نداء الحاضر بين الجزائر والمغرب

حجم الخط
23

لا أدري مدى تأثير دعوات يطلقها مثقفون جزائريون ومغاربة، بين حين وآخر، على مجريات الأحداث من أجل التذكير بالمشترك بين البلدين. بنية النظامين وخياراتهما تجعلهما أصمين لكل نداء للحكمة والتعقل، ومنحى التطورات الدولية يدفعهما للاصطفاف في محورين متواجهين، ويعيد لربما شبح الحرب الباردة، ويجعل المنطقة ساحة لتضارب الكبار، وليس لأصحابها من الأمر في شيء. ورغم ذلك، ينبغي عدم الاستهانة بالرسائل تحت الماء، التي تغور في أعماق بلاد المغرب، والتي يحملها من يُنظر إليهم كهامشيين، أو حالمين أو خارجين عن السرب.. هذا في أحسن الأحوال، أو مأجورين وخونة، أو في خدمة أجندات أجنبية، في غالب الأحوال، بل رميهم بتهمة الإرهاب.
استوقفني خلال الأسبوع المنصرم مقال لنور الدين ثنيو بتاريخ 7 إبريل في «القدس العربي» ليذكّر بما هو معلوم، من الوشائج العميقة لبلاد المغرب، وأضحى مطمورا، بسبب الجفاء، وفي تشخيص لأسباب الوهن. تشخيص قد يبدو مزعجا، ولكنه لا يخلو من وجهتي من وجاهة، إذ يقول «عانت الجزائر وما تزال من قصور داخلي، لازمها منذ الاستقلال عام 1962، ونقصد انطلاقها الخاطئ بدون إطار المغرب العربي (أسميه بلاد المغرب، لأن التعبير قديم خلاف التعبير الذي يستعمله وهو المغرب العربي، ويثير ردود فعل الاتجاهات الأمازيغية) الذي تحتاج إليه كصيغة لكيانها الجديد». واستوقفني نداء من لدن مثقفين جزائريين ومغاربة بعنوان «نداء المستقبل» يدعون فيه لفتح الحدود بين البلدين، والحد من خطاب الكراهية وفتح قنوات الحوار بين البلدين.
هل يمكن لهذه المبادرات أن تؤثر في سير الأحداث؟ أشك في ذلك، ولكن من المهم الوقوف عليها، لأن من يحملون ضميرا يرفضون «حتمية» الاصطدام. والمهم هو أن هناك أصواتا لا تسير في الاتجاه العام، وتأبى الاتجاه السائد القائم على التصادم والتنافر. في كل علاقات مواجهة، لحظات انقشاع وهدنة، حتى في الحروب يخرس صوت المدافع، لبرهة، ليتيح للمتحاربين جمع قتلاهم، ودفن موتاهم، والسماح بالعمليات الإنسانية، حتى في الحروب الصليبية. وقد تتحول تلك البرهة من وقف لإطلاق النار إلى هدنة، ليس المغرب والجزائر في حرب مكشوفة، ولكنهما في حروب إعلامية وأيديولوجية. لا أجادل أصحاب النداء دعوتهم التي تنظر للمستقبل، وأشاطر تحليل نور الدين ثنيو في التذكير بالماضي، من وشائج عميقة بين شعوب بلاد المغرب، وأمل الوحدة منذ نجمة شمال افريقيا مع مصالي الحاج، سنة 1926 وأرضية الصومام سنة 1956، واشتراك المغاربة والتونسيين في حرب تحرير الجزائر، وحالة التعثر الذي تعرفه البلدان الثلاثة، تونس والجزائر والمغرب، بأشكال مختلفة، في التنمية والتحديث والدمقرطة. أكتفي بنداء للحاضر، وجزء منه متضمن في دعوة نداء المستقبل، وفي مقال نور الدين ثنيو، من أجل المطالبة بشيء بسيط وهو، وقف التراشق الإعلامي. بلغ التراشق الإعلامي حدا من الإسفاف والدناءة لا يوفر رموز البلدين، ويهزأ من مقومات كل بلد، ويتعرض لأعراض الشعبين، ويشكك في وجود الآخر، لا يرعى إلاّ ولا ذِمة، مع إجراءات تسب المستقبل، حسب التعبير الفرنسي المستعمل في الخطاب السياسي، ومنها الإجراء الأخير الذي حكم على مزارعين من فكيك بالرحيل من أرض حدودية، كان لهم فيها حق انتفاع، قبل أن تكون هناك الحدود وقبل أن يجري ترسيمها.

نحتاج إلى هدنة إعلامية، يمكنها لربما أن تتيح التفكير بروية، وطرح القضايا الإنسانية، كمرحلة ثانية

المغاربة والجزائريون ليسوا ألمانا وفرنسيين، بل يشتركون في الأصول، إذ غالبيتهم أمازيغ تعربوا، ويشتركون في ما يعبر عن هذا المصدر المشترك من خلال بنية لسانهم ونطقهم، الذي يحمل لكنة أمازيغية، وهم يتكلمون العربية، ويشتركون في ولائهم لرموز ثقافية من المذهب المالكي، ويأخذ المغاربة عن الإمام سحنون، من مواليد تونس، والونشريسي، من مواليد الجزائر، وهما من أئمة المذهب المالكي، بلا غضاضة أو عقدة، مثلما يأخذ التوانسة والجزائريون عن القاضي عياض دفين مراكش، وتتلى قصائد سيدي بومدين الغوث، دفين العُبّاد قرب تلمسان، في كل مناسبة دينية في ربوع المغرب، وتتخلل البلدين الزوايا ذاتها، التي تجد أتباعا لها هنا وهناك، ويضمان زهاء تسعين في المئة من الناطقين بالأمازيغية، ويشتركان في تاريخ متداخل، ومن التافه أن تُرد رموز تلك الأصول لبلد، وأن نحكم بقوالب اليوم على وقائع الأمس. ويختلفون كذلك، كما تختلف جهات بلد.. ويختلفون بالنظر إلى تجارب تاريخية، في سياق تحول كبير عرفته بلاد المغرب، مع تحرش الصليبيين وهجماتهم، فانكمشت وحدته، ومما صاغ واقعا سياسيا مضطربا ما يزال يحمل آثار اضطرابه، لكن تلك الاختلافات لا تمس القوام، ولذلك انتقل مغاربة إلى الجزائر عبر التاريخ، فرادى وجماعات، وعاشوا فيها، وانتقل جزائريون إلى المغرب، أفرادا وأسرا وقبائل، وتمغربوا، إن صح هذا التعبير. ويكفي أن نُذكّر أن أول رئيس للجزائر المستقلة المرحوم أحمد بن بلة تعود أصوله لقبيلة سيدي رحال قرب مراكش، وأول وزير للقصور الملكية والتشريفات، والشخصية الثانية في الحكومة كان المرحوم لفقيه المعمري، من مواليد قرية تاوريرت آيت ميمون بالقبايل. وأخذ المغاربة عن الجزائريين، مثلما أخذ الجزائريون عن المغاربة، في ما أضحى مشتركا ثقافيا.
كان بعض المشارقة يرون أننا، في بلاد المغرب، لا نزِلّ إلى حد المساس بالأعراض في النزاع، وهم يقارنون بما كانت تعرفه بعض بلدان المشرق من تراشق لفترة، لكننا في الآونة الأخيرة أصبحنا من يحسد المشارقة على عدم انزلاقهم في مس الأعراض والإسفاف أثناء النزاعات. كل بلد حر في خياراته، لما تتيحه له السيادة، وكل بلد له استقلالية في قرارته، ولا يمكن أن تجري عليه وصاية في شؤونه الداخلية. ليس على المغرب أن يملي على الجزائر ما ينبغي، وليس على الجزائر أن تفعل في ما يخص الشؤون الداخلية للمغرب. وليس لبلد أن يرمي مشاكله الداخلية على الطرف الآخر. نعم نحتاج إلى هدنة إعلامية، يمكنها لربما أن تتيح التفكير بروية، وطرح القضايا الإنسانية، كمرحلة ثانية. ونحتاج كذلك إلى عدم تجريم من يغنون خارج السرب، إذ يعبرون عن المشترك، ويرفضون حتمية الاصطدام. ومن العبث الاعتقاد أن كل بلد «قطع الواد ونشفو رجليه» كما يقول المثل المغاربي. فما تزال تدور. وما تزال اللوحات التكتونية الغائرة في وجدان بلاد المغرب تتحرك، وقد تفاجئ من بقوا في بروفة الاستعمار.
كاتب مغربي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول Maroc 2021:

    الجزائر عضو في اتحاد مغاربي يضم خمس دول، وهي تصرف الملاييرمن الدولارات منذ 1975 من أجل تقسيم بلد جار وإضافة دولة سادسة في المغرب الكبير، هذا التهور هو سبب كل المصائب والأحقاد التي لم تحقق إلى اليوم التقسيم المنشود. هذا المشهد الحزين يؤكد بأن الجزائر تحتاج الى ان تتحول إلى دولة مدنية يحكمها مدنيون و لا يعبث العسكر بمصيرها

    1. يقول الجيلالي سرايري:

      المغرب شن الحرب على الجزائر سنة 1963يريد احتلل مساحة كبيرة منها فاللوم ليس في الجزائر علما ان المغرب طالب بموريتانيا عند استقلالها والصحراء الغربية ليست جزءا من المغرب

    2. يقول NADJIB FRANCE:

      الجزائر تصرف ما تشاء وتساعد من تشاء انها مسألة سيادية لا دخل لاحد فيها ومن يري انه مستهدف عليه الدفاع عن نفسه وفي الاخير الحق يكون دائما في صف الجزائر ..فنحن هنا مند الاف السنين ونعلم من كان هنا ومن قدم من اوروبا او الجزيرة العربية ..فكفي تباكي عبر المواقع نحن احفاد الشهداء ونحن من يقرر من هو العميل ومن هو المقاوم نري في المملكة مسخ من الغرب يتأمر علي شعوب المنطقة ونري في الشعب الصحراوي شعب اصيل يأبي الهوان واصحاب حق.. نحن البلد الاكبر والاغني ولاقوي ولن يكون هناك شئ دون موافقتنا ..نحن دولة مستقلة ودات حدود مترامية علي كل شمال افريقيا والساحل والاهم ديموغرفيا وعسكريا وإقتصاديا ولن يكون هناك اي تعاون ناجح دون الجزائر .نحن احرار يحترمنا كل العالم وعلي الجميع احترام سياستنا او الابتعاد عن طريقنا .

    3. يقول كمال:

      حرب ٦٣ افتعلها جناح وجدة بقيادة بوخروبة الذي لم يطلق رصاصة واحده على المستعمر لاستدراج المقاومين الحقيقيين لإجلاء قواعدهم بالحبال و من تم الاستيلاء على الحكم. الهجوم المغربي أكبر كذبة استعملها النظام للانقلاب على المجاهدين

    4. يقول أسامة حميد -الصحراء المغربية:

      NADJIB FRANCE رجاءً كفى من تضخيم الذات نحن… نحن…نحن..! في زمن الأنترنيت أصبح متاحاً لك من أراد الاطلاع على الحقائق بدون مساحيق أو بروباكاندا فارغة. أذكرك فقط بمثال بسيط: دولة صغيرة مثل تايوان مساحتها أصغر من مساحة “ورقلة” الجزائرية بست مرات ولكن دخلها القومي بدون غاز ولا بترول يفوق دخل الجزائر “الدولة القارة” بست مرات!! قليلاً من التواضع…

  2. يقول عبد الهادي:

    جل دول العالم تعيش تحت أنظمة مدنية تفكر وتقرر بالمنطق والتاريخ والمصالح المشتركة، إلا في الجزائر لا زال هناك عقل عسكري يجتر خطابات الحرب الباردة ويعيش على نظرية المؤامرة وخرافة الاستهداف الخارجي. لا يمكن أن يحصل حوار بين نظام عسكري ونظام سياسي. العسكر لا يعرفون معنى الحوار والسياسيون لا يفكرون بعقل العسكر، الدولة التي تملك رئيسا يمثل الشعب والأمة ليست هي الدولة التي تسير بالاوامر العسكرية. لا أمل في أي حوار ما دام العسكر لم يدخل ثكناته ويترك شؤون السياسة للسياسيين الحقيقيين

    1. يقول احمد:

      اعتقد انه لايمكن تجمع والتئام الشعوب المغاربية في وحدة متكاملة ابدا مادام بينهم من مازال تمارس عليه طقوس القرون الوسطى ثم هو يتلذد ويفرح لذلك .. “إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.”

    2. يقول هيثم:

      طقوس القرون الوسطى: هذه هي التخريجة التي تستعملونها للهروب إلى الأمام و تبرير الفشل في جنيع الميادين. ما تقول عنه طقوس قروسطوية هي مجرد تقاليد بروتوكولية قد نقبلها أو نرفضها نحن في المغرب و هي تتمثل في الانحناء أمام الملك احتراما لرمزيته كرئيس للدولة. بالطبع هنالك من يبالغ في الانحناء و هنالك من لا ينحني أصلا… هذا أفضل من تكريم صور الرئيس الذي كان عاجزا عن الحركة والكلام وفاقدا للشعور و إحضارها للمسجد وقت الصلاة. المغاربة يتلذذون و يفرحون فعلا لأنهم / رغم التقاليد التي تسخر منها / ابتعدوا بسنوات ضوئية عن الجيران في جميع المجالات ؛ ذلك أن الفرق شاسع جدا بين دولة تتقدم في أوراش التنمية الاقتصادية والاجتماعية و بين دولة لا يهتم حكامها بمعاناة المواطنين في معيشتهم اليومية مع الغلاء الفاحش و طوابير الزيت والحليب و السميد و انقطاع الماء الشروب و يتمشدقون في كل آن وحين بالشعارات الثورية الرنانة.

  3. يقول أبوسفيان:

    بعيدا عن التشخيص العاطفي لطبيعة العلاقة بين الشعب المغربي والجزائري يمكن القول أن الشعب الجزائري كان ضحية لقراءة مؤدلجة للتاريخ والجغرافيا وقد حدث هذا مباشرة بعد حرب الرمال 1963 ومن يطلع على ما يدرسه المواطن الجزائري في مقررات التاريخ سيتخلص حقيقة واحدة ووحيدة وهي أن المجد الجزائري لا بد وأن يبنى على إستئصال الموروث التاريخي والجغرافي للمغرب الأقصى ، ولعل هذا الموروث الذي ظل خارج الموروث العثماني على الخصوص هو الذي يجعلني كمغربي لا أتفق مع الطرح الذي يقول أن الشعبين بشتركان في الموروث الثقافي والتاريخي

    1. يقول لاعق اليد:

      الرجاء تحديد من اين يبدأ و الى اين ينتهي هذا الموروث الجغرافي للمغرب الاقصى؟

  4. يقول سماح محمد:

    لا أفهم كيف تخاطب النظامين ، بينما النظام الظالم المعتدي الذي يجيش و يسلح و يأوي الإنفصاليين و المرتزقة لتقسيم وحدة الجار و تقزيم بلاده هو النظام الجزائري !!!
    لم أُتمم القراءة انطلاقا من :
    “… بنية النظامين و خياراتهما تجعلها أصمين لكل نداء للحكمة و التعقل…” !!!
    هل من الحكمة و التعقل أن يتنازل النظام المغربي عن أرضه و وحدة وطنه؟!
    حتى لو أراد فالشعب المغربي لن يتنازل .
    قضية الصحراء المغربية هي قضية 40 مليون مغربي قبل أن تكون قضية نظام .

  5. يقول عبد الكريم الجزائري:

    مقال رائع جدير بالاتباع و التنويه . على الاقل صوت هادئ يقرب و يحزن ابواق الفتنة اعداء الامة.

  6. يقول المغاربي الوحدوي:

    الشعوب المغاربية جمتعها عهود قرطاج والرومان 14 قرنا و وحدتها إمبراطورية المرابطين والموحدين وبني مرين 460 سنة وجمعها التضامن الاسلامي في عهدي الامبراطورية العثمانية والامبراطورية المغربية الشريفة مدة 314 سنة وجمعتها المقاومة ضد الاستعمار الفرنسي 132 سنة
    وقسمها وفرقها عهد بوخروبة وخلفه 60 سنة.

  7. يقول حمودان عبدالواحد ـ فرنسا:

    حمودان عبدالواحد ـ فرنسا
    الأخ العزيز حسن أوريد٬
    شكرا جزيلا لك على هذه الصيحة المسؤولة٬ على هذا الصوت الذي ينحاز لحاضر البلديْن ومصلحة الشعبيْن!
    ياليْت كلّ المثقفين والمفكرين في هذين البلديْن الجاريْن جنّدوا أنفسَهم لخدمة مشروع الغد والتقدّم والحداثة٬ وكانت لهم رؤية ذكية تتطلّع للآتي – القريب والبعيد – وتستشرف آفاق المستقبل وتسعى لإرساء قواعد التحرّر والعمران بِبناء مغاربي الغد ٬ مواطن التقارب والتسامح ٬ إنسان التحديات والابداعات ٬ والانفتاح والعطاءات!
    فإلى متى؟
    كلّ الخيرات والطيّبات والصالحات٬ وكلّ الابتسامات والآمال لأبناء البلديْن!
    أنا متفائل!
    شكرا لأسرة القدس العربي!

  8. يقول A-J:

    It will not work, as you know Morocco have make a deal with Netanyahu , how relation can be possible as both have different views on geopolitics . I hope some can clarify

  9. يقول سلام لمن اتبع الهدى:

    أتذكر جيدا بأننا باركنا جميعا مغاربة وجزائريين دعوات الملك الحكيمة والمباشرة للجزائر، من أجل الجلوس وحل كل المشاكل بشكل أخوي وحضاري. الجواب لم يتأخر وعباراته الرسمية التي سمعناها كلنا للأسف الشديد هي : المغرب هو العدو الكلاسيكي، بل أن وكالة الأنباء الجزائرية نقلت مؤخرا مرارا وتكرارا، أخبارا عن صواريخ وقنابل (دفع ثمنها المال العام الجزائري) تساقطت على مغاربة سقطوا بين قتيل وجريح. إذن واهم من يظن أن الجوار سيتحسن مع عقليات حقبة الحرب الباردة التي تغذي الحقد والكراهية، بل ستستعر النزالات الدبلوماسية والإعلامية والإقتصادية بمنطق تكسير العظام، طرف يدافع على الوحدة وطرف يستميت من أجل التقسيم والتشردم.

    1. يقول وافية دمرجي:

      لن نجلس معكم. نقطة الى السطر

    2. يقول انس:

      كما نقول في المغرب: الماء و الشطابة الى قاع البحر. سلامنا الى ليلى ما احبت سلامنا. فان لم تحب سلامنا فسلامنا الى اخرى

  10. يقول المغربي_المغرب.:

    أعتقد يا أستاذ حسن… أن الموضوع يكتسي تعقيداته من المرحلة الإستعمارية…وما تمخض عنها في الواقع المغاربي من عبث جغرافي .. مرفوق بالنزوع الى التدليس السياسي والتاريخي…والمنطقة في تاريخها الطويل الذي كان يقاد من فاس او مراكش او قرطاج لم تعرف صراعا بين مكوناتها الاجتماعية…بسبب تكامل الثقافات والعادات …ولم تعرف حربا سياسية أو عسكرية بحكم اندراج الجميع تحت نفوذ دول لم تكن لها هواجس تتجاوز مستوى الرهانات السياسية والحضارية الكبرى..في مواجهة الامبراطوريات الأخرى…؛ ولو تأملنا جيدا تاريخ دول المنطقة… وخرائط ما قبل المرحلة الإستعمارية…سنجد الإجابة الدامعة للاشكالات المطروحة….وسبب تشبت البعض بمهمة حراسة الحدود الموروثة….وتكريس التامر على وحدة المغرب كثابت دستوري….؛ ناهيك عن الحساسية المفرطة من كل إنجاز مغربي..حتى ولو كان تراثا حضاريا….ممتدا الى أعمق العصور….؛ ولاحل في نظري الا بطي مرحلة الاستعمار وما تمخصت عنه من امور هجينة.. أصبحت خط دفاع اخير لمن يدين في وجوده لذلك العبث الإستعماري…

1 2

اشترك في قائمتنا البريدية