بغداد ـ «القدس العربي»: تتفق القوى السياسية الشيعية المنضوية في تحالف «الفتح» بزعامة هادي العامري، على أهمية تصدّر ملف إخراج القوات الأجنبية والأمريكية تحديداً، جدول أعمال الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، المقررة في 20 آب/ أغسطس الجاري، وسط تعهدات بـ «سحب السلاح المُنفلت» مقابل إخراج تلك القوات التي يعدّها السياسيون الشيعة، وقادة «فصائل المقاومة الإسلامية» محتلّة.
ائتلاف «دولة القانون» بقيادة نوري المالكي أبرز حلفاء العامري، حثّ الكاظمي على أهمية التعامل مع الجانب الأمريكي من موقع القوّة، وأن يقدم مصالح البلد على المصالح الأخرى في لقائه المرتقب مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
النائب عن الائتلاف، منصور البعيجي، أفاد في بيان صحافي نشره أمس، بأن «على رئيس مجلس الوزراء ان يتعامل من باب القوة مع الجانب الأمريكي خلال زيارته المرتقبة إلى أمريكا، وأن يبتعد عن الضعف ويكون قويا بطرح كل الملفات على الطاولة للحوار، وأن يكون موضوع إخراج القوات الأجنبية أولها».
أمريكا تستبعد انسحاب كامل قواتها من العراق… و«العصائب» ترهن إنهاء ملف السلاح المنفلت بخروج الاحتلال
وأضاف: «سندعم الكاظمي برلمانيا خلال زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية شرط أن يطرح الملفات المهمة؛ وأولها إخراج القوات الأجنبية والتعامل مع العراق على أنه بلد مستقل يتمتع بالسيادة وأن لا يتدخلوا (الأمريكان) بشؤوننا الداخلية نهائيا».
وأكد أن «أمريكا تحاول أن تتعامل مع العراق بطريقة المحتل، وهذا الأمر مرفوض ولن نقبل به نهائيا، وأن بلدنا مستقل وذو سيادة»، داعيا الكاظمي إلى أن «يتفاوض مع الرئيس الأمريكي مقدما مصالح بلدنا وشعبنا فوق كل المصالح».
هدف إيراني
ويبدو أن الحكومة العراقية ملتزمة بتنفيذ القرار البرلماني القاضي بإخراج القوات الأجنبية من الأراضي العراقية (في 5 كانون الثاني/ يناير الماضي) بعد تأكيد مستشار الأمن الوطني العراقي، قاسم الأعرجي، بأهمية جدولة الانسحاب الأجنبي من الأراضي العراقية.
جاء ذلك في لقاء جمعه بنائب قائد قوات التحالف الدولي الجنرال ستريكلاند والوفد المرافق له، في مقرّ الجهاز، حسـب بـيان صحـافي.
ونقل تشديد الأعرجي على أهمية «الدعم الدولي للعراق وأن يستمر في مجالات التدريب والتجهيز والتسليح» معتبراً أن «علاقة العراق مع المجتمع الدولي مهمة، وأن الحكومة العراقية حريصة على استمرارها، وأهمية وضع جدول زمني لإنهاء التواجد العسكري الأجنبي في العراق».
في الطرف المقابل، استبعدت الولايات المتحدة الأمريكية، انسحاب قواتها بشكل كامل من العراق، متهمة إيران بالدفع لتحقيق ذلك الهدف.
ويقول غبريال صوما، عضو المجلس الاستشاري للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تصريح نقلته مواقع إخبارية كردية، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، إن «لقاء الكاظمي بترامب سيشهد مناقشة مسألة التدخل الإيراني بالشأن العراقي، فإيران تعمل على إخراج الولايات المتحدة من العراق».
وبين مستشار الرئيس الأمريكي، أن «ترامب سيناقش مع الكاظمي مسؤولية حماية أمن السفارة بعد تعرض المبنى في أواخر العام الماضي والآونة الأخيرة لعشرات الصواريخ» مضيفا أن «الجيش العراقي غير قادر على حماية مبنى السفارة وموظفيها والقواعد العسكرية في البلاد». وأوضح صوما، أن «الولايات المتحدة الأمريكية اضطرت إلى استخدام منظومة (دفاع جوي) لحماية مبنى السفارة (ببغداد) والموظفين من الهجمات الإرهابية، مع التأكيد أن واشنطن تحترم سيادة والدستور العراقي وإنها ليس بحاجة إلى النفط العراقي».
ولفت مستشار ترامب إلى أن «سحب القوات الأمريكية من الأراضي العراقية غير وارد، إلا أن تخفيض الأعداد سيكون حسب الاتفاقيات والعمل المشترك بين الحكومتين العراقية والأمريكية».
ويشكّل التواجد الأجنبي – الأمريكي على وجه الخصوص – إحدى أهمّ الذرائع للفصائل الشيعية المسلحة، للتمسك بسلاحها.
سلاح منفلت
ومما يؤكد وجه النظر تلك إعلان كتلة «صادقون البرلمانية» الممثل السياسي لـ «حركة عصائب أهل الحق» بزعامة قيس الخزعلي، في مجلس النواب العراقي (البرلمان) إنهاء ملف «السلاح المُنفلت» رهن بالتزام الحكومة تطبيق قرار البرلمان إخراج القوات الأجنبية من العراق.
النائب عن الكتلة أحمد الكناني قال في بيان صحافي نشره أمس، إن «حصر السلاح بيد الدولة سيكون أكثر فاعلية ويجعل الحكومة أقدر على تنفيذه في حال تنفيذ قرار البرلمان الخاص بإخراج القوات الأجنبية من العراق».
يأتي ذلك على وقع استمرار الهجمات المسلحة التي تستهدف المصالح الأمريكية في العراق، كان آخرها انفجار عبوة ناسفة على رتل تابع لقوات التحالف الدولي شمالي بغداد أمس.
بيان لخلية الإعلام الأمني (حكومية) وثّق انفجار «عبوة ناسفة على رتل تابع لقوات التحالف الدولي في منطقة التاجي شمالي العاصمة بغداد، مما أدى إلى حرق حاوية كانت محمولة على إحدى عجلات الرتل».
ويتزامن الحادث مع ورود أنباء عن استهداف معبر حدودي عراقي ـ كويتي في أقصى جنوب مدينة البصرة، مخصص لنقل المواد اللوجستية لقوات التحالف «حصراً» بعبوة ناسفة.
وذكرت مصادر صحافية، مساء أول أمس، بوقوع انفجار قرب معبر حدودي بين العراق والكويت.
القيادة المشتركة تنفي
وقالت المصادر إن «انفجارا لم تعرف طبيعته وقع قرب معبر جريشان بين العراق والكويت».
وذكرت مصادر أمنية أن «مجموعة مسلحة قامت باستهداف عجلات ومعدات أمريكية في منفذ جريشان الواقع على الحدود العراقية الكويتية»، بدون ذكر المزيد من التفاصيل.
وتداولت مواقع خبرية نبأً مفاده أن مجموعة مجهولة قامت بأعمال تخريبية في منفذ جريشان الحدودي مع الكويت غربي محافظة البصرة.
وتبنت مجموعة مسلحة تطلق على نفسها تسمية «أهل الكهف» عملية استهداف المنفذ، بعبوة ناسفة، على الحدود بين العراق والكويت.
ونشرت مجموعة «أهل الكهف» مقطعاً مصوراً، قالت إنه لعملية استهداف القاعدة الأمريكية، على معبر جريشان.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر أمني عراقي وقوع انفجار قرب معبر على الحدود بين العراق والكويت. لكن قيادة العمليات المشتركة، نفت، أمس الثلاثاء، تعرض منفذ جريشان بين العراق والكويت لعمل تخريبي.
وقال الناطق باسم العمليات المشتركة اللواء تحسين الخفاجي في بيان صحافي، «تناقلت بعض وكالات الأنباء عن تعرض منفذ جريشان إلى عمل تخريبي. تنفي قيادة العمليات المشتركة هذا الخبر وتؤكد عدم صحته».
وفي السياق، أشارت خلية الإعلام الأمني في بيان إلى أنها تابعت الخبر الذي تداولته وسائل الإعلام، وصفحات التواصل الاجتماعي مصحوباً ببيان وفيديو «مِن إحدى الجهات التي حاولت تضليل الرأي العام بخـصوص وجود هجوم على منفذ جريشان على الحدود العراقية الكويـتية».
وأضاف البيان: «أننا نؤكد للرأي العام أن كل ما جاء في هذا الخبر والفيديو هو كذبة وفبركة، وننفي نفياً قاطعاً حصول هكذا اعتداء على أي عجلة في المنفذ المذكور» داعياً كل وسائل الإعلام «توخي الدقة واعتماد المصادر الرسمية المخولة بالتصريح أو إصدار الأخبار الأمنية».
ونفت الرئاسة العامة للجيش الكويتي، أمس الثلاثاء، تعرض منفذ جريشان بين العراق والكويت إلى هجوم تخريبي.
وقالت في بيان إن «الرئاسة تنفي ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام المختلفة حول تعرض أحد المـراكز لهجوم تخريبي على الحدود الكويتية الشـمالية، وتؤكـد أن الـحدود مسـتقرة آمـنة».