تنتفض جامعات أمريكا وأوروبا بأشكال متعددة، وبصور وفيديوهات أذهلت رواد مواقع التواصل الاجتماعي وهذا نتاج «طوفان الأقصى»، بعد أن تم إدخال البوليس إلى «حرم الجامعات المصون»، على إثر ما قامت به رئيسة جامعة جنوب كولومبيا، «نعمة شفيق» الاسكندرانية، وإبلاغها عن الأساتذة الداعمين للمقاومة، لكن «رب ضارة نافعة» فقد أججت نيران الصمود والمواجهة في الجامعات، وألهبت مواقف الحركات الطلابية ضد سياسة التبعية الصهيونية ولوبياتها المنتشرة في كل مكان. وبينما تنتفض الجامعات في الغرب، تنام جامعاتنا ومؤسساتنا الأكاديمية ويحلو لها النوم والتوهم بإنتاج المعرفة ووهم الترتيب، وإن كانت في الذيل. والأكثر من ذلك تغلغل «الصهيونية» أو»التصهين» داخل جامعاتنا، ومختلف المؤسسات الثقافية، وتقول مونيا عايد : « على رأس جامعة منوبة عميد مطبع، وعلى رأس المكتبة الوطنية مديرة مطبعة، وعلى رأس مؤسسة الأرشيف الوطني مسؤول مطبع… هكذا تسللوا من ثقوب ديمقراطية الربيع العبري» .
ولعل ما تم نشره عن جامعة «منوبة» دليل على الاختراق وبيع القضية من طرف إدارتها وبعض من إطاراتها: « وما تم تداوله مؤخرا حول إقامة طقس «الحضرة» الصوفي بحرم الجامعة الأمر الذي استهجنه الكثيرون من رواد مواقع التواصل الاجتماعي. نقول «شكرا لجامعات أمريكا، فماذا نقول لجامعاتنا؟ « بعد الحملة الكبيرة اللي تشكر جامعات أمريكا وطلبتها، جاوبتنا جامعة منوبة باستعراض رقص وعيساوية، نتخاطر ومقصودة وبمنطق كان عجبكم.» دوّنَ «طارق بدري» على صفحته. أما « Beesma Kasdaoui» فكتبت على صفحتها:» الجامعة تغير محيطها والا العكس؟ 1968 تحركات الطلبة في باريس نجحت بأن تأثر على المحيط العمالي والقوى المدنية والمجتمع السياسي، وأخذت بعدا رمزيا عالميا وتبدلت قوانين وحتى نظام الحكم. في جامعة منوبة بتاريخها النضالي والفكري، وفي وقت الذي انتفضت فيها الجامعات الأمريكية والكندية انتصارا لفلسطين، فإن محيط جامعة منوبة «البخور والعجعاجي» حوّل فضاءها إلى زاوية تتعرض فيه الحضرة.» وفي نفس الاتجاه كتب «منير صادق» الطلبة بين النضال والزوي، الكل يتأسف لغياب الطلبة عن الفعل في المشهد العام، كما كانوا في السابق، لكنه غبي من ينتظر منهم هبّة بمجرد أن ننتقدهم. الطلبة كما الشباب وقع تدميرهم بطريقة ممنهجة منذ سنوات بتمييعهم، ثم أن القيادات الطلابية القديمة كبرت وهرمت ونسيت أن تؤسس لجيل جديد يخلفها.» ويختم منشوره بالقول:» ياحسراه على الطلبة الذين كانوا يحملون قضايا العرب والانسانية أش كون يصدق أول أمس في جامعة منوبة متاع الفلسفة والفكر عاملين عيساوية وفحم وجدبان وكأنهم متاع صوفية فقدت عقلها، هاذم باش ينصروا غزة؟ يبطى شوية، أهوكة شباب أمريكا وطلبة بريطانيا وفرنسا وهولندا قايمين بالواجب.»
مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي: دعوات وإقصاءات
لا تخلو تظاهرة فنية بحجم مهرجان سينما «عنابة «المتوسطي، من التجاذبات بين من يرونه إخفاقا حقيقيا، ومن يرونه عودة أنعشت الفن والسينما في المدينة وفي البلاد عامة. والتركيز في مثل هذه التظاهرات الفنية يكون بالأساس، لدى المتابعين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي على الفنانات والفنانين الذين يتحينون فرصة الظهور على السجادة الحمراء، ومختلف التعليقات حول الإطلالات الموفقة وتلك التي أخفق فيها أصحابها. ومن هؤلاء الممثل « أحمد زيتوني « الذي ظهر بسروال أزرق صيفي فضفاض» أنثوي» ، فهذه الإطلالة أثارت الكثير من الجدل وهناك من استحسنها ووجدها موفقة مثل التدوينة التي جاءت على صفحة» قالمة تي في»: « الممثل الصاعد «أحمد زيتوني» يبهر الجميع بإطلالته الموفقة في مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي.» وعلى صفحة « بالدزايرية إي تي» نقرأ:» «أحمد زيتوني» يعيد لامودة جيب كيلوط لعالم الموضى في مهرجان عنابة السينمائي أين تحس أنه الفنان الوحيد الذي لديه لوك خاص بيه. معشوق الجماهير «أحمد زيتوني» أبهر الحضور بلباسه المطبوع بحبات من اللويز الحر بتفاصيل مميزة.» أعاد هذا الفنان الشاب، حسب الصفحة هذه، موضة « الجيب كيلوت، التنورة السروال، إن صحت الترجمة، وهذا ما أثار الجدل في خرجتة اللباسية، مما جعل البعض يستاء منها، مثل «زياد ناصر» الذي يخاطب وزيرة الثقافة: « إلى السيدة وزيرة الثقافة، إلى السيد محافظ المهرجان، إلى السادة النواب، إلى السيد والي عنابة، أوقفوا عنا هذا العبث، عنابة كبيرة وعريقة برجالها.» كذلك أثار استقبال المؤثرة «نوميديا لزول» كأنها ممثلة درجة أولى، عند قدومها إلى عنابة …استقبال «حاشد» والفيديو الأكثر تداولا هو لأحدهم ارتمى عليها ليحضنها، كأنه مشهد تحرش، وآخر صرخ « نحبك ونكره روحي». أما الاستياء الذي أخذ حصة الأسد فهو ما رآه البعض إقصاءً لأحد رموز السينما والإخراج «محمد حازورلي «الذي ظهر ضحية التنظيم وإدارة المهرجان ،وربما جهل محافظ المهرجان للفنان، كما جاء في منشور تم تداوله على نطاق واسع بتوقيع المخرج «محمد فوضيل حازورلي»: « إلى رئيس مهرجان عنابة السينمائي، كم كان عمرك عندما أخرج «حازورلي» أول أفلامه السينمائية، من أنتج للتلفزيون الجزائري «السخاب» سنة 1973 ومثّل الجزائر في مهرجان «براغ»؟ كم كان عمرك عندما أخرج ثاني فيلم طويل «الألم» سنة 1975 عن مجازر 8 ماي 1945؟ وكم كان عمرك عندما أخرج «محمد حازورلي» ثالث فيلم سينمائي طويل عن الأسطورة «حيزية» سنة 1967؟» وغيرها من الأعمال السينمائية. المنشور كان مثقلا بالتفاصيل وباللوم والغضب من طرف المخرج «محمد حازورلي»، والمهم أن محافظ المهرجان «محمد علال» الذي لا علاقة له بصناعة السينما، بل مجرد ناقد لبعض الأعمال، أجاب بأن «حازورلي» وجهت له الدعوة واعتذر لأنه مريض. وعن هذا الرد أجاب الإعلامي والشاعر « صياد» بتدوينة على صفحته على فايسبوك: « المخرج الكبير «محمد حازورلي» ليس مريضا الأخ محافظ المهرجان السينما تاع عنابة، وأنت بردك السخيف على منشوره، تبدو تلميذا متسربا من المدرسة « السي حمى» مخرج نتعلم منه ولا نرد عليه بمثل هذه السفالة.» ولمن تابع ويتابع ما حدث في المهرجان فهو طغيان المؤثرين ممن لا علاقة لهم بالسينما ، فهم من اكتسحوا الفضاءات وأكلوا الجو. الخطأ والصواب واردين في مثل هكذا تظاهرات بهذا الحجم لكن الاعتذار واجب ومن شيم الكبار.
ويبدو أن رد المحافظ على «تهمة» كهذه، زادت من الطين بلة، كما ذكر الشاعر والاعلامي «صياد»، حيث كتب على صفحته على فايسبوك: «
الشيء الذي يمكن أن يتأكد لمتابع الشأن الثقافي في الجزائر، أن هناك ارتجالا وعشوائية في التعيينات على رؤوس حربات المهرجانات والملتقيات والمديريات وغيرها، ولا يمكن معرفة ما يحدث في الكواليس، لكن أصابع الاتهام والعتاب توجه نحو السيدة الأولى للثقافة، وزيرة الثقافة.
حضور الغياب لفلسطين والاكتفاء بنشر صورة الممثلة الاسبانية باللباس الجزائري والكوفية الفلسطينية واستعراض لوشاح علم فلسطين من طرف الممثل محمد خساني … ولعل سبب التذمر والسخط هو مدير المهرجان الشاب الإعلامي «محمد علال» الذي رآه المناوئون لتعيينه بأنه غير مختص في السينما وهو مجرد «ناقد» للمشهد الثقافي بالجزائر.
كاتبة من الجزائر
ان حملة الاباده الجماعي التي تجري رحائها في فلسطين المحتلة منذ السبعة شهور دون حراك يجري في جامعات وطننا العربي من المحيط الي الخليج إلا انها اثرت علي جامعات العم سام و جامعات اوربية اخري في دولنا العربية نجد ان الطغيان الحالي الذي وطننا العربي هو ما يمنع هذا الحق المشروع لشعوب تعودت علي الركوع الاقوي لكن الامل على الجيل الجديد فهو من سيحمل المستقبل لهذه الامه فالتحية كل التحية للأحرار في كامل أنحاء المعمورة