أُوحِـي إلَـيَّ…
أنَّ العُيون التي لا تسكُن البحر
تُصَاب بالإحبَاط
فتهجُرها الأحْلام
مِن شُرُفَات الحياة.
أُوحِـيَ إلَـيَّ…
أنَّ الدّمُوع التي لا تَسقِي
مَزْهَرِيَّات الوُرود
تَحجبُها النُّجوم
كأنَّها تنْهضُ مِن قاع الحُزن
تحمِلُ نياشِين العَزاء
علَى أكتاف المدينَة.
٭ ٭ ٭
وحْدها…
زهْرة اَلْقَصِيدَة
تَحْمِلنِي إلَى الأشْرعة البعيدة
إلَى حيْثُ الخَلاص…
تُنسيني رتابَةَ الصَّمْت الرهيب
وتنقذُ قَلْبِي…
مِن هذَيان الشَّيْخُوخَة المبكرة
آه شَبَابِـي…
رَأْسِي أَبْيَـض،
كَمَا كَفَنِ الْمَدِينَـة
٭ ٭ ٭
عَلَى شاطئ النسيان،
أمسكتُ زبَد البَحر،
قلتُ لنفسِي:
إنَّ اَلْغَوْص ليْس لِـي
فِي مراكِب الغَرْقَى
علَى ألْواح سفينَة نُوح،
كَيْف لِي:
أنْ أخيط مفاصِل عُمْري
مُنفردا علَى شراعِي…
أنا المعربِـدُ…
علَى شفتَيْ البحْـر،
هُنَـاك…
كنْتُ ناقِماً على أنَـاي
أمْسِكُ آخِر الخُيُوط
مِن آخر الأبْيَاتِ
فِي آيَـةٍ…
أو آهَـةٍ…
أوْ قصيدة…
شاعر من المغرب
متألق ياشفيق؛ رأيت البحر بكلماتك كأنّني غريق؛ ورأيت الغريق بحرًا كأنّني له شفيق.نقلة نوعيّة بين قصيدة الأمس واليوم.
أيّها المنتصر على بحر التحديّ العميق بشراع اليمّ.
كل الود والتقدير الدكتور جمال البدري…
محبتي الخالصة
برعت فأمتعت ايها المبدع تحياتي
بصراحة المقالة أو القصيدة التي اجد تعليقا عليها من الدكتور جمال اعرف انها متميزة فاقراها.شكرا لسي شفيق.
أخي عبد الله العقبة: شهادة أعتزّ بها…ولك شكر شاكر للبوح بها…فإنها تقدير للتفاعل الموجب لها وبها…زادك الله قدرًا بها…وإليك قول المتنبيّ: { كالبَحْرِ يَقذِفُ للقَريبِ جواهرًا…جودًا ؛ ويبعث للبعيد سحائبا }.بها؟
أُحبُّ الحَياة
لا أهزأُ بِها ولا مِنها
لكِنَّني أهزأُ بأعداء الحياة
قطعان الصدى والإمعات
عانَدتني الحَياةُ
وتَلاعَبَ من هنا هذا الزَّمان.
ومن عبادلة القيء والعقبات
وما حاكَهُ في الظلامِ أعداءُ الحَياةِ
المقطع الأخير من قصيدة الشاعر المغربي شفيق الإدريسي لفت انتباهي، والمقطع الأخير من تعقيب الشاعر العراقي دريد الجرادي لفت انتباهي في حقيقة الأمر أيضا
وأنت أيضا متألق يا دريد، رأيت الحياة بمفرداتك في العلاء، ورأيت من خلالها كل أشكال الأعداء، من قطعان الصدى وإمعات البلاء، ومن عبادلة القيء وعقبات الجفاء. نقلة نوعيّة بين مقطع الأمس ومقطع اليوم.
أيها الظافر في حياة المواجهة الجليلة والنزال الأجلّ.