أخيراً فعل رئيس المعسكر الرسمي بيني غانتس والنائب غادي آيزنكوت اللذان وقفا علناً بكل ثقل وزنهما الأمني كرئيسين سابقين للأركان وكعضوي كابنيت الحرب سابقاً لتفنيد الأكاذيب التي يغذي بها رئيس الوزراء مواطني إسرائيل في وقت حرج بهذا القدر. ويئير لبيد أيضاً عمل على نحو صائب أيضاً حين قال: “ما دامت هذه الحكومة قائمة، فالحرب ستستمر”.
نتنياهو يكذب أمام الجمهور حين يصف محور فيلادلفيا كتهديد وجودي. بتهكم يخيف الجمهور الذي إحساس الأمن لديه مهزوز منذ 7 أكتوبر، كي يبرر إصراره على بقاء الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا – بثمن حياة المخطوفين وبخلاف موقف جهاز الأمن والوزير غالانت.
لا يتناول نتنياهو محور فيلادلفيا لسبب أمني ولا لسبب استراتيجي؛ بل ليعرقل إمكانية إعادة المخطوفين من خلال صفقة بات واضحاً أنه غير معني بها، خصوصاً في هذه المرحلة، كونها تعرض استمرار حكمه للخطر. محور فيلادلفيا يمسك بباب ديوان رئيس الوزراء.
مشكلة نتنياهو أن وزير الدفاع يرفض التعاون مع هذه الكذبة. غالانت ومعه رئيس الأركان هاليفي أوضحا بأنه لا مانع أمنياً من التوقيع على صفقة تتضمن انسحاباً من محور فيلادلفيا. وعليه، فقد توجه نتنياهو إلى الجمهور. وكجزء من حملة تشهير وإلقاء المسؤولية والذنب على جهاز الأمن منذ 7 أكتوبر، يصور غالنت كنوع من الخائن لأنه لم يفقد استقلاليته.
وعليه، كان غالانت وآيزنكوت ملزمين بالتوجه إلى الجمهور للوقوف إلى جانب جهاز الأمن والوزير غالنت بعد الهجوم عليهم، وإلى جانب الواقع الأمني غير المتعلق بشعارات نتنياهو الفارغة بل بالحقائق التي على الأرض. “محور فيلادلفيا لا يشكل تهديداً وجودياً على إسرائيل”، أوضح غانتس. ووصف آيزنكوت مؤتمر لنتنياهو الصحفي بأنه “خطاب التخويف”، وقال إن الوضع الاستراتيجي لإسرائيل لن يقوم ويسقط على المحور. كلاهما شددا على الأهمية الاستراتيجية العليا لصفقة مخطوفين، ووصفا نتنياهو بأنه يعرقلها لأسباب سياسية داخلية.
في ضوء أكاذيب نتنياهو، بات على رجال الحقيقة الوقوف كي يعكسوا الأمور على حقيقتها أمام الجمهور ويمنعوا عن نتنياهو ترك المخطوفين لمصيرهم في ظل أكاذيب في موضوع تهديد وجودي وضعضعة الثقة بجهاز الأمن. بعد أقوال غانتس وآيزنكوت ولبيد وربما بضعة شجعان آخرين، نأمل أن يتعزز المطلب الجماهيري لوقف الحرب وإعادة المخطوفين في صفقة. كل يوم تتأخر فيه الصفقة يقرب المخطوفين من موتهم.
أسرة التحرير
هآرتس 5/9/2024