هآرتس.. “اقتل فلسطينياً تترقّ”: إلى متى ستنكر واشنطن أن إسرائيل كلها “نيتسح يهودا”؟

حجم الخط
3

في نهاية الأسبوع نشرت “سي.إن.إن” تقريراً شاملاً. حسب ما جاء فيه، فإن قادة سابقين في كتيبة “نيتسح يهودا”، الذين نكل جنود الكتيبة بالفلسطينيين في العقد الأخير، وارتكبوا خروقات كبيرة لحقوق الإنسان، ها هم يحصلون على ترقيات في الجيش الإسرائيلي بدل دفع ثمن ذلك. 

كما نذكر، في نيسان الماضي نشر أن الولايات المتحدة تفحص فرض عقوبات على “نيتسح يهودا”، لكن إسرائيل تعهدت بمعالجة المسؤولين عن أعمال العنف الشديدة التي تورطت فيها الكتيبة. لذلك، علقت الإدارة الأمريكية قرارها. وإذا حكمنا حسب تقرير “سي.ان.ان”، فإن المعالجة التي كانت إسرائيل تنوي القيام بها هي القليل من التحقيق والعقاب، والكثير من المساج والتسلية المدللة وتقشير الوجه وحقنه. 

أشار التقرير إلى أسماء من هم في رتبة مقدم، الذين تولوا قيادة “نيتسح يهودا” منذ العام 2014 وجعلوها وحدة رائعة. فضاء المساواة عندهم أنهم يوجهون فيه الضربات حتى لكبار السن والقاصرين بدون تمييز. أحد هؤلاء القادة هو متاي شيفح، الذي تم توبيخه عقب موت عمر أسعد، المواطن الفلسطيني – الأمريكي ابن الـ 78، الذي توفي بعد أن اعتدى عليه جنود الكتيبة وكبلوه وتركوه. مات أسعد، لكن شيفح ترقى إلى نائب قائد لواء “كفير”. 

يظهر إلى جانبه اسم نتاي عوكشي، الذي تم توثيق جنوده وهو يضربون فلسطينياً وابنه (15 سنة) باستمتاع، في الوقت الذي كانا فيه مربوطين إلى السيارة (تم تعيينه مؤخراً في منصب نائب قائد تشكيلة غاعش). أما شلومو شيرن، الذي حسب التقرير أطلق جنوده ناراً كثيفة على مدرسة فيها آلاف النازحين، فهو الآن يخدم قائداً في لواء “الناحل”. 

“ثمة احتمالية عالية بأن الأساليب المختلفة، والتنكيل والمخالفات التي نفذتها كتيبة “نيتسح يهودا” سترسل البذور للوحدات الجديدة، لأن مثل هذا الشخص كان هو المسؤول عن التدريب، فسينشر نفس النظرة لحقوق الإنسان”، قال لـ “سي.ان.ان” تشارلز بلاها، المدير السابق لقسم الأمن وحقوق الإنسان في وزارة الخارجية الأمريكية. 

وتناول التقرير أيضاً ترقية عدد من قادة “نيتسح يهودا”، لكن الحقائق التي جاءت فيه تعكس نظرة إسرائيل للعنف الشديد تجاه الفلسطينيين منذ عشرات السنين. في الأوقات العادية يغضون النظر، إذا لم نقل يشجعون، وبالتأكيد لا يعاقبون. وإذا تم توثيق حالة مخيفة ووصلت إلى العناوين، ضغطت هذه الدولة أو تلك، فلن يجدوا سوى جنود عاديين لتوبيخهم، ويتظاهرون بأن المشكلة حبة بطاطا فاسدة وليس المنظومة كلها، من الأساس وحتى النهاية، بعد عشرات السنين من الاحتلال وتعفن الأخلاق. 

عندما فحصت الولايات المتحدة فرض عقوبات على كتيبة ““نيتسح يهودا”” غضبت إسرائيل بشدة، واعتبر نتنياهو ذلك “ذروة عدم المنطق والحضيض القيمي”. ولكنهم في الغرف المغلقة وعدوا بمعالجة المشكلة (رغم أن وصف ثقافة العنف والجريمة في الكتيبة بأنها “مشكلة” يشبه وصف 7 تشرين الأول بأنه “حادث مؤسف”، كما فعل تساحي هنغبي في هذا الأسبوع). 

عملياً، كما يثبت التقرير، كانت النية ببساطة كسب الوقت على أمل تلاشي الحكم من تلقاء نفسه. هذه المقاربة هي عملية دمج مثالية بين أمراض الحكومة وأمراض الجيش، ومماطلة نتنياهو المدمرة، وأسلوب الجيش الإسرائيلي في التحقيقات التي يعتبرها وسيلة لتبييض الجرائم وتطهير كبار الضباط (“تحقيق بئيري”، هل هو إذار مألوف؟). 

جوش بول، شخص رفيع سابق بارز في وزارة الخارجية الأمريكية، قال لـ “سي.ان.ان” إنه في “غض الولايات المتحدة نظرها عن جرائم “نيتسح يهودا” ووحدات أخرى، فهي تساهم في ثقافة الإعفاء من المسؤولية، التي نرى نتائجها في كل فيلم فضائحي عبر “التيك توك” ينشره جنود الجيش الإسرائيلي في الوقت الذي يدمرون فيه وينهبون ويهينون في أرجاء غزة”. ولكن ليست وحدها من تتجاهل هذا التقرير، بل حتى هذه الأفلام الفظيعة يتم استقبالها بلامبالاة، أو باستمتاع. في نهاية المطاف، كل إسرائيل بالإجمال “نيتسح يهودا”.

بقلم: يوعنا غونين

هآرتس 16/7/2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول فصل الخطاب:

    أصلا عصابة البيت الأسود الصهيوني الأمريكي هي من تمول عصابة الشر بنغفير وسموتريتش و من لف لفهم من الحريديم النازيين الفاشيين الصهاينة الملاعين الذين عاثوا سفكا بدماء الفلسطينيين منذ 1948 بدعم أمريكي بريطاني وغربي غادر حاقد جبان سارق لأرض فلسطين ✌️🇵🇸😎☝️🚀🐒

  2. يقول نجمة:

    يد الله فوق ايديهم حسبي الله و نعم الوكيل فيهم و في كل حكامنا المذلولين

  3. يقول السوسي:

    وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ۚ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45)

اشترك في قائمتنا البريدية