الجزائر- “القدس العربي”:
أعلنت نقابة المحامين في الجزائر تكليفها أعضاء منها بإخطار المحكمة الجنائية الدولية بالجرائم الصهيونية المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني، في وقت يستمر التفاعل سياسيا شعبيا وحتى رياضيا مع ما يجري في الأراضي المحتلة.
ونظمت النقابة التي لديها تمثيل واسع في صفوف المحامين وقفة اليوم أمام مختلف المجالس القضائية في الولايات تضامنا مع فلسطين. وكان الحشد الأكبر أمام مجلس قضاء الجزائر، حيث تجمع المئات من المحامين بجبتهم السوداء، مطلقين صيحات استنكار لجرائم الإبادة الإسرائيلية في غزة.
وتأتي وقفة المحامين الجزائريين الاحتجاجية استجابة لنداء اتحاد المحامين العرب، مثلما ورد في بيان الجمعية العامة للنقابة قبل يومين والتي تضمنت إدانة شديدة للعدوان الصهيوني الغاشم على سكان قطاع غزة واصفة ما يحدث بالجرائم ضد الانسانية وجرائم إبادة جماعية.
ويعتزم المحامون الجزائريون استنفاذ حقهم القانوني في مخاطبة الهيئات الدولية المختصة في محاسبة مجرمي الحرب على الرغم من ازدواجية المعايير الحالية في العالم الغربي التي توفر الحماية للمجرمين في صفوف الحكومة والجيش الإسرائيليين.
وقامت منظمة المحامين في هذا الصدد بتكليف أعضاء مجلسها باتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل إخطار المحكمة الجنائية الدولية المتابعة ومعاقبة مرتكبي الجرائم الصهيونية ضد الفلسطينيين.
وعاد النقاش من جانب آخر إلى بعض المسلمات الدبلوماسية المتعلقة بحل الصراع في فلسطين وفي مقدمتها حل الدولتين التي تنادي به الجزائر وعدة دول عربية على أساس المبادرة العربية في بيروت 2002 والتي طرحت سلاما مع إسرائيل على أساس دولة فلسطينية في حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال حزب العمال ذي التوجه اليساري في بيان مطول له أن التاريخ منذ عام 1948 والأحداث الدموية الحالية تؤكد بشكل كبير، تؤكد سراب حل الدولتين المزعوم في فلسطين. واعتبر الحزب أن حل الدولتين ليس سوى استمرار الحرب وبالتالي الموت والدمار والهمجية لجميع سكان فلسطين التاريخية.
وذكر حزب العمال الذي يقيم علاقات قوية مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أن محاولة إحياء هذه الخدعة والترويج لها هو تمديد عذاب واستشهاد الشعب الفلسطيني والمعاناة والمآسي وبرمجة لفوضى في المنطقة. وتابع يقول: “للشعب الفلسطيني الحق، ككل الشعوب، في الكفاح ضد المحتل الذي سلب أرضه، وضد من يضطهده، ومن أجل استرجاع حريته، ومن أجل تحرره الوطني”.
وشدد الحزب الذي تقوده المرشحة الرئاسية سابقا لويزة حنون على أنه “لا يمكن لأي حل أن يعيد السلام الدائم في فلسطين والمنطقة ما لم يقرّ الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، واستعادة جميع حقوقه التاريخية، بدءا بالحق في الأرض وعودة جميع اللاجئين إلى ديارهم”.
وفي سياق النداءات المتواصلة للسلطات بفتح فضاءات التعبير، قال حزب العمال إنه ما دامت الدولة الجزائرية تدعم بصفة صريحة الشعب الفلسطيني، يصبح رفع كل الحواجز أمام التعبير الحرّ للتضامن الشعبي مسألة شرف وطني”.
كما دعا السلطات الوطنية إلى تقديم كل الدعم والمساعدات الضرورية للشعب الفلسطيني خاصة في غزة المهدّد بالموت الجماعي، لكي يبقى على قيد الحياة ويقاوم بما في ذلك الدعم الإعلامي لكشف الحقيقة حول جميع جوانب المأساة التي تجري في فلسطين وحجمها.
وظهرت عدة نداءات في اليومين الأخيرين، تدعو لرفع التضييق عن المسيرات في العاصمة من أجل تمكين الجزائريين من حقهم في التعبير. وقال عبد الرزاق مقري الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم إنه لا يفهم سبب منع المظاهرات يوم الجمعة في وقت يؤكد الموقف الجزائري الرسمي دعمه المطلق لفلسطين.
ورغم منع المسيرات، كانت عدد من شوارع الجزائر العاصمة، قد شهدت مسيرات مؤيدة لفلسطين عقب أداء صلاة الجمعة. وسمع في الطرقات دوي الهتافات الجزائرية المعتادة كلما تعلق الأمر بفلسطين، مثل “فلسطين الشهداء” و”افتحوا الحدود”، وشعارات أخرى تبشر بالنصر وتتوعد إسرائيل بالهزيمة.
ولا تزال المسيرات في العاصمة الجزائرية مقيدة بنص تعليمة من وزارة الداخلية صدرت في سياق مسيرات الحراك الشعبي سنة 2021. وتحضر الحكومة حاليا لمشروع قانون جديد لحرية التظاهر السلمي ينتظر عرضه للمناقشة والمصادقة عليه في الدورة الحالية.
وكانت أعلنت أحزاب جزائرية تضم حركة مجتمع السلم والفجر الجديد والنهضة وصوت الشعب وجبهة العدالة والتنمية وجيل جديد وطلائع الحريات، في اجتماع أخير لها قد دعت السلطات لفتح فضاءات التعبير للجزائريين من أجل نصرة القضية الفلسطينية.
ودعت هذه الأحزاب التي تضم تيارات أيديولوجية مختلفة، السلطة السياسية في البلاد إلى فتح الفضاءات العامة للشعب الجزائري بمختلف فئاته للتعبير عن الموقف الجزائري المناصر للمقاومة الفلسطينية الذي “توحد فيه موقف الدولة الجزائرية الرسمي مع الشعبي، بما يقويه ويوفر له فرص الاستمرار والتعزيز والثبات، لمواجهة التهديدات الصهيونية المتوقعة التي تستهدف الجزائر من طرف هذا الكيان الهمجي المتطرف”.
وأهابت بالشعب الجزائري للتعبير عن موقفه الثابت في مناصرة القضية الفلسطينية في ثورتها الباسلة، ودعم المقاومة في معركة التحرير بمختلف الأساليب والوسائل.