الأمام. أهم شيء الآن هو تنفيذ القرار 1701 بشكل كامل ومن ثم معالجة الوضع في البلد كله. أنا متأكد أن حزب الله يريد الاستقرار في البلد”.

وحول انعكاسات ما يجري في سوريا بعد انهيار بشار الأسد على الوضع في لبنان وهل توجد اتصالات مع السلطات الجديدة، كان جوابه “لم نتصل بهم بعد، لكنني أعتزم تهنئة رئيس الوزراء الجديد. ولكنني أصر على أن أولويتي هي لبنان”.