نهاية “فيلا السبوعة” في سلا المغربية… السلطات تهدم “أغرب” بناية- (صور وفيديوهات)

حجم الخط
3

الرباط- “القدس العربي”:

شرعت السلطات المحلية لمدينة سلا المجاورة للعاصمة الرباط في هدم بناية غريبة الشكل أطلق عليها مواطنون اسم “فيلا السبوعة” (أي فيلا الأسود) نسبة إلى ما كان يملأ واجهتها المقابلة للبحر من تماثيل ومنحوتات تجسد الأسود.

عملية الهدم التي استأثرت باهتمام الرأي العام في المدينة وعلى امتداد المغرب بأكمله، رافقتها كاميرات المواقع الإخبارية بالصور والفيديوهات التي توثق للحظة قال عنها البعض إنه “طال انتظارها” فيما وصفها البعض الآخر بـ”الهدم الهمجي”.

وشهدت واقعة الهدم حضور عدد كبير من المواطنين الذين تابعوا الحدث عن قرب وباهتمام كبير، خاصة أن الفيلا المذكورة لها شهرة كبيرة بالنظر إلى طابعها الغريب والمتميز. وجاء قرار السلطات استنادا على مخالفة البناية لقانون التعمير المعمول به، بما فيها المنظر العام والتصميم الهندسي للواجهة التي تراكمت عليها تماثيل لخيول وأسود وغيرها من الأشكال المثيرة التي كانت السبب في شهرتها، إلى جانب ذلك شكّل احتلال الملك العام المتمثل في الرصيف عنصرا إضافيا ضمن المخالفات القانونية لمالكها.

التساؤلات التي رافقت عملية الهدم هي تكرار لما طرح منذ عقدين، حول هذه البناية العجيبة في سلا التي بقيت “صامدة في وجه كل سؤال حول من يكون صاحبها؟ ومن سمح له بالبناء بهذا الشكل الغريب الذي يشبه إلى حد كبير قصص الأساطير؟”. وهو ما يحيل على سؤال طرحه البعض: “هل كان لا بد من الهدم أو تحويلها إلى معلم سياحي فريد من نوعه؟”.

وصنفت البناية المذكورة على أنها “أشهر معالم مدينة سلا غير الرسمية” بفضل العدد الكبير من التماثيل التي تزين واجهتها وتجسد النسور والخيول والأسود وغيرها، كما وصفت بكون المشروع تم الترخيص له ويعتبر نموذجا “حيا لجميع أنواع الخروقات والمخالفات في مجال البناء والتعمير”.

الصحافي جيلالي بنحليمة، قال إن ساكنة مدينة سلا ودّعوا “هذه البناية بما يليق بها، وبالغرابة التي يحملها كل ركن فيها، احتشدوا يلتقطون آخر الصور لما كانوا يعتبرونه علامة مدينتهم المميزة والتي كانت محطة لقاء وعلامة من علامات الطريق”.

ويؤكد الإعلامي أن المسؤولين في سلا عليهم “أن يعلنوا إن كانت سلا صالحة فقط لأن تكون مرقدا، وعليهم أيضا أن يعلموا أن نماء العاصمة الرباط من نماء نواحيها”، وتمنى “أن تحطم الفوضى في هذه المدينة كما حطمت فيلا السبوعة”.

وبالنسبة لحسن المولوع فإن “مشاهد الهدم الهمجي في زمن التحضير لمونديال 2030″، مؤكدا أنها “مشاهد صادمة من قلب مدينة سلا تتعلق بعملية هدم (فيلا السبوعة)”، دون إنذار، أو تفسير، و”لا صوت لصاحبها الذي قيل إنه يوجد خارج أرض الوطن. فقط آلات الهدم تنقضّ على تفاصيل البناية كوحش جائع، بلا هوادة، بلا رحمة، بلا عقل”.

وأوضح الإعلامي نفسه أن السلطة قد يكون لديها ما يبرر عملية الهدم، لكن ما يثير الريبة ويستوجب المساءلة هو: هل تم هذا الهدم بناء على قرار قضائي معلن؟ أم أنه اجتهاد فردي من ممثل سلطة محلية رأى في نفسه “قاضي التنفيذ” و”مالك المدينة”؟ يقول المولوع.

وبعدما أشار إلى أن “الهدم ذاته كان فظيعا، همجيا، فجاًّ في عنفه”، انتقل صاحب التدوينة إلى الاستعداد لتنظيم كأس العالم 2030، متسائلا ما هي الصورة التي نقدمها للمستثمرين ونحن نوثق مشاهد كهذه؟ هدم همجي، ارتجال إداري، غياب للشفافية، وانتهاك لحقوق الأفراد دون أي بلاغ أو توضيح رسمي”.

ووفق الإعلامي، فإن “ما حدث ليس مجرد هدم، بل صفعة في وجه دولة يُفترض أن يكون فيها القانون هو الفيصل، لا المزاج. فهو تجسيد لعلاقة مختلة بين المواطن والسلطة، بين التعمير والهدم، بين الصمت والغضب”، مشددا على أنه لا يدافع عن البناء العشوائي “ولا نبارك مخالفة القانون. لكننا نرفض العشوائية في الهدم، ونرفض الصمت حين تتحول السلطة إلى مطرقة بلا عقل”.

وتساءلت صفحة أخرى على فيسبوك عما إذا كانت عملية إزالة التماثيل الصخرية الموضوعة على الرصيف بفيلا السبوعة، ستزيد من جمالية المكان أم العكس؟ و”هل فعلا كانت الفيلا مظهرا من مظاهر الإبداع الفردي؟ أم تشويها عمرانيا تجاوز حدود الذوق والمعمار؟”.

أما بالنسبة للصحافي المغربي المقيم في فرنسا، محمد واموسي، فقد قال إن “ذاك المبنى الغامض الذي ظل شامخا كأهرامات الجيزة، لا ندري إن كان متحفاً للفن العبثي، أم قصراً من قصور ألف ليلة، أم فيلما خياليا من سلسلة هاري بوتر، أم مجرد نكتة هندسية خرجت عن السيطرة؟”.

وأضاف أن “الكل في سلا كان يتساءل: من يجرؤ على هذا التحدي الفاضح للسلطات؟ من هذا الذي يعيش بيننا وكأنه في مملكة خاصة به؟”. ليوضح أن “اليوم فقط، بعد عقدين من (غضّ البصر)، صحا الضمير الرسمي فجأة، وتحركت الجرافات دون سابق إعلان لهدم المبنى رغم رفض صاحبه، ويبقى السؤال: من الذي كان يحمي هذه الأعجوبة طوال عقدين؟ من كان يضع لصاحبها الحصانة؟ ومن الذي كان يفرش له الطريق بالاستثناءات؟”.

وفي السياق نفسه، تساءل موقع “الرباط نيوز” قائلا: “لماذا هدمها الآن… وهل لهذه الدرجة بعدما اشتهرت في العالم كونها من بقايا استغلال الملك العمومي والتشويه العمراني في مدينة سلا؟”.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سمير مروان:

    عندما مررت أمامها شعرت بوحشة وظلمة تنتابني. حسنا فعلت السلطات

  2. يقول قصير مصطفى:

    للاسف الشديد كان من المفروض الحفاض عليها و اعتبارها ارثا. جماليا فنيا وتبني وزاره الثقافه مثلا. لها. ان اقتدى الامر

  3. يقول aminefateh:

    صاحب الارض الات من الشرق اولى بها.

اشترك في قائمتنا البريدية