رغم الخسارة بثلاثة مقابل اثنين في لقاء العودة لربع نهائي دوري الأبطال أمام أستون فيلا، تمكن باريس سان جيرمان من ضمان ورقة التأهل الى نصف نهائي المسابقة للمرة الرابعة في آخر ستة مواسم، بعد فوزه في لقاء الذهاب بثلاثة لواحد، وبعد معاناة كبيرة في فيلا بارك بسبب الثقة المفرطة لبعض اللاعبين، خاصة عندما كانوا متقدمين في النتيجة بهدفين لصفر، ما تسبب في معاناة الفريق الباريسي بسبب تهاون بعض لاعبيه الذين اعتقدوا أنهم ضمنوا التأهل في مباراة الذهاب، لكن مع ذلك صرح المدرب الإسباني للفريق لويس أنريكي أنه “يمتلك أفضل فريق في العالم و أفضل حارس في العالم، و لدينا وفرة من اللاعبين المتميزين، لذلك نحن في نصف النهائي بجدارة”.
تصريحات لويس أنريكي تصدرت صدر صفحات كبرى الصحف الفرنسية والمواقع الإلكترونية التي انقسمت بدورها بين مشيدة بالفريق وتركيبته الثرية فعلا، وبين منتقدة لغرور المدرب ولاعبيه الذين اعتقدوا أنهم تأهلوا عندما فازوا بالثلاثة في لقاء الذهاب، وأثناء مباراة العودة عندما كانوا متقدمين بهدفين لصفر عند الدقيقة الثلاثين، ما أدخل اللاعبين في دوامة الثقة الزائدة عن اللزوم التي كادت تخرجهم من البطولة بعد عودة نادي أستون فيلا في الشوط الثاني وتسجيله لثلاثة أهداف في مباراة كان بإمكان الفريق الإنكليزي أن يسجل فيها أهدافا أخرى لولا حارس البياسجي جانلويجي دوناروما الذي كان في أفضل أيامه وأنقذ فريقه من أهداف أخرى.
كل لاعبي باريس أشادوا في نهاية اللقاء ببراعة دوناروما ودوره في تحقيق التأهل رغم تلقيه ثلاثة أهداف، من بينهم القائد ماركينيوس الذي صرح قائلا : “لكي تفوز بدوري الأبطال يجب أن يكون لديك حارس كبير”. واشادوا​ بأشرف حكيمي مسجل الهدف الأول الذي بصم على عشرين مساهمة تهديفية هذا الموسم، وهي أكبر حصيلة موسمية للاعب في مشواره الكروي مع دورتموند والريال والانتر وباريس سان جيرمان، دون أن ننسى ما يقوم به الجورجي كفاراتسخيليا والدولي الفرنسي عثمان ديمبلي رجل المباراة ، وكذلك فيتينيا، جواو نيفيس وفابيان رويس، اضافة الى باركولا والصاعد ديزيريه دوي جوهرة البياسجي الصاعد ، ما منح للمدرب أنريكي خيارات عديدة جعلته يعتقد أنه يتوفر على أحسن فريق في العالم.
أحسن فريق في العالم في نظر مدربه حقق الدوري والكأس وبلغ نصف نهائي دوري الأبطال، بعد أن أطاح بالفريقين الإنكليزيين ليفربول وأستون فيلا، في انتظار الضحية الثالثة أرسنال، ويملك فعلا مقومات فنية كبيرة، فردية وجماعية، ومواهب بإمكانها الإطاحة بأي فريق بمنظومة لعب تهاجم بشكل جيد وتتوفر على حارس بارع ومدافعين متميزين، ووسط ميدان ثري وقوي في الاسترجاع والبناء، لكن المواجهة الأخيرة كشفت عن بعض الاختلالات النفسية والذهنية التي أوقعته في وحل الغرور والثقة المفرطة في مواجهة أستون فيلا في بيرمنغهام، وفي مسابقة تتطلب كثيرا من التركيز في كل المباريات مهما كانت النتيجة، وهي ميزة لا تتوفر في كل الفريق الذي يحتاج الى روح وعقلية وذهنية، بالإضافة الى المهارة الفنية.
صحيح أنه يجب أن تعاني للفوز بالمباريات والبطولات، لكن أحسن فريق في العالم في تقدير لويس أنريكي كاد يخرج من المسابقة أمام أستون فيلا رغم تفوقه في لقاء الذهاب بالثلاثة وتقدمه في العودة بثنائية، ما يدل على أنه فريق غير منتظم في مردوده، قادر في ظرف أسبوع واحد على لعب مباراة كبيرة وأخرى متواضعة، وبلوغ درجة أفضل لاعب في العالم يقتضي الاستقرار على المردود والاستمرارية في تحقيق الانتصارات والبطولات، ويقتضي في المقام الأول الفوز بدوري أبطال أوروبا أمام أفضل الأندية، وهو الأمر القابل للتحقيق هذا الموسم، خاصة إذا استخلص الدروس اللازمة من مواجهة أستون فيلا التي كشفت عن نقائص بإمكان باريس سان جيرمان تجاوزها وتحقيق ما لم يقدر عليه في عهد ابراهيموفيتش، ميسي ونيمار وكيليان امبابي، بفضل جيل جديد يمتلك كل مقومات الفريق القوي الذي يعرف كيف يلعب ويفوز بالألقاب ليصبح أفضل فريق في العالم .

إعلامي جزائري