تحقيق برنامج “عوفدا” التلفزيوني في القناة 12 الأسبوع الماضي كشف جانباً مفزعاً مما درج على تسميته في إسرائيل “آلة السم”. تلقى سيفي عوفاديا قدرة على الوصول إلى هاتف لحيني بليدس، الرئيسة السابقة لمكتب نتنياهو، التي توفيت قبل نحو سنة ونصف، ورسم بمعونة البلاغات التي أرسلت من هاتف سارة نتنياهو، عمق العفن السياسي والأخلاقي الذي تغرق فيه إسرائيل تحت حكم نتنياهو.
من الصعب التقليل من خطورة المواد التي عنيت بها سارة نتنياهو والتي نفذتها بمعونة بليدس. ذروة السفالة سجلت حين طلبت المبادرة إلى مظاهرة ضد عائلة فركش التي سقط ابنها في حرب لبنان الثانية في 2006. كل هذا لأن “العائلة المقرفة”، على حد تعبير سارة نتنياهو، تجرأت على استضافة متظاهرين في بيتها ضد نتنياهو.
في ثلاث حالات على الأقل كانت أعمال سارة نتنياهو ليس فقط من مجال الأخلاق الفاسدة وانعدام الرحمة الإنسانية، بل عن حالات يثور فيها اشتباه بفعل جنائي بعمل سارة نتنياهو.
الحالة الأولى هي طلبها من بليدس تنغيص حياة الشاهدة المركزية في ملف 1000، الذي يتهم فيه زوجها نتنياهو بالغش وخيانة الأمانة بسبب تلقي خيرات متاع من رجل الأعمال أرنون ميلتشن و(جيمس باكر). فقد طلبت سارة أن يتظاهر نشطاء الليكود أمام بيت هداسا كلاين، المساعدة الشخصية السابقة لميلتشن التي قدمت تفاصيل كثيرة عن حجم الهدايا التي نقلت إلى الزوجين نتنياهو. التحرش بشاهد يعد مخالفة جنائية واضحة. إضافة إلى ذلك، أمرت سارة نتنياهو بليدس بتنظيم مظاهرات أمام بيت المدعية العامة في محاكمة نتنياهو ليئات بن آري، وهذا ما كان بالفعل.
إن شبكة العلاقات التي أقامتها سارة نتنياهو مع المفتش العام للشرطة اليوم، داني ليفي، مفزعة على نحو خاص. يتبين أن سارة كانت ترغب في تحسين مكانته لأنه أبدى موقفاً متشدداً تجاه المحتجين ضد نتنياهو. زوجة رئيس الوزراء طلبت أن ترسل إلى وزير الأمن الداخلي في حينه، أمير أوحنا، رسالة أن “مثل هؤلاء الأشخاص نحتاجهم، فهو لا يرى بعينه”. وليفي بالفعل تسلق إلى أعلى السلم الشرطي، إلى أن وصل إلى منصبه الحالي كمفتش عام.
في دولة سليمة النظام، كان تحقيق “عوفدا” سيشكل أساساً متيناً لتحقيق شرطي سريع وناجع ضد سارة نتنياهو. لكن ما تبين الآن أن شرطة إسرائيل نفسها أفسدت على أيدي سارة نتنياهو إياها.
المستشارة القانونية للحكومة، غالي بهرب ميارا، تحت كماشة ضغوط هائلة القوة تمارسها آلة السم. رغم هذا، عليها ألا تمر مرور الكرام على الكشف في برنامج عوفدا. على المستشارة أن تأمر بفتح تحقيق جنائي ضد سارة نتنياهو، قبل لحظة من تحول دولة إسرائيل رسمياً إلى جمهورية موز.
أسرة التحرير
هآرتس 23/12/2024
سارة لم تأخذ سفاح غزة إلا من أجل مصالحها الذاتية يا عينيا 🤓😁☝️