القاهرة- “القدس العربي”:

أثار تزايد معدل هجرة الأطباء المصريين المخاوف من تأثر القطاع الطبي. وحذر أمين صندوق نقابة الأطباء المصريين، الدكتور أبو بكر القاضي، من هجرة واستقالة الأطباء بطريقة غير مسبوقة، ما قد يتسبب في تعرض مصر للتصحر الطبي على حد وصفه، لافتا إلى أن النقابة سبق وحذرت من تزايد أعداد هجرة الأطباء والاستقالات، وحالات غلق العيادات الخاصة.

وقال القاضي في بيان، إن استقالة وهجرة الأطباء تمثل ظاهرة كارثية ستعود بالسلب على المنظومة الصحية والمريض المصري.

ودعا إلى دراسة الأسباب، مؤكدا أن تدني الأجور والحالة المادية تتصدر السبب الرئيسي، وأن أسبابا لا تقل أهمية كبيئة العمل والأوضاع الصعبة التي يتعرض لها الطبيب المصري، جراء القضايا المهنية والتعدي على الأطباء والمنشآت الحكومية.

ووجّه القاضي رسالة إلى “كل من يهمه صحة المريض المصري، بسرعة إقرار قانون المسؤولية الطبية بالشكل الذي يضمن للطبيب العمل بدون أيدٍ مرتعشة، ويضمن عدم عقوبة الحبس في القضايا المهنية، طالما يعمل في تخصصه وفي مكان مرخص ببروتوكولات علمية متعارف عليها، ويقوم بالتحقيق لجنة استشارية فنية، وفي حالة ثبوت ضرر وقع على متلقي الخدمة يتم دفع تعويض من صندوق التعويضات”.

وزاد: “هذا القانون سبقنا في إقراره والعمل به كل الدول العربية وعلى يد مشرعين مصريين، وآخرها دولة ليبيا”، مشددا أن على البرلمان المصري إنقاذ مشروع التأمين الصحي الشامل من الفشل، مؤكدا أن مصر تعاني من نقص الأطباء.

كما طالب القاضي بسرعة إقرار قانون بتغليظ عقوبة الاعتداء على الأطباء والمنشآت الطبية، وأيضا العمل على تسهيل التراخيص للمنشآت.

وكانت نقابة الطباء المصريين كشفت في إحصائية، عن هجرة ما يقرب من 110 آلاف طبيب خلال السنوات الثلاث الماضية.

ويمثل تدني الرواتب السبب الرئيسي لهجرة الأطباء المصريين، بحسب الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي سبق وعلق على الأمر نهاية فبراير/ شباط الماضي، وقال: “البعض يترك مصر من أجل فرصة عمل في بلاد أخرى”، وضرب المثل بالأطباء قائلاً: “أنا لا أستطيع منح الطبيب راتباً مناسباً”.

وبحسب نقابة الأطباء المصريين، فإن معدل الأطباء في مصر يبلغ 86 طبيبا لكل 10 آلاف مواطن، بينما المعدل العالمي 23 طبيباً لكل 10 آلاف مواطن.

ووفق النقابة، شهد عام 2016 استقالة 1044 طبيباً، وفي عام 2017 كان العدد 2549 طبيباً، وعام 2018 بلغ 2612 طبيباً، وعام 2019 شهد استقالة 3507 أطباء، وفي عام 2020 استقال 2968 طبيباً، أما عام 2021 فشهد العدد الأكبر من الأطباء المستقيلين من العمل الحكومي وبلغ 4127 طبيباً.